Site icon IMLebanon

قلق من تداعيات الهجمات الإرهابية بتونس على جاذبية المغرب

Morocco-tourism
حالة من الذهول أصابت المهتمين بالقطاع السياحي بالمغرب بعد العملية الإرهابية بسوسة في بتونس. الكثيرون منهم ما زالوا لم يستوعبوا ما حدث، ومن تحدثوا إلى “العربي الجديد” من المهنيين، أكدوا على أن شظايا الإرهاب بتونس ستصيب السياحة بالمغرب.

‫”‬لن تسلم السياحة المغربية من تأثيرات العملية الإرهابية التي أصابت تونس”. هكذا أجاب أحد أعضاء الفيدرالية الوطنية للسياحة، عندما سألته “العربي الجديد” عن تأثيرات ما حدث بتونس على السياحة بالمغرب.

المسؤول، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، وقبل انعقاد اجتماع المهنيين في الأسبوع الجاري مع وزارة السياحة، أكد أن السياح لا يميّزون بين الدول في الوقت الحالي، بل ينظرون إلى منطقة شمال أفريقيا برمتها.

وأوضح المصدر ذاته، من مدينة مراكش، أن الأحداث التي تقع في أي بلد في المجال الجغرافي لشمال أفريقيا، وحتى الشرق الأوسط، تؤثر على البلدان الأخرى، غير أن ما يجمع بين المغرب وتونس، هو كونهما يستقطبان الزبائن إياهم، الذين يأتون من أوروبا، وخاصة من فرنسا، وإن كان البلدان يختلفان نسبياً على مستوى المنتوج السياحي، على اعتبار أن تونس تعوّل كثيراً على السياحة الشاطئية، بينما يتوفر في المغرب، بالإضافة إلى الشواطئ، منتوج سياحي آخر يتمثل في المدن القديمة، مثل مراكش، التي تعتبر الوجهة السياحية الأولى في المغرب.

وتأتي العملية الإرهابية التي عرفتها تونس في وقت يسعى فيه المهنيون بمعية وزارة السياحة في المغرب إلى إعطاء دفعة جديدة للسياحة التي تشهد بعض التراجع خلال العام الجاري، فبيانات مكتب الصرف تشير إلى أن إيرادات السياحة تراجعت في الخمسة أشهر الأولى من العام الجاري بنسبة 6‪.‬4%، حيث تجاوزت بالكاد ملياري دولار، مقابل 2‪.‬24 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.

وقد خلصت الدراسة الشهرية التي تنجزها النقابة الوطنية لوكالات فرنسا التي تعتبر أول زبون للمغرب، إلى أن المغرب فقد منذ بداية العام الجاري 45% من السياح الفرنسيين من زبائن وكالات السفر.

وهذا التراجع جاء نتيجة العمليتين الإرهابيتين اللتين استهدفتا “شارلي إيبدو” بفرنسا ومتحف “باردو” بالعاصمة تونس. وهو ما يدفع المهنيين المغاربة إلى وضع أيديهم على قلوبهم بعد العملية الإرهابية بسوسة، يوم الجمعة الماضي.

ويؤكد المصدر المهني أنه ينتظر أن تفضي المستجدات الأخيرة إلى عقد اجتماع بين الفيدرالية الوطنية للسياحة ووزارة السياحة في الأسبوع الجاري، من أجل البحث عن السبل التي تساعد في الحد من الخسائر الناجمة عن انصراف السياح عن المنطقة، ما سيعمّق الأزمة التي تعاني منها السياحة المغربية في العام الجاري.

وكانت أزمة قطاع السياحة المغربية محور المنتدى الذي نظمته الفيدرالية الوطنية للسياحة أخيراً، حيث وجّهت لوزير السياحة العديد من الرسائل من أجل بث الروح في القطاع، ودعا المهنيون إلى إعطاء دفعة جديدة للاستثمار السياحي وإعادة توجيه التمويل للاستثمار في المحطات السياحية الشاطئية بما يراعي الموسمية في القطاع.

وتساهم السياحة بما بين 6 و7% في الناتج الإجمالي المحلي في المغرب‪.‬ وكانت عائدات السياحة قد بلغت في العام الماضي حوالي 6 مليارات دولار، بفضل توافد 10‪.‬4 ملايين سائح.

وتشير بيانات وزارة السياحة إلى أن القطاع فتح فرصاً وظيفية تقدّر بحوالى 50 ألف فرصة عمل، كما رفد المغرب بحوالي 20 مليار دولار‬ من العملة الصعبة في الثلاث سنوات الأخيرة.