Site icon IMLebanon

حرب المئة يوم.. ملاحم بطولية تكتب بدماء الأبطال (بقلم نبيل يوسف)

war-100-days

 

حرب المئة يوم..1 تموز – 7 تشرين الأول 1978..ملاحم بطولية تكتب بدماء الأبطال

 

نبيل يوسف

 

ليل الثلاثاء 27 – الأربعاء 28 حزيران 1978 ارتكبت الوحدات الخاصة السورية بقيادة الرائد علي ديب مجزرة رهيبة في بلدات: القاع والفاكهة وراس بعلبك المسيحية الكاثوليكية في البقاع الشمالي، راح ضحيتها 26 شاباً مسيحياً مسالماً.

هزت مجزرة البقاع الشمالي الوجدان المحلي والعالمي، فدعت الجبهة اللبنانية إلى الاضراب نهار السبت 1 تموز استنكاراً لما جرى.

في يوم الإضراب سجل اقفال كامل لما كان يعرف بالمنطقة الشرقية، وقرابة الظهر راحت الأخبار تتوارد عن توقيف الشيخ بشير الجميل ورئيس قسم الدامور الكتائبي إيلي قرداحي مع مرافقين من قبل حاجز سوري كانوا في طريقهم إلى بلدة الحدث لعيادة جريحة أصيبت برصاصة قبل أيام، وأنهم نقلوا إلى مقر القوات السورية في برج رزق في الأشرفية، وبدأ الغليان.

لم يخفف نبأ الإفراج عن الشيخ بشير الجميل ورفاقه من حدة التوتر الذي سرعان ما تحول عصراً إلى قصف سوري عنيف غير مبرر شمل الأحياء السكنية في: عين الرمانة وفرن الشباك والأشرفية وسن الفيل.

في اليوم التالي توسعت رقعة المواجهات بين الجيش السوري ومقاتلي أحزاب “الجبهة اللبنانية”، وبدأ ما عرف بـ”حرب المئة يوم”. وشهد ذلك الأحد 2 تموز 1978 قصفاً مدفعياً وصاروخياً لم تشهده الحرب اللبنانية، لم يوفر زاوية خاصة في منطقة الأشرفية وضاحية بيروت الشمالية الشرقية المسيحية، في ظل ملاحم بطولية سطرها المقاتلون اللبنانيون.

رغم كل الاتصالات والنداءات المحلية والعربية والعالمية وعلى أعلى المستويات التي شارك فيها قداسة البابا بولس السادس والأمين العام للأمم المتحدة كورت فالدهايم، التي دعت القوات السورية لوقف قصفها المجنون للأحياء السكنية، ظلت المنطقة الشرقية تحت رحمة النار والبارود، فيما أصرّت سوريا على موقفها المتصلب القاضي بإعلان الحكم، وتحديداً الرئيس الياس سركيس، التغطية المطلوبة لعمل قوات الردع العربية، وبحقها في الإنتشار على كل الأراضي اللبنانية، وبأن أي إطلاق نار على قوات الردع العربية سيقابل بالمثل، وترافق هذا الكلام مع قصف عنيف لم يوفر بلدة أو حياً في المنطقة الشرقية.

صباح الجمعة 6 تموز شاهد الرئيس الياس سركيس من شرفة قصر بعبدا جحيم النار يلف بيروت الشرقية، بعد ليلة رهيبة شهدت فيضاناً من الحديد والنار لم يوفر شارعاً صغيراً في بيروت الشرقية وضاحيتها الشمالية، وكان وزير الخارجية فؤاد بطرس عاد من دمشق من دون أي نتيجة، فقرر الإستقالة معلناً أنه سيترك الحكم ما دام غير قادر على عمل شيء.

وكان الوزير فؤاد بطرس أبلغ رئيس الجمهورية أنه خلال مباحثاته في دمشق أصرت القيادة السورية على ضرورة إصدار أمر فوري من مجلس الوزراء اللبناني لتجريد أحزاب الجبهة اللبنانية من السلاح، على أن تتكفل قوات الردع العربية بتنفيذ القرار، وعبثاً حاول إقناع المسؤولين السوريين أن موضوع تجريد جميع المقاتلين من السلاح هو مطلب جميع اللبنانيين، لكن كيف يمكن تجريد أبناء المنطقة الشرقية من سلاحهم في الوقت الذي لا تنفذ قوات الردع العربية الأوامر التي كان أصدرها مجلس الوزراء اللبناني لتطبيق إتفاق شتورا القاضي بإخضاع المخيمات الفلسطينية إلى سلطة القانون اللبناني؟. ولم تصل المباحثات إلى أي نتيجة.

