IMLebanon

هل للرأسمالية مستقبل؟ أفق النهايات

CapitalismAvenir

تردد كثيراً القول إنه من السهل أكثر التفكير أن للعالم نهاية من التفكير أن للرأسمالية نهاية. ذلك كطريقة للتعبير عن مدى التماسك الذي تتمتع فيه المنظومة الرأسمالية والإشارة في الوقت نفسه ضمنياً إلى الانتصار الذي حققته على المنظومة المنافسة لها على مدى عقود كثيرة سابقة، أي المنظومة الاشتراكية.

لكن، «هل للرأسمالية مستقبل؟» . هذا السؤال هو عنوان الكتاب الجماعي الذي يسهم فيه خمسة من كبار الباحثين ذوي الشهرة العالمية، وإجاباتهم عليه هي موضوع الكتاب.

وهم ايمانويل والرشتاين ،الأخصائي بالسوسيولوجية التاريخية للرأسمالية؛ و«راندال كولينز» الذي يستلهم دراساته للرأسمالية من نظريات المؤرّخ الفرنسي فرنان بروديل حول «المدى الطويل»؛ و«مايكل مان»، أستاذ علم الاجتماع..

ومؤلف كتاب «مصادر السلطة الاجتماعية»؛ و«جيورجي ديرلوغيان»،الأستاذ في جامعة نيويورك في أبوظبي، وأخيراً «كريغ كيلهون». يشرح المساهمون أن هناك العديد من المؤشرات ــ التوجّهات الرئيسية التي يقدّمونها في هذا الكتاب على أن أفق الرأسمالية ليس «مفتوحاً» نحو مزيد من النجاح والازدهار.

بل على العكس يرون أن المجتمعات الغربية المعاصرة الموصوفة بالرأسمالية بامتياز تُبدي «ما يثير القلق حول مستقبل الرأسمالية». إحدى المقولات التي يتم التأكيد عليها بأشكال مختلفة في هذا الكتاب تتمثّل في التأكيد أن الخلل الذي تعاني منه النسخة اللبرالية الحالية للرأسمالية لا يعود، أي الخلل، إلى «أزمات ظرفية مثل انهيار منظومات مالية أو زيادة كبيرة في عدد العاطلين عن العمل».

هذه الأزمات الظرفية يمكن أن تكون عابرة ولكنها قد «تسهم» في تعميق خلل المنظومة الرأسمالية.

لكن المصدر الحقيقي الذي يسمح بطرح سؤال: هل للرأسمالية مستقبل؟ يكمن، حسب التحليلات المقدّمة، في «طبيعة المنظومة الرأسمالية ذاتها». ويصل المساهمون في هذا العمل، إلى تأكيد أن المنافسة على الأسواق وعلى الربح وما يشكّل صلب المنظومة الرأسمالية عموماً ونسختها اللبرالية السائدة خصوصاً ستصل، أي المنافسة، إلى الطريق المسدودة. ومقولة «الربح من دون نهاية» لها «نهايتها». من هنا تأتي مشروعية السؤال: هل للرأسمالية مستقبل؟.