Site icon IMLebanon

ألمانيا وروسيا.. صعود الدور الجيواقتصادي

GermanyRussiaGeoEco
يتفق الجميع على القول أن ألمانيا هي القوّة الاقتصادية الأكبر في القارّة الأوروبية. لقد كانت كذلك ممثلّة بألمانيا الاتحادية ــ الغربية ــ قبل إعادة توحيد الأمة الألمانية بعد انهيار جدار برلين في مطلع شهر نوفمبر من عام 1989 وهي اليوم تلعب نفس الدور الاقتصادي الريادي أوروبيا بعد التوحيد.

وستيفن ف، سزابو، الأستاذ في «الأكاديمية الأطلسية» التي تعنى بالشأن الألماني ومقرّها واشنطن، وصاحب العديد من المؤلفات حول العلاقات الدولية وحول السياسة الخارجية الألمانية، يكرّس كتابه الأخير لـ«ألمانيا وروسيا وصعود الدور الجيوــ اقتصادي»، كما جاء في عنوانه.

إن الأستاذ سزابو يقدّم في هذا الكتاب توصيفا وتحليلا للسياسة الألمانية في السياق الراهن حيال روسيا. ويحاول عبر ذلك أن يكشف كيف أن ألمانيا الموحّدة التي استعادت مكانتها «التاريخية» كأمّة موحّدة وجدت بالتوازي أن لها دورا عالميا، وأن هذا الدور تحدده بالدرجة الأولى مصالحها.

تجدر الإشارة أن المفهوم «الجغرافي ــ الاقتصادي» ينتمي إلى فرع من فروع العلاقات الدولية، وينتج من نقطة التقاء العلوم الاقتصادية مع الجغرافيا السياسية. تكمن مهمته الرئيسية في تحليل الاستراتيجيات ذات الطبيعة الاقتصادية عموما والتجارية منها خصوصا.

المسألة الأساسية التي يوليها المؤلف اهتمامه في الشرح والتحليل من حيث «الدور العالمي الجديد» هو أن المصالح الألمانية «لا تتطابق دائما بالضرورة مع مصالح الولايات المتحدة الأميركية »أو مع مصالح الشركاء الأوروبيين، لكنها بالمقابل تأخذ باعتبارها كثيرا أهمية العلاقات مع روسيا وخاصّة على الصعيد الاستراتيجي والاقتصادي.

الملاحظة الأولى التي يؤكّد عليها المؤلف مفادها أن ألمانيا، بعد أن استعادت وحدتها القوميّة مع نهاية حقبة الحرب الباردة، غدت في مقدّمة كبريات الدول المصدّرة في العالم، بل يتم تصنيفها في المرتبة العالمية الثانية عالميا.

ويصل المؤلف إلى »التعبير« عن محصّلة ما أنتجته سياسة التقارب الألماني ـ الروسي في السياق الراهن بجملة مفادها: »إن الدخول ــ الألماني ــ إلى السوق الروسية قد وفّر فرصا كبيرة من جهة للكسب والربح ومن جهة أخرى للفساد«.