بقيت المنطقة الشرقية طوال ذلك النهار تحترق ودماء أهلها تسيل بغزارة من دون أي أمل بتوقف القصف المجنون، الذي توقف فجأة بعد الظهر بعد أن خرقت 7 طائرات حربية إسرائيلية كانت تحلق على علو منخفض فوق بيروت جدار الصوت، وعلى أثر هذا التحليق في سماء بيروت أعلن المحلل العسكري في إذاعة تل أبيب أن أحداث الشمال ستنعكس على الجنوب اللبناني وهو منطقة حيوية لإسرائيل، وقال إن أحد أسباب الاشتباكات محاولة القوات السورية تجريد المقاتلين المسيحيين من أسلحتهم.

أجمعت القيادات اللبنانية على رفض إستقالة الرئيس الياس سركيس، وتوسعت الاتصالات لإيجاد حل للمأساة المستمرة، وشملت دمشق وعدة عواصم عربية خاصة الرياض والكويت، فوافق الرئيس سركيس على متابعة مهماته، وتقرر أن تباشر وحدات من الدرك اللبناني الانتشار في بعض شوارع بيروت الشرقية، بعد أن تقوم القوات السورية بتجميع قواتها، وبدأت هدنة قصيرة.

لم يمض وقت على الهدنة التي بدأت قبل أيام من عودة الرئيس سركيس عن استقالته حتى عادت وانفجرت في الأسبوع الأخير من تموز، وعاد القصف السوري المجنون يلف القرى والأحياء السكنية موقعاً عشرات القتلى والجرحى ودماراً رهيباً، لم يوفر المستشفيات والسفارات ودور العبادة.

جنون القصف والتدمير الذي راحت تتعرض له المنطقة الشرقية في محاولة أكيدة لإبادة الشعب المسيحي دفع العديد من الصحف الأجنبية لتخصيص صفحاتها الرئيسية لنقل وقائع هذه الحرب المدمّرة، ولعل أهم تحقيق عما يجري في لبنان وخلفياته ما نشرته صحيفة “الفيغارو” الفرنسية في عددها الصادر بتاريخ 29 تموز فنشرت في صفحتها الأولى تحليلاً مفصلاً عما يحصل في المناطق المسيحية تحت عنوان “المسيحيون في لبنان يواجهون خطر الإبادة”، ومما جاء فيه أن قرار سفارات: الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وكندا اجلاء رعاياهم من لبنان، أثار موجة من الذعر في المناطق المسيحية التي راحت تنتظر إنفجاراً كبيراً، ويضيف التقرير أنه ما زاد من حجم الخوف على الشعب المسيحي تعليقات راديو دمشق السياسية التي راحت بشكل يومي تهدد من أسمتهم “عصابات الكتائب والأحرار”.

 

 

وبحسب الصحيفة الفرنسية فإن مصير الشعب المسيحي الحرّ في لبنان أصبح على كف عفريت، فقد أوردت ما نقله مراسلها في تل أبيب عن أحد مصارد الحكومة الإسرائيلية من أن اتصالات جديدة مباشرة تتسم بسرية مطلقة بدأت بين اسرائيل وسوريا، سوف تتوسع أكثر اعتباراً من الأسبوع الأول من شهر آب حيث سيعقد لقاء مهم بين ممثلين عن الحكومتين إما في سويسرا أو في مكان ما في القاهرة.

ويتابع المصدر الحكومي الإسرائيلي أن دمشق تمكنت حتى الآن من احتضان أو تعطيل قوة مسيحيي الشمال والبقاع الذين أصبحوا تحت سيطرتها المطلقة، أما مسيحيو الجنوب فهم وإن كانوا خارجين عن السيطرة السورية فإن مجرد بعدهم عن قلب المنطقة المسيحية وعدم وجود معبر بري بين المنطقتين سيعطل قوتهم حتماً، فيما تتكفل المنظمات الفلسطينية والأحزاب اليسارية بتعطيل القوة المسيحية في المناطق الخاضعة لسلطتها، وبالتالي لم يعد من قوة مسيحية فاعلة سوى تلك المتمركزة في بيروت الشرقية وبعض أقضية جبل لبنان.

