كشف مصدر أمني مصري أن التحقيقات الأولية لموقع الانفجار الذي تعرض له موكب المستشار هشام بركات النائب العام صباح أمس الاثنين وأدى لاغتياله أظهرت أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة تم تفجيرها عن بعد، وأنها من مادة شديدة الخطورة وقوية التفجير هي مادة السي فور.
وقال إن الحادث أسفر عن انفجار 13 سيارة بينها سيارة النائب العام المصفحة وسيارة الحراسة الخاصة به، إضافة إلى حدوث أضرار بـ6 عقارات محيطة بمكان الحادث و11 محلا تجاريا. ما يؤكد قوة التفجير، مشيرا إلى أن النائب العام أصيب من الموجة التفجيرية للحادث، خاصة أن سيارته كانت مصفحة ومعدة لمواجهة أي عمليات إرهابية.
ويؤكد الخبير الأمني خالد عكاشة لـ “العربية” أن المادة المستخدمة في حادث تفجير موكب النائب العام هي مادة سي فور وهي نفس المادة المستخدمة في حادث اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق وحادث محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق والذي نجا من الحادث .
وأضاف أن السيناريو وطريقة التنفيذ في حادث اغتيال النائب العام ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق واحدة. وأكد أن المادة المستخدمة في الحادث وطريقة التنفيذ تشير لتورط أنصار بيت المقدس. خاصة أن الفيديو الذي تم بثه لمحاولة اغتيال وزير الداخلية يكشف بنسبة كبيرة تشابه أدوات التنفيذ والرصد وغيرها، مضيفا أن التحقيقات الأولية تؤكد أن الجناة قطعوا شوطا طويلا في الرصد والمتابعة لتحركات النائب العام وخط سيره سواء قبل حلول الشهر الكريم وبعده، لأن مواعيد العمل تتغير في رمضان عنها قبله.
ويصرّح الخبير الأمني أن المادة المستخدمة في التفجير ذات قدرة واسعة على تدمير الدروع والمصفحات وتعادل 7 أضعاف القوة التدميرية لمادة “تي إن تي” إضافة إلى سهولة تهريبها، فضلا عن أن العبوة التي تزن2 كيلوغرام يمكنها تعادل في حال انفجارها قوة 10 كيلوغرامات من مادة تي إن تي شديدة الانفجار.
وأضاف أن المادة لدنة وسهلة التشكيل لها لون رمادي فاتح، يذوب في مادة الأسيتون، ولا ينفجر بالاشتعال وإنما يحتاج إلى مفجر مباشر يتكون من 4 مواد.
ومن هنا جاءت إضافة رقم 4 لاسمه. وينتج عنها قوة تدميرية تكفي لتدمير مساحات كبيرة وهو ما حدث في حوادث اغتيال الحريري والنائب العام ومحاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الأسبق وظهرت بشكل مباشر في حادث تفجير مديرية أمن القاهرة وبعض العمليات في سيناء مثل تلغيم المناطق التي تستهدف الأرتال العسكرية في الشيخ زويد ورفح، حيث كانت المباني والمنشآت تتساقط من دون وجود لهب أو حريق .
وقال عكاشة إنه تم ضبط كميات كبيرة جدا من هذه المادة المدمرة مع المتهمين في قضية عرب شركس، والذين صدر ضدهم حكم بالإعدام وكانت الخلية تعتزم استخدامها في عمليات إرهابية واسعة النطاق، مضيفا أن المادة تعتبر سلاح الإرهابيين السحري لإمكانية نقلها وتخزينها ببساطة وسهولة كما أنها آمنة في التخزين والنقل ويمكن تصنيعها وتركيبها منزليا ولا يمكن كشفها .
وعن مغزى وتوقيت الحادث قال عكاشة إن الهدف هو توجيه ضربة لإفساد الاحتفالات بذكري 30 يونيو والتغطية على الهزائم المتتالية التي تتعرض لها التنظيمات الإرهابية على يد الجيش والشرطة فكان الهدف هو إحداث عملية إرهابية كبيرة وواسعة ومدوية، وفي هذا التوقيت لتغطية فشلهم أولا ولإفساد الاحتفالات بثورة 30 يونيو والنجاحات الأمنية التي تحققت أخيرا.