أعلنت لجنة المطارات التي شكلتها الحكومة البريطانية تأييدها بناء مدرج ثالث في مطار هيثرو، مشيرة إلى أن عوائد ذلك ستصل إلى 147 مليار جنيه استرليني، علاوة على توفير 70.000 فرصة عمل بحلول عام 2050.
وأعاد التقرير الذي أصدرته اللجنة النقاش المحتدم حول تأثير هذا المدرج على البيئة.
ويقول مسؤولون في الحكومة البريطانية إنهم يريدون دراسة التقرير بشكل صحيح، دون “حكم مبكر” على ذلك.
لكن عمدة لندن، بوريس جونسون، قال لبي بي سي إن المدرج الجديد سيكون له أثر “فادح”.
قرار فادح
ودائما ما يثار جدل كبير حول فكرة توسيع مطار هيثرو، نظرا لأن المطار يقع في منطقة سكنية كثيفة، وسيتطلب بناء المدرج الجديد هدم نحو 800 منزل.
ودائما ما يعرب جونسون، وهو نائب محافظ بالبرلمان البريطاني، عن معارضته الصريحة لخطط بناء مدرج ثالث في مطار هيثرو.
وقال: “لن يحدث هذا”.
وأضاف أن “عدم الراحة التي يعاني” منها سكان العاصمة البريطانية لندن في أكثر الأيام حرارة في السنة “لن يكون شيئا يذكر بالمقارنة بالتلوث الضوضائي الذي سيعاني منه مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين، من الأبرياء، وتلوث المركبات نتيجة للقرار الفادح بزيادة سعة المدرج في غرب المدينة”.
وكان جونسون قد اقترح بناء مطار جديد عند مصب نهر التايمز.
مستويات الضوضاء
وطالب تقرير السير هوارد ديفيس بأن يكون هناك قيود صارمة على المدرج الجديد للحد من الآثار البيئية والضوضاء.
وينبغي حظر الرحلات الجوية الليلية، كما يجب على الحكومة أن تعمل على أن يكون هناك تعهد برلماني بعدم بناء مدرج رابع.
ويوصي التقرير أيضا بأن يكون هناك ضربية على ضوضاء الطيران تستخدم في تمويل عزل المنازل والمدارس عن الضوضاء. وطالب التقرير بأن يكون هناك التزام قانوني بالحفاظ على جودة الهواء.
وتعترف اللجنة بأن توسيع مطار هيثرو يعني أن عددا أكبر من الأشخاص سيتضرر من الضوضاء بالمقارنة مع توسيع مطار غاتويك.
لكن اللجنة تزعم أن استخدام طائرات أقل ضوضاء وعزل المنازل يعني أن مستويات الضوضاء ستقل بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون بالقرب من المطار بحلول عام 2030.
وستبلغ تكلفة المدرج الجديد نحو 17.6 مليار جنيه استرليني، علاوة على أن تغيير شبكة الطرق والسكك الحديدية حول المطار قد يصل تكلفته إلى 5 مليارات جنيه استرليني.
وعلى النقيض من ذلك، فستصل تكلفة إنشاء مدرج ثان في مطار غاتويك إلى ما يزيد قليلا على 7 مليارات جنيه استرليني.
وتعتقد اللجنة أن كلا المشروعين سيكون بتمويل خاص.
التأثير البيئي
وقالت جماعات حماية البيئة وعدد من السياسيين البارزين إنهم سيطلقون حملة على أي توسيع لمطار هيثرو.
وقال جون سوفين، المدير التنفيذي لمنظمة غرينبيس المملكة المتحدة: “يعد ذلك خطرا على أهداف المناخ في المملكة المتحدة، وسيؤدي إلى تفاقم تلوث الهواء في لندن، وتوتر سياسي لديفيد كاميرون”.
وأضاف: “في العام الذي تعقد فيه قمة المناخ في باريس، ما ينبغي علينا التحدث عنه هو كيفية خفض الانبعاثات الناجمة عن الطيران”.
وكان ديفيد كاميرون قد تعهد في عام 2009 بألا يكون هناك أي مدرج جديد في مطار هيثرو.
وقالت الحكومة إنها ستقدم ردها الرسمي للجنة في الخريف، وتشير التقديرات إلى أن بناء أي مدرج جديد من شأنه أن يستغرق أكثر من عشر سنوات.
وقال السير هاورد لبي بي سي: “يقدم مطار هيثرو رحلات لمسافات طويلة – رحلات إلى الأسواق الناشئة، التي تعد مهمة للغاية لمستقبل الاقتصاد البريطاني – والتوسعة ستسمح للمطار بتقديم المزيد من هذه الرحلات”.
وقال هوارد إن إنشاء مدرج ثان في مطار غاتويك يعد خيارا “ذا مصداقية”، لكنه سيكون أقل قدرة على توفير الرحلات لمسافات طويلة، وسيخلق مستويات أقل من النمو الاقتصادي.
ورحب مطار هيثرو بقرار اللجنة قائلا إنه سيعمل الآن مع الحكومة على “التوسعة من أجل بريطانيا ككل”.
واضحة وبالإجماع
ورفض هوارد الخيار الثالث وهو توسعة المدارج الحالية في مطار هيثرو.
وقال هوارد إن التوصية بإنشاء مدرج جديد إلى الشمال من المطار الحالي كانت “واضحة وبالاجماع”.
ومن شأن هذا أن يربط بريطانيا بـ40 وجهة جديدة.
وقال هوارد: “الخيار الأفضل هو توسيع القدرة الاستيعابية لمطار هيثرو عبر مدرج جديد من الشمال للغرب”.
وأضاف: “مطار هيثرو هو الأقدر على توفير القدرات المطلوبة بشكل عاجل: وجهات لمسافات طويلة إلى أسواق جديدة. إنه يوفر أكبر قدر من الفوائد للمسافرين من رجال الأعمال وللاقتصاد بصفة عامة”.