لأول مرة منذ بضع سنوات، سجلت أسعار الألواح الشمسية في السوق النقدي الأوروبي ارتفاعاً بنحو 6٪ حتى الآن، وفقاً لشركة (بي في إكس تشاينج-pvXchange) شركة الاستشارات المتخصصة بالسوق الشمسية ومقرها بريمن في ألمانيا.
وعلى الرغم من ارتفاعها المتواضع، إلا أن هذا التغير في الأسعار يمثل انعكاساً مفاجئاً للاتجاهات الأخيرة في هذه السوق. ففي عام 2011، انخفض متوسط أسعار الألواح الشمسية في أوروبا بما يقرب من الثلث، مقارنة بما كان عليه في العام الذي سبقه. وفي عام 2012، انخفضت أسعار الألواح الشمسية في أوروبا بما يقرب من ثلث آخر. أما في العام الماضي وحده، فقد انخفضت الأسعار في أوروبا بأكثر من 14٪ مقارنة بالعام السابق.
ويبدو أن هناك تفسيراً لارتفاع الأسعار بشكل ملفت في خضم حرب التجارة المتصاعدة بين أوروبا والصين، فيما يتعلق بإغراق واردات الطاقة الشمسية المزعومة. فقد بدأت رسوم مكافحة الإغراق التابعة للمفوضية الأوروبية، بالحد من تدفق الواردات الشمسية الرخيصة والمصنعة في الصين، إلى سوق الطاقة الشمسية الأوروبية. وبالإضافة إلى القدرة الإنتاجية الفائضة وضعف الطلب في الأسواق الرئيسة، فإن الحرب التجارية تسبب خسائر للمصنعين الصينيين. وعلى مدى العامين الماضيين، أعلن على الأقل 4 من كبار مصنعي الطاقة الشمسية الصينيين إفلاسهم، بما في ذلك شركة (إل دي كيه سولار-Solar LDK) للطاقة الشمسية، وهي مصنع ضخم للخلايا الشمسية، و(صنتيك بور- Suntech Power) التي كانت في وقت سابق أكبر شركة لصناعة الألواح الشمسية في العالم.
وفي حين أن القيود على الواردات قد تضر بالمصنعين الصينيين، فمن غير المحتمل أن تنشط مجدداً صناعة الطاقة الشمسية المتعثرة في أوروبا، لاسيما في ألمانيا الأكثر تضرراً من سياسة التسعير المنافس الذي مارسته الشركات المصنعة للطاقة الشمسية الصينية.
ولا تزال ألمانيا تقود العالم من ناحية الطاقة الشمسية المركبة، لكن صناعتها اليوم لا توازي ما كانت عليه قبل عقد من الزمن مثلاً. ففي عام 2014، زودت الشركات الأوروبية جميعها حوالي 8٪ من احتياجات السوق العالمية للألواح الشمسية، وفقاً لشبكة سياسات الطاقة المتجددة في القرن الـ21. وفي المقابل، زودت الصين وحدها 64٪ من الاحتياجات العالمية لألواح الطاقة خلال العام الماضي.
وفي النهاية، قد تتغلب الصين أو ألمانيا بشكل مؤكد تقريباً على هذا النزاع التجاري، لكن صناعة الطاقة الشمسية في حد ذاتها، لن تفعل ذلك.