Site icon IMLebanon

جنبلاط: إما أن تنتصر الحرية والمساواة أو نغرق في الظلام الدامس

walid-jumblat

لفت رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط إلى أنّه “لعل أبرز خلاصات ذاك اليوم المشؤوم الذي لف فيه السواد عدداً من العواصم والمدن العربية والعالمية هي أنّنا نعيش حرب قيم لا حرب حضارات وهو صراع عميق بين قيم المساواة والإنفتاح والحرية والتسامح وقيم الإنغلاق الديني والتزمت الفكري والتعصب والتخلف”.

جنبلاط، وفي موقفه الأسبوعي لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، قال: “في الولايات المتحدة الأميركية، حرب قيم بين ما جسدته مقولة “عندي حلم” التي أطلقها المناضل مارتن لوثر كينغ وتبناه الرئيس الأميركي باراك أوباما وما عنته من حرية ومساواة بين مختلف الفئات والشرائح والإثنيات التي يتشكل منها المجتمع الأميركي وبين العنصرية والتفرقة التي تقوم بها أوساط اليمين القديم المتجدد من رواسب الحرب الأهلية الأميركية وما حصل من مذبحةٍ في شارلستون قد يكون أحد أوجه ذلك”.

وأضاف: “وفي فرنسا، حرب قيم بين مبادىء المساواة والحرية والأخوة بين المواطنين فوق الأعراق والأديان وهي المبادئ التي مثلتها الثورة الفرنسية التي شكلت منعطفاً كبيراً في التاريخ الحديث ودافع عنها بشجاعة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس حكومته إيمانويل فالس؛ وبين التصرفات الإرهابية كالتي وقعت في مدينة ليون بعد أشهر على الهجوم البربري الذي إستهدف صحيفة “شارلي إيبدو”.

وتابع جنبلاط: “وفي تونس، التي كانت منطلق الثورات العربية، حرب قيم بين إرادة التغيير والحرية والكرامة التي عبّر عنها محمد بوعزيزي وشباب تونس مروراً بشباب ميدان التحرير في مصر الذين قادوا الثورة وغُيبوا عن المشهد تماماً اليوم، إلى سوريا وشباب درعا الذين هتفوا سلمياً لشهور طويلة لينالوا حقوقهم الوطنية والسياسية المشروعة وإستذكاراً لشباب لبنان 14 آذار 2005 الذين عبّروا في تلك اللحظة التاريخية عن مبادىء الحرية؛ وبين الإرهاب الإجرامي الذي يستهدف كل مرة المواطنين والسياح الأبرياء في تونس والرد الهمجي على مطالب الشعب السوري من خلال القصف الجوي والبراميل المتفجرة”.

وأكد أنّها “حرب قاسية بين قيم الإنغلاق الديني والتزمت التي عبّرت عن نفسها خلال عهد المأمون وعبر حرق كتب الفيلسوف والمفكر إبن رشد مروراً بالمعري والأفغاني والكواكبي وطه حسين وسواهم العشرات من المفكرين؛ وبين الحرب التي تشعلها تلك الفضائيات التكفيرية البغيضة التي تريد إلغاء الآخر والقضاء على وجودها. وها هي تباشر هذه الأعمال الإقصائية تأخذ مداها الميداني في سوريا والعراق حيث نشهد الفرز السكاني والديموغرافي من خلال الإقتتال الميليشاوي المذهبي بين الشرائح الإجتماعية”، خاتماً: “إما أن تنتصر قيم الحرية والمساواة أو نغرق في الظلام الدامس لعقودٍ وعقود إلى الأمام”!