وفي التقرير أن دراسات عدة لتقسيم لبنان قدمت للمتحاورين السوريين والإسرائيليين وجاء فيها أن قيام لبنان مسلم على بعض الأراضي اللبنانية تديره منظمة التحرير الفلسطينية الضعيفة قد يؤدي إلى حل موقت وربما نهائي للمشكلة الفلسطينية، ثم أن سوريا سيكون لها حصة كبيرة من لبنان خاصة الشمال والبقاع لقاء خسارتها النهائية للجولان.

وجاء في التقرير أن دمشق فوجئت بالطيران الحربي الإسرائيلي يحلق في سماء بيروت في خطوة اعتبرتها قد تؤدي إلى تدخل إسرائيلي عسكري لن تقوى على مواجهته، ما أرغمها على وقف فوري لإطلاق النار، ولكن بعد أيام قليلة تأكد لها عبر قنوات سرية أن لا نية لدى الحكومة الإسرائيلية للقيام بأي تدخل عسكري في لبنان، فأعادت إعتباراً من 21 تموز قصف المنطقة الشرقية ودك الأحياء السكنية بعنف أقوى، وقد تبين أن سبب التحليق الحربي الإسرائيلي معلومات وصلت إلى الحكومة الإسرائيلية عن قرب إنهيار القوات المسيحية وسيطرة القوات السورية، فقامت باستعراض طيرانها الحربي فوق سماء بيروت في رسالة واضحة لدمشق مفادها أنه من غير المسموح حتى الآن الانتصار على القوات المسيحية، وبالتالي فهمت دمشق الرسالة جيداً.

مطلع شهر آب إستطاع الرئيس سركيس التوصل مجدداً إلى إعلان وقف إطلاق النار، لكن لم يكد يمضي الأسبوع الأول من شهر آب حتى عادت المنطقة الشرقية تحترق، ولم توفر القذائف متراً واحداً، وبلغت الاشتباكات والقصف المدفعي والصاروخي حد الجنون.

استمرت المنطقة الشرقية لا سيما الأشرفية تتلقى جحيم القصف والنار والتدمير طوال شهر آب، وما بين الأسبوع الأخير من شهر آب والأسبوع الأول من شهر أيلول عاشت الأحياء السكنية في المنطقة الشرقية جحيماً حقيقياً، وأصبح هناك تسابق واضح ما بين هذا القصف المجنون، والحلول السلمية التي راحت ترفضها تباعاً القيادة السورية.

وشهدت المنطقة الشرقية في اليوم الأخير من شهر آب والأسبوع الأول من شهر أيلول جهنماً حقيقية، وقد أجمعت الصحف المحلية والعالمية على وصف نهار الخميس 31 آب بأسوأ أيام الحرب اللبنانية منذ 1975.

وقدرت مصادر أمنية لبنانية عدد القذائف التي سقطت على الأشرفية وحدها حتى الساعة 3.30 من بعد ظهر ذلك الأحد موعد وقف إطلاق النار بنحو 3 آلاف قذيفة مختلفة العيارات من 260 و175 و160 و155 و122 ملم، إضافة إلى القذائف المضادة للطائرات، وأسفرت اشتباكات هذا النهار الطويل عن استشهاد الصيدلي ميشال بارتي أحد قادة القوات اللبنانية الموحدة ومؤسس جيش التحرير اللبناني خلال حرب السنتين وهو أحد التنظيمات المنضمة إلى القيادة الموحدة للقوات اللبنانية، وقد أصيب في صيدليته في الأشرفية عند تعرضها لقذائف صاروخية بشظية في رأسه صرعته، وأصيب معه عدد من رفاقه.

تابعت القوات السورية دك المنطقة الشرقية دكاً عنيفاً بهدف فرض الإستسلام على الجبهة اللبنانية التي صمدت قياداتها رافضة الإستسلام.

انتهى شهر أيلول من ذلك الصيف والمدفعية السورية لم تتوقف لحظة عن قصف المنطقة الشرقية، وبقي هذا الوضع حتى مساء 7 تشرين الأول 1978 عندما بدأت مسيرة الحل السلمي، فبعد جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي لم تستغرق أكثر من 4 دقائق صدر القرار رقم 436 الذي طالب القوات السورية والقوات اللبنانية الموحدة بالوقف الفوري لإطلاق النار، إبتداءً من مساء 7 تشرين الأول.

