جدّد وزير العدل اللواء أشرف ريفي إيمانه بأنّ لبنان وطن يتّسع لجميع أبنائه مسلمين ومسيحيين وبأنّه وطنًا متميزًا بتعدديته وبانفتاح أهله، وبقدرتهم على العيش معًا بسلام وأمن. ولفت الى أنّه “رغم كلّ الصعوبات التي تعترض طريقنا سنبقى نناضل لكي نحمي هذا الوطن، خصوصًا من سلوك بعض أبنائه الذين يصرون على وضعه دائما في عين العاصفة، خدمة لمصالح أكبر مما يمكن للبنان وأهله أن يتحملها، أو أن يدفع من دم أبنائه لتأمينها، فيما هي لا تمت إلى المصلحة الوطنية بصلة”.
ريفي، وخلال إفطار تكريمي أقامه لمخاتير مدينة طرابلس والميناء والبداوي والقلمون والمنية بمشاركة الهيئات الاجتماعية، أشار الى أنّ المسلسل الإجرامي يستمر منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالقتال في سوريا بتكليف من طهران، وإذا بلبنان وأهله وجيشه يدفعون أغلى الأثمان ولا يزالون.
وعن حادثة السعديات، قال إنّ “حزب الله” وتحت غطاء ما يسمى بسرايا المقاومة، قام بانتهاك البلدة وترهيب أهلها عبر استعراض للقوة أريد منه تكرار مشهد السابع من أيار. وقال: “إننا نحمل الحزب المسؤولية كاملة عما حصل في السعديات وعما يمكن أن يحصل في مناطق أخرى، ونعيد التأكيد أننا لن نقبل تحت أي ظرف كان بتمدد هذا السلاح، الذي يسعى لفرض أمر واقع، وجزر أمنية تتمدد هنا وهناك، تحت أعين المؤسسات الأمنية والعسكرية الرسمية. فنحن ملتزمون منطق الدولة والمؤسسات، لأنها وحدها بقواها الذاتية هي التي تحمي جميع اللبنانيين”.
من جهة أخرى، اشار ريفي الى أن مدينة طرابلس هي عاصمة لبنان الثانية، وهي جزء من لبنان ويجب أن تبقى مدينة للاعتدال والعلم والعلماء والعيش المشترك، واليوم عادت إلى سابق عهدها، لذلك يجب الحفاظ على أمنها.
ريفي، وخلال استقباله معن كرامي ونجله وليد، قال: “لقد اسهمنا سويا بإعادة الاستقرار والهدوء الى طرابلس، ويبقى التحدي الأكبر أمامنا هو في كيفية إعادة تحريك الدورة الاقتصادية وإيجاد فرص عمل للشباب الذين يريدون العيش بكرامة”.
واضاف: “سعدنا باستقبال الأخ الكبير معن أفندي كرامي، الذي يتحدر من بيت وطني وعربي كبير، وهو المؤتمن في الحفاظ على وطنية هذا البيت وعروبته. وزيارته اليوم في هذا الشهر الفضيل هي تعبير عن متانة العلاقة على المستوى العائلي بيننا، وحتى على المستوى السياسي، وهي تعود لعشرات السنين وليست وليدة اليوم أو الامس، ونحن نعتز بهذه العلاقة وهناك الكثير من المحطات التي تجمعنا”.
وتابع: “بيت كرامي كان له أياد بيضاء على الوطن بشكل عام وعلى طرابلس بشكل خاص، وقد كان للشهيد رشيد كرامي دور مهم في تثيبت عروبة لبنان، وتعزيز العيش المشترك فيه الذي هو خيارنا جميعا”، لافتا إلى ان “معن كرامي يرعى مؤسستين كبيرتين في طرابلس، تضم آلاف الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الأوضاع الاجتماعية الخاصة، ويستحق هذا العمل الإضاءة عليه وأبناء طرابلس يفخرون به ويحفظون له عمل الخير، الذي يقوم به منذ عشرات السنين”.
وردا على سؤال، قال ريفي: “لا يمكن أن نكون عروبيي الانتماء ونفكر فارسيا، ومن يريد الخيار الفارسي فهو حر تماما، أما نحن كأبناء مدينة طرابلس ومعظم اللبنانيين لا نقبل هذا الخيار أبدا، وفي حال حصول الانتخابات النيابية سيترجم الناس في صناديق الاقتراع هذا الخيار العروبي”، مضيفا: “نحن لبنانيون ووطنيون وعروبيون فقط لا غير، حتى أن الدستور اللبناني يقول هذا الكلام، ان لبنان وطن نهائي لأبنائه وذو وجه عربي، وعربي الهوية والانتماء، وأي خيار آخر برأيي هو مدان في المدينة وعلى مستوى الوطن، ونستنكره جميعا”.
من جهته، لفت كرامي الى ان العيش المشترك هو قسم أساسي من حياتنا ووجودنا، والبلد منذ الأزل كان ولا زال يعيش في وئام وصداقات وثيقة بين كل الفئات والطوائف، وهذا ما ورثناه عن آبائنا وأجدادنا، فكل عائلات طرابلس مترابطة ببعضها البعض، داعيا إلى ايلاء طرابلس المزيد من الاهتمام، وتنفيذ وتفعيل المشاريع الحيوية التي تنعشها اقتصاديا.