Site icon IMLebanon

التطورات التقنية تعزز كفاءة الإنفاق في الظروف الصعبة لأسواق الطاقة العالمية

ADIPEC-2015
قال مسؤولون بارزون في قطاع الطاقة الإماراتي اليوم إن الابتكار يُعَد مسألة حاسمة في تطوير أسواق الطاقة حول العالم خلال الظروف الصعبة التي تمر بها تلك الأسواق في المرحلة الراهنة.

ويأتي التشديد على أهمية الابتكار من جانب الخبراء في قطاع الطاقة بدولة الإمارات في وقت يتواصل فيه استقبال طلبات الترشّح لجوائز “أديبك” 2015 من شركات إقليمية ودولية عاملة في قطاع النفط والغاز، وذلك حتى الثلاثين من يوليو المقبل. وأكّد أعضاء في لجنة التحكيم الإقليمية، التي تضطلع بمهمة اختيار الفائزين بجوائز “أديبك”، على أهمية الدور الحيوي الذي تلعبه التطورات التقنية في خلق موارد مستدامة للطاقة وتسخيرها لتحقيق المصالح الاقتصادية المنشودة. وتتألف اللَجنة من 28 عضواً من الخبراء المرموقين في جوانب متنوعة في قطاع الطاقة، من عدد من شركات النفط الوطنية والمعاهد الأكاديمية والمؤسسات المتخصصة.

ويُقام أديبك برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة،حيث تنطلق الدورة الثامنة عشرة من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول “أديبك 2015″، ثالث أكبر حدث في مجال صناعة النفط والغاز في العالم خلال الفترة بين 9 و 12 نوفمبر في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك).

ثماني فئات ملهمة

وقال علي خليفة الشامسي، مدير إدارة الاستراتيجية والتنسيق في “أدنوك”، رئيس معرض ومؤتمر “أديبك 2015″، إن جوائز العام الجاري، مقسمة على ثمان فئات، تغطي أهم المسائل المتعلقة بقطاع الطاقة، موضحاً أن الهدف من وراء هذه الجوائز هو “دعم وتشجيع الشركات التي تتطلع إلى المستقبل وتقدّر وتتبنى الأفكار الجديدة التي تتفتق عنها أذهان الشباب الواعد”، معتبراً أن هذا الأمر ضروري للتمكّن من مواصلة تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة في ظل الظروف التي تواجه أسواق الطاقة اليوم.

وتعدَ جوائز “أديبك” للشركات الإقليمية منبراً للتعريف بإنجازاتها التي من شأنها أن تسهم في رسم ملامح المستقبل في قطاع الطاقة. ومن المقرر أن يقام حفل توزيع جوائز “أديبك” في أمسية اليوم الأول من معرض ومؤتمر “أديبك”، أحد أكبر ثلاث فعاليات للطاقة في العالم.

الابتكار طريق الاستدامة

من جانبه، أكّد رافي باغجيان، المدير التنفيذي للعمليات في شركة “شل” أبوظبي، وعضو لجنة التحكيم الإقليمية، إن الابتكار يمثل عاملاً أساسياً لتحقيق الاستدامة في قطاع الطاقة ، لافتاً إلى أنه يساعد على خفض التكاليف، ما يتيح المجال أمام الشركات كي تصبح أكثر قدرة على المنافسة في البيئة الاقتصادية الراهنة، وقال: “تمضي أبوظبي حالياً في مشاريع استخراج الغاز الحمضي، مثل مشروعي “الحصن للغاز” و”حقل باب”، اللذين لم يكن تدشينهما ممكناً أو مُجدياً قبل فترة تتراوح بين 10 و 20 عاماً، ولكن يمكننا الآن استخراج هذا الغاز بأمان وكفاءة باتباع أساليب مبتكرة”.

واستعرض باغجيان أمثلة أخرى، كالولايات المتحدة الأمريكية، واعتماد شركات الطاقة فيها على تقنيات مبتكرة مكنها من استخراج الزيت والغاز الصخريين، وأضاف: “لم يكن هناك قبل عشر سنوات من يعتقد أنه سوف يكون بالوسع الاستفادة من الاحتياطات النادرة لهذين المورِدين بطريقة اقتصادية، لكن الابتكار، الذي يشكل عصب قطاع النفط والغاز، مكّن الولايات المتحدة من إحداث هذا التطور”.