يصف بول عنداري في كتابه “هذه شهادتي” في الصفحة 75 تلك الليلة فيروي أن المقاتلين إنتظروا بفارغ الصبر حلول الساعة الثامنة من ذلك المساء، وهو الموعد المعلن لوقف النار، ويخبر: … خرجنا من مراكزنا ليلاً غير مصدقين، ولما أطل النهار إزددنا إرتياباً، فالأمكنة تبدلت تبدلاً غريباً، والمطارح إضحت غير مطارح، والسيارات التي كانت في الشوارع إرتفعت إلى الطوابق العليا من البنايات حطاماً، فيما أنزلت مبانٍ على الأرض ركاماً فوق ركام وفي جوارها حفر عميقة أحدثتها قذائف الـ 240 ووقفنا أمامها مندهشين. كان عسيراً على الناظر إلى هذه التلة من الركام أن يصدق أنها كانت مدينة تنبض بالحياة.

 

 

يتابع: … “لم ينتظر الشبان طويلاً، بل مضى بعضهم يعبرون جسر نهر بيروت عائدين إلى منازلهم، وكنت من الذين تسرعوا وجازفوا بعبور الجسر فيما الجنود السوريون منتشرين على جانبي الطريق في وضع قتالي. وحين وصلت إلى البيت كانت قد سبقتني إليه أنباء المجزرة الكبرى التي إرتكبها أولئك الجنود، إذ قتلوا على الجسر 13 شاباً بينهم رفاق أعرفهم”.

بدأت مسيرة الحل السلمي فمنتصف تشرين الأول 1978 انعقد مؤتمر بيت الدين الذي ضم إضافة إلى لبنان وزراء خارجية أو ممثلين عن الدول العربية المشاركة في قوات الردع العربية عسكرياً وتمويلاً (سوريا، السعودية، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، قطر، السودان) وبعد مباحثات شاقة قرر المؤتمر تنفيذ مقررات مؤتمري القاهرة والرياض، وتنفيذ خطة أمنية جديدة لبيروت تقضي بإبدال الوحدات السورية المتمركزة في بيروت الشرقية ومداخل العاصمة الشمالية بوحدات سعودية، وبعد أيام قليلة أقر مجلس الوزراء اللبناني الخطة الأمنية الجديدة وبوشر تنفيذها وإنتهت حرب المنطقة الشرقية التي عرفت بحرب المئة يوم بخروج القوات السورية من الشوارع والأحياء المسيحية.

أواخر شهر تشرين الأول 1978 إنسحبت القوات السورية نهائياً من داخل أحياء بيروت الشرقية، ومداخل العاصمة الشمالية، وخففت تواجدها بشكل كبير في جميع الضواحي المسيحية لبيروت الشرقية.

ونهار الخميس 7 أيلول 1979 وإثر إعلان الرئيس الياس سركيس مبادئ الوفاق الوطني أصدرت قوات الردع العربية بياناً أشارت فيه إلى أن الوحدات السورية وببادرة حسن نية تجاه الحكم اللبناني ستنسحب نهائياً من مناطق: فرن الشباك، الحدث، الحازمية، وعلى الفور إنتشرت وحدات من الجيش اللبناني في المراكز التي أخلتها القوات السورية.

نعم انتهت حرب المئة يوم وانتصرت المقاومة المسيحية، وغادرت القوات السورية المنطقة الشرقية، ولكن الثمن كان غالياً جداً بسقوط آلاف الشهداء والجرحى والمعاقين والمشردين وخسائر بملايين الدولارات.

ففي تقرير للصليب الأحمر الدولي المنشور في الصحف المحلية نهار الاثنين 9 تشرين الأول 1978 جاء فيه أن عدد القتلى المدنيين الذين سقطوا راوح بين 500 و 600 قتيل والجرحى أكثر من 1500.

وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن الاشرفية تلقت خلال 8 أيام الأخيرة قبل وقف اطلاق النار قرابة 30 ألف قذيفة ولم يبق من سكانها البالغ عددهم 220 ألفاً إلا 20 ألفاً، وذكرت أن القذائف من عيار 240 ملم حرثت الطرق على عمق 3 أمتار وبعرض 4 أمتار وزجاج البنايات غطى كل الطرق التي بدت حولها السيارات محترقة.

