Site icon IMLebanon

كم بقي من النفط في العالم؟

OilSea2
إن الإجابة البسيطة عن السؤال المتعلق بكمية النفط المتبقية في باطن الأرض هي : نعم، ما زال هناك الكثير من النفط. أو يمكن القول: أكثر بكثير مما يحاول الكثيرون الترويج له. فاليوم، العالم بات يسبح في محيط من النفط، بعد انخفاض الأسعار إلى النصف خلال العام الماضي. ثمة نظرية تسمى “ذروة النفط”، وهي إحدى النظريات التي عمل عليها الجيولوجي ماريون كينغ هوبرت، الذي ابتكر “منحنى هوبرت” عام 1956، للتنبؤ بأن إنتاج أميركا من النفط سيصل ذروته في عام 1970. وكان قد بدا أنه على حق لسنوات عدة، لكن “ثورة الصخر الزيتي” التي نشأت بعد ذلك، على وشك أن تثبت أنه تسرع في نتائج بحثه.

والسبب الرئيس لكوننا مخطئين فيما يتعلق بتوافر النفط في المستقبل، هو الاعتماد المفرط على التقنيات التحليلية التي لا تقدر النفط كسلعة اقتصادية مدعومة من التطور التكنولوجي المستمر. فكثير من التحليلات ناقصة لأنها تركز بشكل مبسط جداً على سنوات الاحتياطي الممكن استخراجه، مقسماً على معدل الاستهلاك السنوي. مع ذلك، فإن الاحتياطات المؤكدة تتزايد مع مرور الوقت، وتتغير تقديرات الموارد القابلة للاسترداد مع توافر المعلومات الجديدة، من خلال الحفر والإنتاج والتنمية التكنولوجية والإدارية.

وهناك عامل مهم آخر، وهو أن شركات النفط تعتمد على آفاق تخطيط قصيرة أو متوسطة. فضلاً عن عدم توافر الحافز الاقتصادي الكافي للبحث عن موارد إضافية، نظراً للكلف الباهظة. أما على الصعيد العالمي، فقد تأرجحت نسبة احتياطي النفط الخام نظراً إلى الإنتاج بين 40-55 عاماً.

ومنذ عام 1995، وهي السنة التي توقع خلالها هوبرت، أن إنتاج النفط العالمي سيصل إلى ذروته، ارتفع الإنتاج بنسبة 33٪ ليصل إلى أكثر من 93.2 مليون برميل/يوم، كما ارتفعت إمدادات النفط الجديدة بشكل أسرع من أي وقت مضى، فبين عامي 2010 إلى 2014، زاد الإنتاج العالمي بمعدل سنوي 1.215 مليون برميل/يوم على الرغم من الكساد الكبير، مقارنة بـ 889.000 برميل/يوم بين عامي 2000- 2009. وبعيداً عن النفط الخام فقط، الذي تقدر إمداداته بـ 83٪ من إجمالي الإمدادات، هناك مخزون يتوسع سريعاً للوقود الحيوي وسوائل الغاز الطبيعي والوقود الاصطناعي، وغيرها من المصادر التي ستستمر في توسيع نطاق توافر الوقود السائل. بالإضافة إلى ما سبق، فإن حوالي 66٪ من كميات النفط في الخزانات تترك من دون استخراجها، لأنها مكلفة جداً أو يصعب استخراجها.

وباختصار، فإن الجزم بأن طاقة النفط والغاز لا تنسجم مع هدف تنفيذ نظام طاقة أكثر استدامة صار كلاماً لا معنى له؛ فالحقيقة أن جميع أنظمة الطاقة تتطور، ويجب علينا السماح لجميع التقنيات بالمنافسة في: تنمية الاقتصاد، وزيادة أمن الطاقة، والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

على الصعيد ذاته، تظهر خدمة “غوغل تريندز” أن “ذروة النفط” انخفضت مع انخفاض أسعار النفط. وحتى في السنوات الأخيرة من ارتفاع الأسعار، لم تكن “ذروة النفط” مصدراً حقيقياً للقلق. وكان قد تنبأ الخبير النفطي البارز ماثيو سيمونز عام 2005، بأن إنتاج المملكة العربية السعودية سيصل إلى ذروته خلال عقد من الزمن، غير أن ناتج المملكة العربية السعودية من النفط الخام في مارس/آذار الماضي، وصل إلى رقم قياسي.