عادل حاموش
بين الحين والآخر تتصدر اخبار استخراج النفط في لبنان من البحر وتضج وسائل الاعلام بأخبار وتصريحات السياسيين بضرورة استصدار هذه المراسيم ويطول الحديث عن خيرات وفوائد من هذه الثروة ان استخرجت وفرص العمل للشباب حتى باتت بعض آمال الشباب للبقاء في لبنان تتعلق باستخراج النفط، الا أنه منذ زفت البشرة السارة للبنانيين بعد طول انتظار باكتشاف هذه الثروة مع العلم ان الكثير من الدراسات أثبتت وجود الثروة النفطية والغاز منذ وقت طويل ولكن جوبهت هذه الأمور بكثير من المماطلة تفوت الكثير على لبنان وأقله أن يخرج من الدين. والسؤال الأهم الذي يدور في عقول الشباب والمواطنين اللبنانيين الى متى تنتظر الفعاليات السياسية ان تجتمع لتقر ما هي مصلحة لبنان عوضا عن دوام «الاتفاق على عدم الاتفاق»؟
وفي هذا السياق، يعبر عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب فادي الأعور لـ«الديار» قائلا: «اذا ما تم اقرار المراسيم التي لها صلة بموضوع النفط والغاز في لبنان يتحول لبنان الى دولة موجودة في نادي الدول النفطية ويتحول لعضو في الدول المنتجة للنفط والغاز وهذا الشيء ينعكس ايجابا على الاقتصاد اللبناني بشكل كبير لأن كميات النفط والغاز الموجودة في المياه الاقليمية وفي البر اللبناني تستطيع نقل لبنان من بلد مديون بـ 70 مليار دولار الى بلد معافى وسليم واقتصاد جيد ويفتح ذلك آفاقاً أمام كل الشباب في لبنان للعمل ضمن الدورة الاقتصادية التي تنتج عن استخراج النفط».
ويضيف الأعور لافتا الى أن «هناك محاولات من قبل الطبقة السياسية الموجودة أن تضع يدها على النفط خدمة لمصالح شخصية، وهذه الطبقة السياسية تريد تجريد اللبنانيين من حقوقهم هذه من ناحية محاربة استخراج النفط في الشق الداخلي».
ويشدد الأعور على أن لهذه القضية شقا خارجيا يتعلق بمحاربة العدو الاسرائيلي بحيث يحاول العدو منع لبنان من استخراج نفطه ولكن المقاومة التي المقيمة لتوازن الرعب مع العدو الاسرائيلي تستطيع أن تحمي هذا الملف.
ويحمّل الأعور المسؤولية لتدخلات بعض الدول العربية كالسعودية التي تضغط على حلفائها السياسيين لاعاقة اقرار مراسيم النفط والعمل على استخراجه وهنا لا بد من التأكيد على ضرورة اقرار هذه المراسيم التي ستغير حياة اللبنانيين .
ويختم الأعور مشددا على ان: التصدي للأطماع الاسرائيلية يكون بالثلاثية المقدسة الجيش والشعب والمقاومة التي كما تقاتل الارهاب والعدو الاسرائيلي فهي جاهزة للدفاع عن حقوق لبنان ومكتسباته في أي وقت وأي فترة.
أما النائب السابق حسن يعقوب فيعلق في حديثه لـ«الديار» لافتا الى أن «الثورة النفطية في لبنان وقعت ضحية في مراحل عدة للعدو والصديق وكانت كل نتائج هذه المواجهة تصب في مصلحة العدو الاسرائيلي، ولا أريد الدخول في الحقبات السابقة التي مرت بها وأتحدث الأن في المرحلة الأخيرة حيث ثبت أن هناك كميات كبيرة من النفط والغاز في لبنان في البحر والبر والمربعات النفطية العشر التي قسمتها وزارة الطاقة في أيام الوزير جبران باسيل».
ويضيف قائلا: «ما يجري الآن هو سيناريو خبيث جدا تحت ستار «الخلافات على المحاصصة» ولكن يصب في خدمة اسرائيل والهدف المركزي لكل هذا الخلاف هو أن لا نستخرج هذا النفط وأن يستفيد الكيان الغاصب من هذه الثروة لسرقة مخزوننا وخصوصا في المناطق المتنازع عليها واسرائىل تعمل على التمييع والمماطلة ليصبح النفط غير ذي جدوى أو اذا استخرج لا يكون له أهمية وخصوصا بعد اكتشاف النفط الصخري في أميركا، وهذه القضية قضية وطنية بامتياز وهي قضية قومية وكل من يشارك في تأخير استخراج النفط والغاز هو بشكل مباشر أو غير مباشر «عميل للعدو الاسرائيلي».
وعن المماطلة في هذا الموضوع يعتبر يعقوب أن هناك مجموعة كبيرة من النتائج الايجابية جدا في مصلحة لبنان واللبنانيين ولا يراد الاستفادة منها لأن الامكانات المادية وتحريك عجلة الاقتصاد ودخول الشركات الاجنبية سيشكل عامل منافسة مع الكيان الغاصب الذي يقوم في كل سياساته على اضعاف الجوار وشرذمته وضربه وتفتيته.
ويعتبر يعقوب أن العدو الاسرائيلي يعمل بجهد من خلال أدواته في الداخل اللبناني على تعطيل استخراج هذه الثروة وهذا ما نجح حتى الآن ولا أحد يعلم الى متى سيستمر.
ويلفت يعقوب الى أنه: «للأسف الشديد فالدولة اللبنانية والمؤسسات المنتمية لها كانت غائبة اذا لم تكن عاجزة عن الدفاع عن حقوق لبنان ومصالحه والمقاومة هي المعادلة الوحيدة التي استطاعت أن تعيد جزءا من الحقوق المسروقة، والمقاومة تكون مجبرة ومضطرة للدفاع عن هذا الحق وللأسف المقاومة لديها عدوان: العدو الأول هو العدو الاسرائيلي الأساسي والعدو الثاني هم الذين يخدمون بعلم أو غير علم الكيان الصهيوني من خلال عرقلة استخراج النفط والغاز».
وأمام هذا الواقع نسجل تساؤلات عدة بلسان الشباب اللبناني الى المعنيين: هل تجوز كل هذه المماطلة في قضية وطنية بامتياز من شأنها اعطاء فرصة للنهوض بلبنان اقتصاديا واجتماعيا وتجعل الشباب اللبناني يتخلى عن فكرة الهجرة؟ ويطالب الشباب المسؤولين بتحمل مسؤولياتهم والتعاطي مع هذه القضية بترفع عن المصالح الشخصية وعدم تضييعها في بازارات «الستة وستة مكرر» لأن الصهاينة بدأوا بسرقة ثرواتنا فماذا ننتظر؟؟