إيلي قهوجي
التصعيد في مواقف البعض الذي أعقب دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد اليوم والذي يخشى أن يرفع حدة الاحتقان السياسي في البلاد، أرخى بظلاله مجدداً أمس على الأسواق المالية اللبنانية. وانعكس ذلك سلباً على أداء بورصة بيروت مع تزايد التباعد بين العروض والطلبات التي تناولت الصكوك المالية المدرجة على لوائحها، الى أن خرقت هذا المشهد صفقة خاصة كبيرة نسبياً على 250000 سهم مدرج من “بلوم بنك” جرى تبادلها على دفعتين خارج قاعدة العرض والطلب بسعر تحدد بـ9,75 دولارات نزولاً من 9,80 دولارات في قطاع المصارف الذي شهد، خارج هذه القاعدة، ارتفاعاً في أسعار شهادات ايداع هذا المصرف من 9,3 الى 10,01 دولارات وتلك العائدة الى “بنك عوده” من 6,03 الى 6,05 دولارات وفي أسعار أسهم “بنك بيبلوس” العادية من 1,61 الى 1,62 دولار بينما تراجعت اسهمه التفضيلية – 2009 من 101,10 الى 101,00 دولار. الا ان أسهم “سوليدير” بفئتيها عادت وتراجعت من 11,48 الى 11,45 دولاراً للفئة “أ” ومن 11,40 الى 11,37 دولاراً للفئة “ب”.
وأدى ذلك الى ارتفاع مؤشر “بلوم انفست” للاسهم اللبنانية بنسبة 0,02 في المئة على 1189,51 نقطة، في سوق أكثر نشاطاً تبودل فيها 262044 صكاً قيمتها 2,564,958 دولاراً، في مقابل 18124 صكا قيمتها 161875 دولاراً أول من أمس.
في الخارج، تجددت الضغوط على الأورو أمس في أسواق المال العالمية بعد تخلّف اليونان عن ايفاء قرض استحق عليها منتصف ليل اول من امس لصندوق النقد الدولي بقيمة 1,6 مليار أورو بعد سلسلة محاولات فاشلة لمعالجة أزمة ديونها امس مع مقرضيها نتيجة تمسك حكومتها بالاستفتاء الذي دعت اليه الاحد المقبل على الشروط التي تضعها الجهات الدائنة للافراج عن المساعدة التي تطلبها تجنبا ليس للتخلف عن الايفاء فحسب، وانما للخروج من منطقة الاورو. وفيما يصر الدائنون على موقفم في هذا الشأن ليصير في الامكان ان يوافقوا على حزمة انقاذ جديدة، جاء اعلان رئيس وزراء اليونان ان هدفه تحقيق حل لأزمة ديون بلاده وانه يقبل بشروط دائنيها اذا تم تعديل بعضها، طالبا قرضا بقيمة 29 مليار أورو لتغطية كل مدفوعات خدمة الدين التي ستستحق خلال السنتين المقبلتين وداعيا اليونانيين الى رفض شروط حزمة الانقاذ المعروضة عليهم في الاستفتاء ليحمل المستشارة الالمانية على رفض أي مفاوضات جديدة قبل الاستفتاء. وأدى ذلك الى تجاهل المتعاملين تحسن مؤشر مديري المشتريات الخاص بقطاع الصناعة في منطقة الاورو من 52,3 نقطة في ايار الى 52,5 في حزيران الذي لم يحجب ارتفاع هذا المؤشر في الولايات المتحدة من 52,8 نقطة الى 53,5 واستحداث القطاع الخاص فيها 237 الف وظيفة جديدة في حزيران وغير ذلك في مقابل 1,1145 اول من امس. في غضون ذلك، تحولت البورصات لااوروبية الى الارتفاع مقتفية اثر الاميركية الثلثاء الماضي التي عززت مواقعها امس اعتقادا من المستثمرين ان أزمة الديون اليونانية آيلة الى حل قريب فأقفلت بزيادة راوحت بين 2,21 في المئة في ميلانو و1,32 في المئة في مدريد، وبين 138,40 نقطة على 17757,91 نقطة لمؤشر داو جونز الصناعي و26,26 نقطة على 5013,12 نقطة لمؤشر ناسداك.