سلوى بعلبكي
يطلق وزير الاتصالات بطرس حرب خطة وزارته لتطوير قطاع الاتصالات “لبنان 2020 رؤية الاتصالات الرقمية”، الأربعاء اول تموز المقبل، وهي مبنية على مشروع إستراتيجي شامل يستند الى رؤية مستقبلية، يقوم على تطوير البنية التحتية للشبكات الانتهائية للمشتركين، ونقلها من الشبكة النحاسية الحالية إلى شبكات محلية من الألياف البصرية Fiber Optic.
يقضي التطور والحاجة الهائلة لنقل المعلومات وتبادلها، إن على مستوى العالم او على مستوى لبنان، بدفع قدرات الشبكات المحلية النحاسية وحدودها (Local Loop) والحلقات الانتهائية للاتصالات لدى المشترك (Domestic installation) وقدرات تقنيات الـXDSL المتوافرة على انواعها (ADSL, ADSL2, ADSL2+, HDSL, SDSL) الى ابعاد وسقوف اعلى بكثير مما هي عليه حالياً في السوق اللبنانية. وربما أصبح من الضروري القفز فوق الطبيعة النحاسية للشبكات الهاتفية المحلية عبر ادخال تقنيات الألياف الضوئية ومتفرعاتها الى الحلقات النهائية والى الشبكات، ما يتخطّى الحلول الموقتة الى حلول جذرية ومستدامة تسمح بتحقيق التطور الإستراتيجي المطلوب لمواكبة الحاجات المستجدة.
ونتيجة الارتباط المباشر بين مؤشرات التنمية الاجتماعية-الاقتصادية من جهة، ومؤشرات تنمية الاتصالات ذات الحزمة العريضة والفائقة السرعة (Very High Broadband) وبناها التحتية من جهة اخرى، كان لا بد، وإنطلاقاً من مهمات الوزارة وواجباتها في مواجهة الحاجات في تقديم الحلول الجذرية الملائمة ووضع رؤية إستراتيجية لتطوير واقع الاتصالات في لبنان، ولا سيّما على صعيد خدمات نقل المعلومات والانترنت، بما يسهم في تطوير الإقتصاد وتحويله اقتصاداً رقمياً قادراً على تلبية الحاجات المستقبلية الكبيرة وتجهيز البنية اللازمة للأعمال الالكترونية وانماط جديدة للخدمات الحكومية والمالية والتجارية والصحية والسياحية والصناعية والعلمية.
والخطة التي وضعتها وزارة الاتصالات تقوم على تطوير البنية التحتية للشبكات الانتهائية للمشتركين، ونقلها من الشبكة النحاسية الحالية إلى شبكات محلية من الألياف البصرية Fiber Optic تصل على مراحل زمنية محددة، وبناء على مخطط هندسي محدد إلى كل المنازل والوحدات السكنية والمكاتب والأبنية، وهذا ما يعرف بتقنيات الـ Fiber To The Home، Fiber To The Building، Fiber To The Cabinet، :Fiber To The Office، Fiber To The Node أو ما يعرف بمصطلح أوسع وأشمل بتقنيات الـ FTTX.
وتضم الخطة المراحل الآتية:
– الدمج بين استخدام الشبكات المحلية الانتهائية النحاسية القائمة حالياً وشبكات الياف ضوئية محلية سيتم العمل على بنائها على مراحل، وذلك وفق الآتي:
¶ استكمال نشر خدمات الـDSL في المراكز المتبقية التي لا يوجد فيها خدمات الانترنت، وذلك على الشبكة النحاسية الموجودة حالياً، إذ ان المراكز الهاتفية المجهزة بخدمات الـ DSL تبلغ نحو 206 مراكز، ويبقى 100 مركز غير مجهزة بهذه الخدمة، في المناطق النائية من عكار والجنوب والبقاع والضنية.
¶ الاستمرار في نشر خدمات الـ VDSL (الانترنت الفائق السرعة( في المراكز تتوافر فيها حالياً خدمات الـ DSL لتلبية حاجات المشتركين، لا سيما الشركات والمؤسسات التي يمكنها الاستفادة بحسب الشروط الفنية المعتمدة. لذلك على الشبكة النحاسية القائمة ان تشمل في هذه المرحلة حوالى 40 مركزا.
– ادخال تقنية الالياف الضوئية في الشبكة الهاتفية الانتهائية (أي من المركز الهاتفي الى
المشترك) وذلك وفق الآتي:
– إنشاء شبكة الياف ضوئية تصل مباشرة الى المنازل والوحدات السكنية والبيوت الفردية عبر تقنية FTTH تشمل المدن المكتظة والعاصمة بيروت.
– إنشاء شبكة الياف ضوئية تصل الى المناطق والبلدات والشوارع والأحياء التي تعاني ضعفاً او انعدام خدمات نقل المعلومات والانترنت، بسبب بعدها عن المراكز الهاتفية التي تغذيها، وذلك عبر تقنية .Fiber To The Cabinet – FTTC وسيتم تزويد هذه التقنية مع تقنيات VDSL2+ في بعض البلدات والقرى اللبنانية.
– إنشاء شبكة الياف ضوئية تصل الى المؤسسات والشركات التجارية والمنظمات وفق تقنيات الـ FTTO، وتشمل نحو 15 الف مؤسسة وشركة.
وتشير الدراسات التي اعدتها وزارة الاتصالات و”اوجيرو” في شأن هذه الخطة، الى ان التنفيذ سيكون تدريجياً منذ اطلاقها ولغاية 2020. وستكون مراحل التنفيذ الاولى في المناطق العذراء المعروفة بالـ Green Fields أو الـ Green Area، لتمتد بعدها الى الوحدات السكنية الاخرى، كما أن جزءاً منها سيتم تنفيذه فوراً، وغب الطلب بناء على طلبات المطورين العقاريين واصحاب المشاريع السكنية الجديدة.
وسيكون تنفيذ هذه الخطة من خلال الطواقم البشرية المتخصصة والفرق الهندسية التابعة لـ “اوجيرو” باشراف وزارة الاتصالات. وسيتم ادراج التكاليف والاعتمادات اللازمة في الموازنات السنوية للوزارة، بشكل سنوي ووفق انظمة اعداد الموزانات. الكلفة المالية الاجمالية للخطة ترتبط بأعداد الوحدات السكنية والمؤسسات التي سيتم وصلها بالالياف الضوئية، وهي متغيرة من سنة الى اخرى وفق ازدياد الابنية الجديدة والمشاريع المستحدثة سنوياً. إلا أن سعر الكلفة الافرادي قد يراوح بين 700 و 1100 دولار، بحسب طبيعة المنطقة الجغرافية.
وتشير مصادر وزارة الاتصالات الى أن استخدام خدمات الجيل الرابع سيبلغ في سنة 2015 ضعف ما كانت عليه في 2014. أما في الـ2017، فمن المتوقع أن يزداد استعمال الخدمات ست مرات. والمشترك اللبناني كان ولا يزال رائداً في استعمال الهواتف الذكية، وأصبح من يستعمل منهم هواتف الجيل الرابع LTE بنسبة 11% والمتوقع أن ترتفع هذه النسبة الى 63% في نهاية 2015. وبعدما جرت تغطية المدن الكبرى بخدمات الجيل الرابع في 2014، سوف تنتشر هذه الخدمات في المدن الساحلية في 2015، والقرى في 2016، الى تبلغ التغطية شبه الشاملة 85% من مساحة المناطق الآهلة وهي نسبة تتعدى النسب العالمية) قبل نهاية 2017.