Site icon IMLebanon

مُلاحقة سيّارات مشبوهة في لبنان!

 

 

حذر مراقبون ومحللون من خطر تنظيم “داعش” على أمن الدول الخليجية، رغم الإجراءات التي إتخذتها هذه الدول للحد من تمدد التنظيم، في إطار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

ديبلوماسي اوروبي في بيروت، وفي حديث لـ”الديار”، قال إن التعاون الامني الذي ابداه لبنان منذ بداية الحرب في سوريا، والاسماء التي جرى التعاون بشأنها من دول الخليج لم تلق الاذان الصاغية لدى بعض حكومات الخليج وخصوصا في السعودية والبحرين.

الديبلوماسي الاوروبي قال ان لبنان كان في البدايات حذر الاجهزة الامنية في السعودية بالتحديد وعواصم اخرى من مغبة التساهل مع الجماعات السلفية، كما أن العديد من العواصم الاوروبية ابدت انزعاجها من المدارس الوهابية التي تخرج هذا التكفير الى العالم، وقد تبين ان التمويل بالوجه القاطع هو تمويل سعودي من قبل اشخاص واسماء نشرت الى العلن وهي كبيرة وكبيرة جداً.

وتحدثت المصادر المتابعة عن أن العين الامنية في الداخل اللبناني يقظة وفي حالة استنفار وهناك حديث عن مشبوهين واشخاص تجري ملاحقتهم وبالفعل تمّ القاء القبض على البعض الذين كانوا يعملون على الاستطلاع والمراقبة، كما تتم ملاحقة سيارات مشتبه بها وتجري عمليات متابعة دقيقة ، لأن الواضح ان الوجود السوري “الفوضوي” في بعض المناطق اللبنانية، اضافة الى جنسيات اخرى، كلها تساهم في تسهيل تجنيد اعوان للجماعات التكفيرية ليعملوا على هذا الاستقرار في لبنان وتحديدا في مناطق معروفة.

هكذا بدأ ديبلوماسي اوروبي كلامه اذ يشير الى ان السعودية في الطليعة ودول الخليج هي الهدف الرئيس لـ”داعش” وغيرها من التنظيمات الاصولية لأن منطقة الخليج هي الكنز والثروة التي ريد التنظيم الإستيلاء عليها لتتمكن من خلالها من التسلح والتزود بالمقاتلين لشن حروبها الدينية ضد الآخرين، كما أن المملكة السعودية هي قلب عاصمة الخلافة الاسلامية مكة المكرمة حيث المكان الطبيعي لتواجد الخليفة البغدادي أو المدينة المنورة.

وكان زعيم “داعش” أبو بكر البغدادي هدد في آخر تسجيل صوتي له بتمدد الدولة الإسلامية إلى دول جديدة بعد العراق وسوريا ومنها السعودية، داعياً مؤيديه الى تنفيذ هجمات ضد حكامها، وبهذا يكون التنظيم قد أعلن حملته على السعودية ودول الخليج.

ويرى الديبلوماسي أن هناك تعاطفاً مع تنظيم “داعش” داخل المجتمع الخليجي مع وجود تأييد للافكار السلفية والجهادية، وهذا ما يجعل الأجراءات المتخذة من قبل الحكومات الخليجية غير مؤثرة كثيراً في منع تمدد هذا التنظيم وغيره من التنظيمات الإسلامية المتشددة.

تهديدات «داعش» للخليج لم تقتصر على ما جاء في التسجيل الصوتي لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، إذ هددت مجموعة من مسلحي التنظيم  بالتمدد إلى الدول الخليجية لخلع حكامها عن عروشهم، بل بدأت بالفعل من تفجيرات اليوم تطاول المسلمين الشيعة وتهددهم في السعودية والكويت والبحرين والامارات وقطر وغير اماكن، لكن هذه النار التي طالما حذر لبنان وسوريا وايران منها هذه الدول وتحديدا المملكة السعودية ، بدأت تلهب بنيرانها عواصم الخليج العربية التي تربي الفكر الوهابي – التكفيري -اللانساني.

وفي سياق متصل ذي صلة بمواقف الدول الخليجية من الحرب ضد الإرهاب، يتحدث المصدر الاوروبي ان وزير الداخلية البريطاني السابق ديفيد بلانكيت زار سراً منذ فترة ليست ببعيدة دول خليجية وتحدث معها بصراحة عن ان فيها من يمول الارهاب والجماعات التكفيرية وفي طليعة الجماعات الارهابية تنظيم “داعش” الذي يجري تمويله بوضح النهار من السعودية دون ان يطاول العقاب الاشخاص الذين يتحركون في هذا الشأن بوضح النهار الى اليوم.

وعندما لم يجد بلاكيت آذاناً صاغية كشف عما حدث معه وقال في صحيفة “صنداي تلغراف” اللندنية، إن دولاً خليجية تتساهل، وحتى تحمي الذين يمولون “داعش”، وأضاف أنه لا يمكن لمسؤولي هذه الدول أن يتظاهروا برغبتهم في المساعدة في التخلص من التهديد العالمي الذي يشكله الإرهاب، ثم يتغاضون في حديقتهم الخلفية عن أولئك الذين يوفرون الوسائل لتنفيذ تلك الأفعال القاتلة.

اذاً ما يحدث اليوم السعودية والكويت وربما في عواصم اخرى سيفتح الباب للسؤال من .. حمى وما زال يحمي التكفيريين في هذه الدول ويمنحهم الحصانات الدينية وهل يتحرك اهل الخليج قبل فوات الاوان ويستمعون الى النصائح اللبنانية والاوروبية في انهم الهدف الحقيقي لكل من “النصرة” و”داعش” كما كانوا وما يزالون هدفا اساسيا للقاعدة؟؟؟

ان التورط السعودي والتركي القطري بالنار السورية، بدأت تلذع من اضرم النار فيها على حدّ قول الديبلوماسي الاوروبي وان كانت تستهدف الشيعة حالياً لكنها سريعاً ما ستمتد لتشمل كل المجتمع الخليجي، لكن علّ وعسى يفهم المعنيين في السعودية ماذا ارتكبت ايديهم وما سترتكب امام تساهلها مع الفكر التكفيري الوهابي ؟