وتستقطب فئة “أفضل ابتكار أو تقنية في صناعة النفط والغاز” (العمليات السطحية او تحت السطحية)، من فئات جوائز “أديبك” 2015 الثماني، أكبر قدر من اهتمام الشركات بين فئات الجائزة، وهو ما يُظهر التزام المنطقة الراسخ بتطوير صناعة النفط والغاز، وتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة. وتلي هذه الفئة فئة “أفضل مبادرة في المسؤولية المجتمعية المؤسسية / أفضل مشروع أو مبادرة في الصحة والسلامة والبيئة في قطاع النفط والغاز”، فضلاً عن الفئة الجديدة “أفضل أطروحة للعام”، وهما الفئتان اللتان تُعنيان بعدة مجالات حيوية من شأنها تعزيز التطور في قطاع الطاقة.

تحديات وفرص جمّة

أما الدكتور توماس هوتشلر، الرئيس والمدير الأكاديمي للمعهد البترولي (إحدى المؤسسات التعليمية التابعة لشركة أدنوك) وعضو لجنة التحكيم الإقليمية، فقال إن هناك إدراكاً واسعا للفرص الواعدة والتحديات الكبيرة التي ستواجه قطاع النفط والغاز مستقبلاً ، داعياً المعنيين في القطاع إلى إثراء المعرفة وتوسيع آفاق الإدراك لتمكين القطاع من النمو والتطور. ورأى الدكتور توماس أن من شأن جائزة “أفضل أطروحة” تشجيع التميز الأكاديمي والمساعدة على فهم الواقع بصورة أفضل.

وتضمّ جوائز هذا العام فئة جديدة أخرى هي “أفضل ممارسة”، والتي تكرّم الابتكار أو التطبيق الناجح لأفضل مبادرة تسهم في تحسين العمليات التجارية أو البنية الهيكلية أو البيئة الثقافية داخل المؤسسة.

تسطير النجاح بأفضل الممارسات

وأشار إدوارد لافيهر، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، وعضو لجنة التحكيم الإقليمية، من جانبه، إلى أهمية فئة جوائز ادنوك التي تكرم أفضل الممارسات وأفضل ابتكار باعتبارهم أمرين حاسمين في تحقيق قطاع الطاقة للمزيد من النجاحات لا سيما في ظلّ الهبوط الحالي لأسعار النفط، وقال: “إنني متحمس للاطلاع على المشاركات المرشحة لفئة “أفضل الممارسات” وتقييمها، لقناعتي بأن مثل هذه المشاركات تدلّ على ارتقاء قطاع النفط والغاز إلى مستوى التحديات”.

وتشمل الفئات الأربع الأخرى لجوائز “أديبك” 2015 فئة “أفضل مشروع عملاق في مجال النفط والغاز”، وفئة “أفضل شركة لخدمات حقول النفط” (محلية أو إقليمية أو دولية)، وفئة “مهندس أديبك الواعد ، وفئة “أفضل سيدة في مجال النفط والغاز للعام”.

تكريم دور المرأة

ورأت المهندسة فاطمة عبيد الجابر، عضو مجلس الإدارة، المسؤولة التنفيذية للعمليات في مجموعة الجابر، أن فئة “أفضل سيدة في مجال النفط والغاز للعام” ترمي إلى تكريم النساء الناجحات في هذا القطاع، ممن يسعين سعياً حثيثاً وراء التميز، ويلقَين في المقابل الدعم من سياسات وبرامج الشركة التي تستهدف تمكين المرأة في قطاع النفط والغاز. “.

وعلاوة على كون جوائز “أديبك” المرموقة تستهدف تقديم شركات النفط والغاز التي تحظى بفرص كبيرة لنيل التكريم على الساحتين الإقليمية والدولية، فإن هذه الجوائز تشكّل أيضاً وسيلة لنشر المعرفة والمعلومات التي من شأنها وضع معايير التميز وإرسائها في هذا القطاع.

من جانبه، أكّد هيروتاتسو فوجيوارا، رئيس العمليات في الوحدة الثانية لأعمال الطاقة لدى شركة “ميتسوي آند كو” المحدودة، أن جوائز “أديبك” لهذا العام سوف تبيّن كيف تمكّنت شركات النفط والغاز الإقليمية من تحقيق الابتكار، لافتاً إلى أن معرض ومؤتمر “أديبك” 2015 نفسه سوف يشكّل منبراً للاحتفاء بالابتكار هذا العام.

وأضاف فوجيوارا، الذي ترعى شركته جوائز “أديبك” 2015: “يُعتبر “أديبك”، حدثاً بارزاً على الصعيد العالمي، وهو يشكّل أرضية مثالية لتبادل المعرفة والتعاون، ونحن نرى في جوائز “أديبك” عنصراً حيوياً في هذا الإطار، كونها تُرسي معايير الابتكار للقطاع. كذلك تُسهم الجوائز في تعزيز مكانة أبوظبي المتنامية في قطاع الطاقة، وإلقاء الضوء على دورها الريادي في دعم التميز والترويج لأفضل الممارسات”.