IMLebanon

الراعي: عدم إنتخاب رئيس سببه النزاع في الشرق الأوسط

patriarche-raii-new

أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “الحاجة الى صوت الكنيسة لإنهاء الحرب وعودة النازحين جميعهم الى اراضيهم وبيوتهم، لأنّ هذا هو حقهم الطبيعي بحكم المواطنة”، معتبراً أنّ “سبب النزاع بين الجماعات الاسلامية المعتدلة وتلك المتطرفة هو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني العربي الذي يجب ايجاد حل له”.

الراعي، وخلال إستقباله وفداً من المبعوثيين الرئاسيين لجمهورية جنوب افريقيا للشرق الأوسط في بكركي، قال: “هناك قرارات دولية صدرت عن مجلس الأمن في هذا الشأن ويجب تطبيقها. والآن لبنان يدفع ثمن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بوجود نحو نصف مليون فلسطيني مسلح على ارضه. كذلك لبنان يدفع ثمن الحرب في سوريا مع نزوح اكثر من مليون ونصف المليون سوري الى اراضيه، وهو بلد صغير لا يمكنه تحمل عبء هذا النزوح على كافة الأصعدة. وعلى المستوى السياسي تأثر لبنان كثيرا بالحرب في منطقة الشرق الاوسط، وتجلى هذا الأمر بتعطيل الحياة الدبلوماسية والسياسية فيه، وعدم انتخاب رئيس للجمهورية هو بسبب هذا النزاع”.

كذلك لفت الى “الثمن الإقتصادي الكبير الذي يدفعه لبنان نتيجة الحرب في المنطقة فانتاجه الزراعي والصناعي لا تصريف له”، مشدّداً على انّ “لبنان هو البلد الوحيد في المنطقة حيث يعيش فيه المسلمون والمسيحيون بالمساواة ويفصلون بين الدين والدولة، لذلك هو بلد ديموقراطي تتلاقى فيه كل الديانات والثقافات، وهو يشكل واحة للحرية والمساواة، ولا يمكن للأسرة الدولية ان تراه ينهار ويغرق في هذا البحر من الحروب”.

الى ذلك، أكد الراعي، خلال استقباله وفداً من الشبيبة من مختلف الأبرشيات المارونية في بلاد الإنتشار، “أنّنا في لبنان وسوريا والاراضي المقدسة والعراق ومصر والاردن لا نقول انّنا اقلية فهذه التسمية لا تنطبق علينا. فعمرنا 2000 سنة ونحن اصليون من الناحية التاريخية وكذلك لاهوتياً فكنيسة المسيح موجودة في كل مكان. نحن جسم واحد اينما وجدنا بالمعمودية والميرون، لذلك نحن بحاجة للتضامن والتكاتف وتحمل مسؤولية بعضنا البعض، وهذه هي الغاية من المنتدى الذي يجمعكم اليوم انتم شبيبة الإنتشار مع شبيبة لبنان”.

وختم: “نحن نمر بصعوبات كبيرة وكثيرة ولكن وجودنا في هذا الشرق اساسي. لقد عشنا مع المسلمين 1400 سنه واوجدنا الإعتدال في هذا الشرق. وكل هذه التنظيمات الإرهابية التي تهدم وتقتل ليست من هنا لقد اتت من خارج الشرق الأوسط انها غريبة ودخيلة، وعلى الرغم من ذلك نحن نستمر وسنبقى هنا حتى نكمل رسالتنا مع المسلمين. فنحن ننقل الإعتدال وبدورنا نغتني من قيم المسلمين الأخلاقية والروحية والثقافية، لنحافظ على الإعتدال لأنه اذا انتشر الإرهاب في العالم فلا حدود له”.

وكان الراعي إستقبل سفيرة الإتحاد الاوروبي انجيلينا ايخهورست في زيارة وداعية بمناسبة انتهاء مهامها الدبلوماسية في لبنان. وقد أعربت ايخهورست عن “حزنها لأنّها ستغادر لبنان بعد مرور اربع سنوات ونصف على توليها مهامها فيه”، وقالت: “اليوم وللاسف وعلى الرغم من الامل الذي يعيشه الشعب اللبناني في الوصول الى مرحلة الإستقرار، نرى النقص الواضح الذي ضرب الحياة السياسية وجعلها عاجزة عن آداء دورها الفعال”.