Site icon IMLebanon

الصين تحاول الهيمنة على أوروبا

EU-China
عند قراءة ما جاء في رواية (خطة التنين أكروبوليس– The Dragon Acropolis Plan) حول دعم الصين لحزب موالٍ لها في اليونان، لإنقاذ الاقتصاد المتعثر من أسوأ أزمة يمر بها بعد الحرب، تمهيداً لاجتياح أوروبا آخر الأمر، فإن هذه الرواية ستبدو للقاريء غير قابلة للتصديق.

لكن انطلاقاً من التطورات الأخيرة، حيث أدت فيها الصين دور منقذ محتمل لليونان، فإن هذه الرواية تبدو منطقية ومقنعة أكثر.

والدليل على ذلك، يظهر من خلال القمة المرتقبة في 29 يونيو/ حزيران ببروكسل؛ حيث يتوقع أن تتعهد الصين باستثمار مليارات الدولارات في صندوق تمويل البنية التحتية الجديد في أوروبا، وفقاً لمسودة بيان اطلعت عليها وكالة (رويترز).

كما تأتي هذه القمة بعد أقل من 3 أشهر على انطلاق مبادرة (البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية– AIIB) الصينية. ومن خلال هذه المبادرة تمكنت الصين من جذب العديد من البلدان الأوروبية للانضمام إلى البنك كأعضاء مؤسسين، مما أثار اعتراض أميركا، سيما أن بعض هذه الدول من أقرب حلفائها. بل تعتقد بعض الجهات أيضاً، أن سياسات أمريكا تجاه مناطق أخرى من العالم، دفعت حلفاء أمريكا في أوروبا إلى دائرة نفوذ الصين.

وقد علق أحد القراء لمقال نشر بشأن هذه المسألة قائلاً: “لابد أن تلك الدول الأوروبية تحاول التحرر من قبضة واشنطن. إن الضغط على تلك الدول لتأييد فرض عقوبات على روسيا لم تكن في مصلحتها قطعاً، مثال بسيط على التحكم الأمريكي الكبير بهذه الدول”.

وفي الوقت الذي قد تكون فيه السياسات الأميركية ذات تأثير على توثيق العلاقات بين الصين وأوروبا، فإن دوبلوماسية الدعم المالي كانت هي المحفز الأكبر.

وبينما تعد الصين مستثمراً فعالاً في البنية التحتية اليونانية، أنفقت مجموعة (كوسكو– COSCO) المملوكة للدولة ما يقرب من 5 مليارات يورو لتعزيز حضورها في أكبر ميناء في البلاد- ميناء بيرايوس.

بالإضافة إلى ذلك، تتمتع الدولتان بعلاقات شحن وثيقة، إذ يصنع كبار رجال الأعمال اليونانيين السفن في أحواض بناء السفن الصينية، لتؤجرها الشركات الصينية لنقل الموارد إلى الصين، كذلك نقل البضائع منها. فيما تعمل السفن التجارية اليونانية، كما لو كانت تابعة للبحرية الصينية في البحر المتوسط عند الحاجة إليها. ومثال هذا الأمر: ساعدت السفن اليونانية على إخراج المواطنين الصينين من ليبيا.

كما أن دبلوماسية الدعم المالي الصيني لا تقتصر على أوروبا فقط. بل تمتد إلى كل القارات، مما يشكل تحدياً للهيمنة الأميركية على العالم. وسواء أحبت أمريكا ذلك أم لم تحبه، ستضع الصين قواعد جديدة للعولمة الحديثة قريباً، مما يمهد الطريق لصعود شركاتها، حتى في أوروبا.