أما السيد انريك دولاماتا رئيس الصليب الأحمر الاسباني فأدلى بتصريح في مدريد بعد زيارته لبيروت نشرته الصحف المحلية نهار الاربعاء 11 تشرين الأول 1978 جاء فيه: “أن جولة العنف الأخيرة بين قوات السورية والقوات اليمينية في بيروت الشرقية أدت إلى مقتل نحو 800 شخص وإصابة 3 آلاف وتهجير 500 ألف شخص وتدمير 35 ألف شقة سكنية”.

وإعتبر مندوب لجنة الصليب الأحمر الدولي في الشرق جان هوفليغر في بيان نشرته الصحف المحلية نهار السبت 28 تشرين الأول 1978 أن عدد القتلى في الاشتباكات التي شهدتها بيروت الشرقية في الفترة الأخيرة فقط (إعتباراً من الأسبوع الأخير من شهر آب) يراوح بين 350 و 450 قتيلاً وعدد الجرحى نحو ألف.

أواخر عام 1978 بعد إنتهاء حرب “المئة يوم”، رست خريطة القوى السياسية والعسكرية الناشطة في لبنان، على التوزع الجغرافي التالي:

1 – المنطقة التي تسيطر عليها القوات السورية:

– محافظة الشمال بالكامل، ما عدا قرى وسط وجرد منطقة البترون، ومدينة طرابلس بين عامي 1983 – 1985.

– محافظة البقاع بالكامل ما عدا مدينة زحلة، التي عادت ودخلتها أواخر عام 1985 سلمياً بعد الإتفاق مع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية إيلي حبيقة.

– أعالي منطقتي المتن الشمالي وبعبدا.

– الجزء الجنوبي من محافظة جبل لبنان الواقع جنوبي طريق الشام، وبيروت الغربية، ومدينة صيدا ومنطقتي الزهراني وجزين. ومع بداية عام 1980 إنسحب الجيش السوري من صيدا ومحيطها والشريط الساحلي حتى بلدة خلدة. وإنتشرت في مناطق سيطرة الجيش السوري المنظمات الفلسطينية والأحزاب والتنظيمات اليسارية المنضوية في الحركة الوطنية، وحركة أمل الشيعية، وجيش لبنان العربي بعد إطلاق سراح قائده الملازم أول أحمد الخطيب من السجون السورية في 4 تشرين الثاني 1978 بعد إعتقاله قبل نحو سنتين. وفي الأقضية الشمالية المسيحية إنتشر تنظيم المردة التابع للرئيس سليمان فرنجية. وبقي الجيش اللبناني في ثكناته.

2 – المنطقة التي تسيطر عليها الجبهة اللبنانية:

– بيروت الشرقية، ومنطقتي كسروان وجبيل بالكامل، والجزء الساحلي من منطقة المتن الشمالي، وبعض قرى منطقة بعبدا، ومنطقة البترون الوسطى والجردية، وإنتشرت بعض وحدات الجيش اللبناني في بعض الضواحي الشرقية لبيروت ( بعبدا، الحازمية، اليرزة).

3 – المنطقة التي تسيطر عليها منظمة التحرير الفلسطينية:

– من صيدا جنوباً حتى نهر الليطاني، وعرفت هذه المنطقة تزايد نفوذ حركة أمل على حساب منظمة التحرير الفلسطينية وحلفائها. وبعد إنسحاب القوات السورية من جنوبي بيروت عام 1980 إمتدت سيطرة منظمة التحرير على الخط الساحلي حتى بيروت الغربية.

4 – منطقة عمل قوة الطوارئ الدولية:

– تمتد جنوب نهر الليطاني من الساحل حتى حدود منطقة شبعا، باستثناء المنطقة المحيطة بقلعة الشقيف، وتمركزت في القرى المنتشرة فيها القوة الدولية مجموعات فلسطينية ويسارية.

5 – الشريط الحدودي:

إمتد على طول الحدود اللبنانية – الفلسطينية من الناقورة إلى مرجعيون بعرض يتراوح بين 7 و 15 كلم. وسيطر عليه الرائد سعد حداد الذي أعلن قيام دولة لبنان الحرّ.