تنتشر خيم بيع العصير الطبيعي والجلاب في شهر رمضان في مختلف الشوارع في بيروت والضاحية الجنوبية ويقوم خلالها الشباب الباعة في كل حي بعصر منتجاتهم بشكل طازج يومي ويرون فيها فرصة لكسب الرزق وخصوصا في ايام هم بحاجة كبيرة فيها للعمل في ظل ارتفاع نسبة البطالة لدى الشباب وهنا يكمن المثل القائل : «إذا فقد الأمل فاخترعوه» من خلال اكثار المحاولات في اختراع اي شيء يساعد على تحقيق مردود يؤمن بعض مقومات العيش الكريم في هذا الشهر الذي فيه تكثر المصاريف.
وأمام هذا الواقع يتمنى بعض البائعون لو ان كل الأيام هي شهر رمضان المبارك من أجل ان يحققوا بعض الرزق في ظل غياب فرص العمل وهذه الخيم تنتشر في مختلف الأحياء السكانية دون تمييز بين هذه المنطقة وغيرها فكل لا بل معظم الشباب بأمس الحاجة لتأمين القوت اليومي.
وفي هذا السياق يعبر أحمد الحلبي وهو صاحب إحدى الخيم في منطقة أرض جلول قائلا: «نحن نشكر الله ونحمده في هذا الشهر بأن رحمة رب العالمين تحل وكذلك رحمة الدولة وأجهزتها بحيث لا نتعرض للمضايقة من قبل قوى الأمن التي ترحمنا هذا الشهر وتسمح لنا في الاسترزاق وكما نشهد إقبالاً كثيفاً من المواطنين على شراء المنتوجات المعصورة بشكل طازج لاقتناعهم بفوائد العصير الطازج في هذا الشهر وأهميته لصحة الانسان».
بدوره يعلق حسن فقيه وهو صاحب احدى الخيم في منطقة تحويطة الغدير قائلا: «نخن نتمنى لو ان كل ايام السنة هي رمضان فحينها نكسب الحسنات عند الله ونكسب بعض الأموال لتأمين قوتنا اليومي والعيش الكريم ولأن سبل العيش ضيقة ولا يوجد أي حل من قبل الدولة للاهتمام بشؤون الشباب في تأمين فرص العمل لا بل كل الأمور تدفعنا إلى الهجرة».
أما أحمد حرقوص في منطقة حي السلم فيقول : هذه الظاهرة نتعود عليها مع بداية كل شهر رمضان كظاهرة بيع الحلويات الرمضانية وهي متنفس لبعض الشباب والعائلات ولا سيما أنه في هذا الشهر تكون نسبة المصاريف العائلية مرتفعة، وفي ظل غياب دعم الدولة لبعض المواد الأساسية للتخفيف عن كاهل المواطن ما يدفع الشباب اللبناني إلى ابتكار أساليب جديدة لتأمين مقومات العيش في ظل التضخم في البطالة».
وإن كانت هذه الظاهرة تؤثر على مبيع المحلات التي هي في الأساس تبيع العصير الكوكتيل على كافة أنواعه قمنا بسؤال صاحب أحد المحلات في منطقة المريجة الذي قال: «لا نخفي عليكم ان مبيعاتنا بشكل غير مباشر تأثرت ولكن ليس بشكل كبير ففي محيط محلاتنا لا تنتشر هذه الخيم او البسطات وهذا ما يسهل علينا ونحن في هذا الشهر ما نعتمد ونعول عليه هو مبيع أنواع الكوكتيل والاطباق بعد الإفطار ولذلك لا نتأثر بشكل كبير».
اذا فإن ارتفاع نسبة البطالة لدى الشباب إلى نسبة الـ 35% كانت الكفيلة في ابتداع الشباب اللبناني المخارج لازمته الاقتصادية في سبيل كسب رزقه على أمل ان يأتي يوم وتحتضن الدولة شبابها وتؤمن لهم فرص عمل.