اندلعت معركة عنيفة بين “النصرة و “داعش” في منطقة أعالي وادي حميد لناحية سرج العجرم في الجرود العرسالية. وكان لافتا للانتباه تجاوز المسلحين معظم المحرمات، وعلى رأسها عدم تحييد مخيمات النازحين، واستعمال مختلف أنواع الأسلحة.
وكان أمير “النصرة” في القلمون أبو مالك التلي، وأمير “داعش” موفق أبو السوس، قد عقدا اجتماعاً الأسبوع الماضي خلصا على إثره إلى تفاهم يقضي بتوحيد الصفوف لمصلحة قتالهما ضد “حزب الله” والجيشين اللبناني والسوري.
وأفادت معلومات عن سقوط خطوط التماس بين الطرفين إثر الاتفاق، ولكن على قاعدة تولي “النصرة” القتال في الجرد العرسالي الجنوبي، على أن يتولى “داعش” الجرد الشمالي، وصولاً إلى جبهة جرود رأس بعلبك والقاع. ووفق الإتفاق، تركت مسألة المشاركة في معركة واحدة وفقاً لظروف كل مواجهة ومكانها. وساهم الإتفاق في تأمين حرية التجول لعناصر التنظيمين في المناطق التي كانت محسوبة على هذا الطرف أو ذاك، ومنها وادي حميد الذي كان تحت سيطرة “داعش” بعد حاجز الجيش بكيلومترين تقريبا.
ومع هذا الإتفاق، جرى أيضا تقاسم بساتين جرود عرسال بين الطرفين كل وفق منطقة سيطرته قبل التفاهم. ويقوم المسلحون بقطف نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون شجرة مثمرة من كرز ومشمش وتفاح في جرود عرسال ونقلها إلى وادي حميد لبيعها هناك. ويشتري أهالي عرسال كرزهم بسعر 3500 ليرة لبنانية للكيلوغرام الواحد.
وكشفت صحيفة “السفير” أن معركة عنيفة اندلعت عند الرابعة من فجر الثلاثاء ـ الأربعاء على إثر إشكال فردي بين مسلحين من بلدة جراجير وآخرين من بلدة عسال الورد السوريتين على خلفية تقاسم حصص الكرز العرسالي.
وتطورت الخلافات بين “الجراجرة” وأبناء عسال الورد إلى اشتباكات انقسم المسلحون في وادي حميد على إثرها إلى مجموعات على قاعدة الموالاة لـ “النصرة” أو “داعش”.
وافادت “السفير” عن إطلاق ما يزيد عن 35 الف طلقة من العيارات الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وقنابل يدوية وقذائف “ب 7” في اشتباكات كانت تدور ضمن مسافة قريبة لا تتجاوز أحيانا عشرات الأمتار.
وبدأت الإشتباكات بالقرب من منشرة ابن عرسال علي عودة في وادي حميد، وتركز بعضها في مبنى قيد الإنشاء (على العضم) مؤلف من اربع طبقات كان يتحصن بداخله جزء من المسلحين. وخلال الاشتباكات رمى الجيش اللبناني المتقاتلين من الطرفين بمواجهة مواقعه بسيل من القذائف.
وأفاد شهود عيان من القاطنين خارج حواجز الجيش عن سقوط عدد ملحوظ من القتلى والجرحى من “داعش” و “النصرة”، تم نقل بعضهم إلى المستشفى الميداني في وادي حميد، خارج حاجز الجيش اللبناني.
ويتخوف أهالي عرسال من انتقال المواجهات بين “النصرة” و “داعش” إلى صفوف مناصريهم وأبناء جراجير وعسال الورد في المخيمات داخل البلدة، وذلك نظراً لحماوة المعركة التي خاضها الطرفان في وادي حميد.