اعلن الشيخ صبحي الطفيلي انه متيقن من سقوط نظام بشار الاسد، ولكن بعد ان تتحول سوريا الى رماد، واستغرب عدم اتخاذ حزب الله قرارا بالانسحاب من سوريا، معتبرا انه مجرد قطعة عسكرية قيادتها في ايران.
ورأى الامين العام الاول، والمؤسسس لحزب الله، في حديث لصحيفة “القبس” الكويتية انه في أي نزاع مسلح في عالمنا يتضرر الكل ويموت الكل وصاحب القرار القادر على تنفيذ قراره هو المستفيد، في سوريا أو في اليمن أو في اي مكان آخر. الاميركي اليوم قادر على ترجيح كفة المعارضة أو النظام. المعركة في سوريا لن تكون لمصلحة بشار، ولا لمصلحة المعارضة.
في هذه الحالة علينا ان نبحث عن حلول بعيدا من العنف الذي يخدم مصالح العدو. من لحظة اندلاع الاحداث قلت ان سوريا ذاهبة الى مطحنة ودمار، بل الى رماد، ومن ثم يسقط النظام الامني الظالم.
اليوم المعارضة السورية بحاجة للرضا الاميركي تماما، وكذلك النظام، وكلاهما حاضر للرضوخ على اعتاب الاميركيين. لا يجوز ان يبقى متسلط جبار طاغ يتحكم برقابنا. انا مع كفاح الشعب السوري ووقوفه بصلابة مع حقه بحياة كريمة ضمن نظام نابع من تطلعاته يترجم رغباته من خلال انتخابات وبرلمان حسب الاصول، بدون اي تزييف. على النظام ان يرحل وبسرعة. هذا النظام ارتكب جرائم غير مسبوقة، فلم يحصل ان قصف حاكم عاصمته بالكيماوي.
واعتبر ان هناك محاولة لجم وجهد دولي واقليمي كبير كي لا ينزلق لبنان الى النزاع المذهبي. بتقديري جزء من هذا كي يرتاح حزب الله في سوريا، لأن اندلاع نزاع مذهبي سيخرج حزب الله من سوريا، لينكفئ الى الداخل اللبناني. هذا احتمال معتدٌّ به. ولكن إلى متى ستبقى القدرة على لملمة الامور، وتبقى القرارات تصب في مصلحة تجنيب لبنان النار، ذلك مرتبط بمصلحة اصحاب القرار الدوليين القادرين.
الغريب ان حزب الله، لليوم، لا يفكر بالخروج من سوريا. “المعركة انتهت”. الجيش السوري وحلفاؤه من الايرانيين والعراقيين واللبنانيين سقطوا. حينما تنهار جبهة رئيسية بكامل قطاعاتها العسكرية في حلب وفي ادلب وفي درعا، نتساءل ماذا يفعل حزب الله في القلمون؟ اصراره على البقاء في المعركة حتى نهايتها كمن يريد ان يشرب كأس الموت رغبة فيه. انه ينتحر. ولكن لماذا ينحر شعبا بكامله معه؟ الا اذا كان هناك قضية أخرى تتعدى حدود لبنان وترتبط بمصالح استراتيجية في إيران.