IMLebanon

موت بطيء لتوصية البيع في سوق الأسهم

Slow death of selling in the stock market

بين ماكلاناهان

كن مستعدا، يا سايمون بيكر. من بين المحللين الـ 53 الذين يقدمون وجهة نظرهم بخصوص أسهم “فيسبوك”، يعد محلل سوسيتيه جنرال الوحيد الذي لديه الجرأة ليقترح على المستثمرين أن عليهم بيعها.

إنها ليست سوقا جيدة بالنسبة للمتشائمين، بشكل عام. نحن الآن في السنة السابعة من المسيرة الصاعدة، التي تهدد بانتظام بتسجيل ارتفاعات جديدة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500. لكن فرق بحوث الأسهم، حتى في الوقت الحاضر، تحث العملاء على شراء كميات كبيرة. وفقا لمؤشر من إعداد بلومبيرج، الذي يصنف اقتراحات المحللين حسب مقياس يراوح ما بين درجة واحدة (نصيحة قوية بالبيع) وخمس درجات (نصيحة قوية بالشراء)، تكون نسبة الوسيط الموصى بها على أسهم ستاندرد آند بورز 500 الآن 3.85. وهذا الرقم تحرك بشكل مطرد للأعلى منذ الأزمة، متجاوزا فقاعة الدوت كوم عام 1999/2000 (3.73) وذروة مصرف ليمان عام 2007/2008 (3.74).

هناك العديد من العوامل المؤثرة. واحد منها هو ما يعرف في الصناعة بأنه توقعات استقرائية، أو ببساطة الفكرة التي تقول إذا ارتفعت الأسهم، فإنها سوف تستمر في ارتفاعها.

يقول راسل نابير، وهو مختص استراتيجي سابق لدى “سي إل إس إيه” التي تدير إيريك، وهي منصة إلكترونية لمبيعات البحوث: “يعتبر المحللون بعض الناس الأكثر تعليما على سطح الكوكب، لكن غالبا ما يحبون استخدام المسطرة وقلم الرصاص. إنه وقت المسطرة والقلم”.

قد تنحرف العينة أيضا بسبب اندفاع عروض الاكتتاب العام الأولي. لقد كان دائما من النادر أن يقوم الضامنون بتخفيض تصنيف الشركات خلال سنة أو نحو ذلك من الإدراج.

لكن من وجهة نظر بعض الناس، الموت البطيء لتوصية البيع هو أيضا مظهر من مظاهر تغيير هيكلي أعمق. تتشبث فرق بحوث الأسهم بنصائح “الشراء” و”الاقتناء” لأنها لا تريد إزعاج الزملاء في الجانب الآخر من المصرف. العمولات الآتية من تداول الأسهم هي في حالة تراجع بفضل الأحجام الضئيلة والمنافسة من السماسرة الإلكترونيين. في الوقت نفسه، ولأن الأرباح تتقلص بسبب أسعار الفائدة المنخفضة والعقوبات التنظيمية، تحاول المصارف تعظيم الإيرادات عن طريق بيع أكبر قدر ممكن من الخدمات للعملاء النشطاء. لماذا المخاطرة بالإساءة إلى رئيس تنفيذي عن طريق التوصية ببيع أسهم شركته ووضع اسم المصرف على التوصية؟

يقول أحد المحللين المخضرمين في وول ستريت: “الشعور هو: مع كل هذا التداول الإلكتروني والمال السلبي، لا تصبح أعمالنا أكثر ربحية. لذا، ينبغي لي أن أعمل كل ما بوسعي لمساعدة الأعمال المصرفية في الشركة”.

كان من المفترض أن يقوم إليوت سبيتزر بتغيير كل هذا. في عام 2002، بدأ النائب العام السابق لنيويورك ولجنة الأوراق المالية والبورصات التحقيق في فضائح التضارب في المصالح. بعد مضي عام، استخلص سبيتزر واللجنة مبلغ 1.4 مليار دولار غرامات من أكبر عشرة مصارف ـ فرض عليها أيضا تعزيز الحواجز ما بين الخدمات المصرفية الاستثمارية والبحوث.

الآن، لا يقوم أي مصرف باستخدام الإيرادات المصرفية الاستثمارية لتمويل أعمال فرق البحوث لديه. ويتم إلحاق ملاحظات المحللين بإشارات مطولة لإخلاء الطرف من تكرار حدوث عمليات الدفع للمصارف من الشركة ولأي سبب كان ذلك.

لكن التأثير يبقى. مثلا، في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، فرضت هيئة تنظيم الصناعة المالية غرامة على عشرة مصارف لتقديمها أبحاثا تفضيلية (تزكي أسهم الشركة) مقابل أدوارها في عروض الاكتتاب العام الأولي لشركة “تويز آر إس”، وهي سلسلة كبيرة للبيع بالتجزئة. كانت بعض رسائل البريد الإلكترونية الداخلية مثيرة تماما للحرج، كتلك الرسائل التي تكشفت نتيجة تحقيقات التلاعب في ليبور، أو العملات الأجنبية.

صرخ واحد من محللي مصرف سيتي جروب أمام مشرف قائلا: “أنا أردت أن يحصل المصرف على هذه الصفقة”. وكتب مصرفي في جولدمان ساكس أنه أراد أن تكون الرسائل من فريق الخدمات المصرفية الاستثمارية ومحلل المصرف “متسقة” وأن يكون الجانبان “منسقين بإحكام”.

من الصعب الجزم بأن ضغوط البيع كان لها تأثير في تصنيفات المحللين. لكن من بين توصيات البيع الـ 18 من أصل 364 توصية حول أعلى عشرة أسهم في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، فقط خمس منها جاءت من أعلى عشرة مديرين أشرفوا على عروض أسهم هذا العام. ثلاثة منها لشركة إكسون، التي لا تكاد تكون الشركة المفضلة هذا الشهر.

يقول واحد من كبار الباحثين التنفيذيين: “من غير المحتمل أن تعثر على أي شخص يمارس أي ضغوط على الإطلاق بالمعنى المباشر. لكن هذا لا يعني أن المحللين لا يتأثرون”.

ردا على سؤال عما إذا كان يشعر بأنه يقف وحيدا بالنسبة للتوصية ببيع سهم فيسبوك، يقول بيكر، من مصرف سوسيتيه جنرال، إنه “مرتاح جدا” للتوصية التي قدمها في كانون الثاني (يناير). يذكر أن السهم تتبع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 منذ ذلك الحين تمشيا مع جوجل، لذلك فإن أي شخص استمع إلى نصيحته ينبغي ألا يخسر.

يقول: “إذا كنا دائما في النهاية نفكر في كيفية مساعدة عملائنا، فنحن نقوم بذلك عن طريق مساعدتهم على تحقيق عائدات فائقة. أنت لا تفعل ذلك بقولك لهم إنه ينبغي لهم شراء كل شيء”.