اعتبر رئيس كتلة “المستقبل” النيابية الرئيس فؤاد السنيورة إن “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” والأطراف الحليفة لهما تتحمل نتائج ممارسات التعطيل وما يصيب البلاد من مصائب وتراجعات وأزمات، ومسؤولية ما يمكن أن يصيبها في المستقبل اذا ما استمرت سيطرة السياسة العائلية والفردية والشخصية الخاضعة لأجندات إقليمية لارتهان المصائر الوطنية”.
السنيورة، خلال رعايته حفل الافطار السنوي لمؤسسات الهيئة الاسلامية للرعاية في صيدا، اكد ان المهمة الأساس، في هذه المرحلة، هي مهمة انتخاب رئيس للجمهورية لإنهاء حالة الشغور الرئاسي وانتخاب الرئيس القوي بحكمته ورؤيته البعيدة ومناقبيته وقدراته القيادية وقدرته على جمع اللبنانيين في المساحات المشتركة وهي الصفات التي تمكنه أن يكون رئيسا توافقيا ويكون رمز وحدة اللبنانيين لا عنوانا لتفرقهم.
وقال: “ان الرئيس المقبل إن لم يكن رئيسا توافقيا ووفاقيا في الوقت عينه، سيتحول بذاته إلى مشروع مشكلة وليس الى مشروع حل، داعيا النواب في المجلس النيابي للتوجه بالحق والواجب والتوافق لانتخاب رئيس الجمهورية اليوم قبل الغد” .
ورأى ان الشعب اللبناني يعرف مصالحه، ويعرف طريقه ولديه من يمثله، لكن ليرفع “حزب الله” وايران أيديهم عن لبنان وعن رقاب اللبنانيين، وليدرك فداحة نتائج تورطه في الحرب السورية”، معتبرا أنه حين يقدم الحزب على الانكفاء عن هذا التورط القاتل، فإنه ولا شك سيعود إلى رحاب الوطن والسلم الأهلي وعندها سيجد قلوب اللبنانيين وعقولهم وضمائرهم ترحب به.
وتوجه السنيورة الى الدولة الايرانية بأنه “وبدل الانغماس في صراعات لا تنتهي وفي إثارة النعرات ومحاولات الاستقواء وفرض الهيمنة، فإن من مصلحتها الإسهام مع الحكومة اللبنانية وعبرها مع جميع اللبنانيين ومع جميع الدول العربية في بناء علاقات أخوة وصداقة مبنية على المشتركات الكثيرة وعلى صلات التاريخ والجغرافيا والجوار وعلى أساس الاحترام المتبادل وعلى قواعد المصالح العديدة المشتركة ودون التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.
واعتبر أن الاستمرار باعتماد منطق التسلط والاستقواء بالسلاح وغض النظر عن التطرف من جهة، ورؤيته فقط لدى الطرف الآخر، من دون التنبه إلى حقيقة أن التطرف لدى طرف يستولد أو يزيد التطرف لدى الطرف الآخر ، هو ما يفتح الطريق للعنف وللارهاب والارهابيين ويعطيهم الذريعة للتصاعد وللتمدد والانتشار. وقال: “إذا كان المراد تجنين أهل السنة والجماعة ودفعهم باتجاه التطرف بالاعتداءات من جهة، وبالادعاءات من جهة ثانية، فهذا في الحقيقة عمل مدمر وهو بإذن الله وبإرادتنا جميعا لم ولن يحصل. ونحن الذين صبرنا على مدى عشر سنوات وأكثر على القتل والاغتيال والشيطنة ونحن أهل الوحدة والعيش المشترك، لن نخرج عن طورنا الآن في وقت تشتعل فيه المنطقة، ويهدد مواطنونا وإنساننا من الطغاة، ومن هجمات الإيرانيين وحلفائهم، ومن الدواعش والمتطرفين الآخرين. ولن يزحزحنا شيء عن نهج الاعتدال والوسطية الوطنية، وعن الولاء للوطن والدولة والعيش المشترك”. معتبرا أن “النهج السليم هو في الاستغناء عن هذا الخطاب الهائج والإصرار على التمسك بالدستور وبالاعتدال وبالخطاب الوطني الجامع، والاتجاه إلى مجلس النواب الذي هو الجهة الناخبة حصرا التي حددها الدستور لانتخاب رئيس للجمهورية، بدلا من الإصرار على التنكيل والتجريح وإفساد معنى المواطنة وحياة الناس في لبنان وفي سوريا”.
ودعا “لوجوب التنبه للأهوال والمخاطر التي تحيط بنا وما يجري في المنطقة من العراق إلى سوريا واليمن وليبيا وما جرى مؤخرا في تونس والكويت، وفرنسا والقاهرة والصومال من ارتكابات الإجرام والإرهاب والاغتيال والمحاولات المتكاثرة لنشر الفوضى، والانعكاسات التي تطال بلدنا ومجتمعنا بنارها وبتداعياتها، حتى لا ينجرف بلدنا أيضا إلى هذا الأتون الملتهب”.
ورأى “ان آفتي الاستبداد والديكتاتورية من جهة والتطرف والمذهبية والإرهاب من جهة ثانية هما وجهان لعملة واحدة”. وقال: “ما يزيد الأمر خطورة هو ما نعيشه من ممارسات اليوم، حيث تتمدد في لبنان وتستفحل آفة الخروج على قواعد الديمقراطية والدستور وعلى فكرة الإجماع الوطني اللبناني وعلى ما طالما التزمنا به لجهة احترامنا القرارات الدولية الى إهمال سياسة النأي بالنفس وعدم الالتزام بها، الى الخروج على الميثاق الوطني والاستقواء بالسلاح ومنطق السلاح، والقوة والرغبة في التسلط والفرض والإملاء والاستسلام لفكرة تغليب المصالح العائلية والشخصية وتحويلها لكي تبدو وكأنها مطالب وطنية حتى ولو قاد ذلك إلى تعريض البلاد لشتى المخاطر والأزمات”.