أفاض مزارعو البقاع في سرد أوجاعهم ومآسيهم الزراعية خلال اعتصامهم الذي أقيم في ساحة شتورة التي تحوّلت الى شاهد حي على نكبات القطاع الزراعي وقطاع الشحن البري، في ظل الجمود والشلل المستمرين منذ قرابة ثلاثة أشهر من جراء إقفال الحدود السورية مع الدول العربية والتي تعد الممر الاساسي لقوافل الشحن البري للمصرّين والمستوردين الزراعيين والصناعيين.
وأقفل مزارعو البقاع الطريق الدولية لفترة من الوقت تخللها رمي محاصيل زراعية، في إطار خطوة احتجاجية للمطالبة بدعم التصدير البحري والجوي من دون تأخير.
كل قطاع زراعي استحضر ادواته العاطلة عن العمل، بدءاً من «نقابة الشاحنات المبردة» التي حضرت وشاحناتها المركونة أمام منازل أصحابها، ونقابات المزارعين شاركت وجرارتها الزراعية التي اشتاقت الى الحقول الزراعية، و «نقابة الأشجار المثمرة» كان لها وجعها الذي ترجم برمي كميات من محاصيل الدراق الذي لا يزال على الأغصان ينتظر من يقطفه ويصدره، ومزارعو الخضار والبطاطا عبروا عن نكبتهم بأقفاص من الخس التي رميت ويافطات طالبت بوقف إغراق السوق اللبنانية بالبطاطا السورية المهرّبة.
رفع المزارعون صوتهم مطالبين إغاثتهم وإبعاد شبح الافلاس عنهم وعدم خضوعهم لبيع أراضيهم للمصارف، وناشدوا كل السياسيين بالعمل على إنقاذهم من الحصار المطبق عليهم حتى لا يخسروا أسواقهم الزراعية التي تغزوها حالياً منتجات زراعية أخرى من مختلف الجنسيات العربية والأوروبية.
وشارك النائب عاصم عراجي في اعتصام المزارعين الذي ضمّ كلاً من رئيس «نقابة الأشجار المثمرة» عمر الخطيب، رئيس «نقابة اصحاب الشاحنات المبردة»، رئيس «نقابة مزارعي البطاطا في البقاع» جورج الصقر، رئيس «تجمّع مزارعي وفلاحي البقاع» ابراهيم الترشيشي، رئيس «نقابة مصدري ومستوردي الخضار والفاكهة في لبنان» نعيم خليل، رئيس «لجنة الاقتصاد في غرفة زحلة» طوني طعمة، وحشد من المزارعين.
وأشار عراجي الى ان «مسؤولية اغاثة المزارعين وعدم تحويلهم الى طفار تقع على معرقلي جلسات مجلس الوزراء ومن يحجمون عن إقرار دعم التصدير البحري الذي يشكل نافذة الأمل والحياة لآلاف العاملين في القطاع الزراعي وتوابعه».
الخطيب تحدّث عن «سنة النكبات والمآسي التي مرّت على قطاع الأشجار المثمرة الذي تعرّض لموجة صقيع قضت على اكثر من 60 في المئة، من إنتاجه على الاشجار، وصولاً الى مأساة إقفال ابواب التصدير مع غزو اصناف الفاكهة التي يتم تهريبها الى الداخل اللبناني».
وطالب الصقر «بالإسراع بحل عقبة التصدير وايجاد الدعم المالي تحت أي مسمّى أو قرار رسمي لبناني لاسيما ان مواسم قلع البطاطا في البقاع قد انطلقت».
وناشد الترشيشي «لوقف تهريب البطاطا السورية وترفيق كل الشاحنات السورية التي تدخل الى لبنان والتي تعبره كـــترانزيت وعم السماح لها بالتــــوقف في أي نقطة جـــغرافية لبــنانية سوى عند المرفأ او المطار حتى لا يُصار الى تفريغ حمولتها في الاسواق اللبنانية». وكانت كلمات لكل من خليل ويوسف محي الدين وطعمة وكلها ركزت على موضوع إقرار الدعم للصادرات الزراعية والصناعية.