IMLebanon

ضربات “داعش” في 3 قارات يتردّد صداها في بيروت

isis-arsal

 

 

ترددت أصداء تفجير مسجد الإمام الصادق الكويتي، في بيروت وضاحيتها الجنوبية. فالإرهاب الذي ضرب الضاحية ومناطق أخرى خلال الفترة الممتدة من أيار 2013 الى العاشر من كانون الثاني الفائت، لا تزال تداعياتها حاضرة على الرغم من الانجازات التي يحققها “حزب الله” في جرود القلمون وعرسال.

يوم الجمعة الفائت شكّل تحولاً غير عادي في نشاط تنظيم “داعش”، وان صحّت التوقعات أنه يقف خلف هجمات ليون وتونس والكويت، إضافة الى عين العرب والحسكة، فإن قدرة هذا التنظيم على الضرب في 3 قارات في التوقيت عينه تعني أنه بات يتمتع بالتحكم والسيطرة بما يوازي قوة “القاعدة” خلال قيادة أسامة بن لادن.

“من رومية الى كل المناطق”

التوجس من تداعيات أمنية قد تضرب لبنان وتحديداً مناطق نفوذ “حزب الله” لم يعد مجرد توقعات، انما بات أقرب الى الواقع، وخصوصاً أن المعلومات المستقاة من مصادر التحقيق مع الموقوفة السورية هند ج. مطلع الشهر الحالي في مخيم الرحمة للنازحين السوريين قرب ببنين (عكار) أظهرت أنها كانت تنوي تنفيذ عملية انتحارية في الضاحية الجنوبية خلال شهر رمضان، وجاء توقيفها عبر تعاون مثمر بين جهازين أمنيين، علماً أن مستوى التعاون بين الأجهزة الأمنية في الفترة الأخيرة سجل ايجابيات غير مسبوقة، بعيداً من رغبة بعض هذا الجهاز الأمني أو ذاك في تسجيل الانجازات.

في الانجازات الأمنية يسجّل توقيف شخصين كلفهما “داعش” تفجير سيارة مفخخة في بيروت. وبحسب مصدر أمني رفيع لـ”النهار” أن التفجير كان سيحدث في بيروت وليس في الضاحية الجنوبية نظراً الى غياب الاجراءات الأمنية المشددة في العاصمة، لكن ذلك لا ينفي يقظة الأجهزة الأمنية ونجاحها في منع تنفيذ ذلك المخطط.

وبحسب معلومات أمنية، فالتفجير كان مخططاً له أن يحصد أكبر عدد من المدنيين في منطقة مكتظة من بيروت وتحمل خصوصية لافتة في العاصمة.

وإضافة الى محاولة “داعش” وغيره من التنظيمات الارهابية إعادة مسلسل الارهاب الى بيروت وضاحيتها الجنوبية، فإن ما يشهده مخيم عين الحلوة ليس بريئاً، بحسب مصدر أمني. فالمخيم شهد تصفية ممنهجة لعناصر من “سرايا المقاومة” خلال الأسابيع الفائتة، ثم تجرأت تنظيمات سلفية على مهاجمة مراكز لحركة “فتح” في إشارة الى رغبتها في السيطرة على المخيم الذي بات ملجأ للمطلوبين أمثال فضل شاكر وشادي المولوي وغيرهما، بما يعني أن ما يحصل في المخيم ليس الا بداية لأحداث قد تتطور اذا ما توافرت البيئة الحاضنة لهذه التنظيمات الاصولية. وليست التظاهرات التي شهدتها مناطق عدة ورفعت خلالها رايات تنظيم “داعش” و”النصرة” الا حلقة ضمن مسلسل قد يتدحرج في الفترة المقبلة مع اشتداد الخناق على هذين التنظيمين في جرود عرسال ورأس بعلبك، بعدما حسم “حزب الله” أمره وقرر المضي في معركته الى النهاية ضد “داعش”، مع استمرار فتح الباب أمام تسوية قد تفضي الى خروج عناصر “النصرة” في اتجاه البادية وبالتالي انهاء قضية العسكريين المخطوفين لديها. وهذا ما يتقاطع مع طلب الاخيرة تأمين هذا الممر ضمن صفقة إطلاق العسكريين، الا ان الامر لن يتحقق اذا رفض “داعش” تأمين الممر.