تشير مصادر في صناعة الطيران إلى ان طيران الامارات قد تعلن عن صفقة شراء لنحو 100 طائرة خلال معرض دبي للطيران هذا العام لاستبدال طائراتها الحالية من ايه 330 و 340 .
وتتطلع الناقلة تحديدا الى طرازين من الطائرات هما بوينغ 10-787 وايرباص 900-350 ووصلت الى مرحلة متقدمة في تحليل ودراسة كلا الطرازين تمهيدا لإعلان الصفقة التي يرجح انها ستكون خلال نوفمبر المقبل وتحديدا في معرض دبي للطيران 2015 .
وتقول المصادر ان الناقلة التي تضغط على عملاقي الصناعة بوينغ وايرباص من اجل مزيد من التحسينات على طائرات ايه 350 و 787 تراهن على ان التكنولوجيا قادرة على تحقيق مطالبها الفنية وخاصة فيما يتعلق بكفاءة استخدام الوقود وقوة الدفع في آن واحد.
اهتمام
وخلال وجوده في اجتماعات الاتحاد الدولي للنقل الجوي « اياتا » التي اختتمت مؤخرا في ميامي الامريكية قال رئيس الناقلة تيم كلارك ان الشركة مهتمة بكلتا الطائرتين وهما بيونغ 10-787 وايرباص 900-350 وهي ما زالت في مرحلة التقييم للوقوف على احتياجات الناقلة ومدى ملاءمتهما لاحتياجات الناقلة ونحن فعلا في مرحلة متقدمة في هذا المجال .
واضاف كلارك لدينا معلومات اكثر عن طائرة ايه 350 مقارنة مع وقت توقيعنا للعقد السابق . الطائرة 10-787 موجودة في الخدمة حاليا ونحن مهتمون بها اكثر ولذلك نحن مستعدون . لكن كلارك اشار الى ان احتياجات الدفع في الطائرة لم تلائم حتى الآن طيران الامارات خصوصا ان ايه 350 تتمتع بقوة دفع اكبر .
وأشار إلى أن كلا الطرازين سيكونان للأسواق والرحلات الجديدة. نحن في مرحلة تقاعد للطائرات القديمة في اسطول الشركة من طرازي ايرباص 330 و 340 وقد حولنا فعلا ثلاث طائرات من طراز ايه 200-330 الى السكراب وهذا يعني ان معدل الوحدة يصل الى 300 مقعد في اسطولنا الحالي ولذلك ما زلنا نتطلع الى طائرات ب 250 مقعدا لخدمة اسواق قريبة مثل الهند وبعض نقاط افريقيا والمحيط الهندي .
نحن ننتظر حاليا تطور الاسواق التي ما زلنا نرى انها صغيرة وإذا أردنا تشغيل طائرة بنظام الدرجات الثلاث فإننا نحتاج الى 250 مقعدا .
احتياجات
ووفقا لتحليل او ايه جي للطيران فان طيران الامارات تحتاج الى هذه النوعية من الطائرات للوجهات القصيرة في الشرق الاوسط وافريقيا .
ويشير تحليل للموقع المتخصص في الطيران انه ورغم ان طيران الامارات تمتاز برحلاتها الطويلة التي تصل الى 8500 ميل الا ان اكثر من 80 % من رحلاتها تقع ضمن مدى 4 آلاف ميل عند مركزها التشغيلي في دبي . ولذلك فان الناقلة تدرس جديا هذين الطرازين الملائمين لها على هذه الوجهات .
ويشير تحليل الموقع ان هناك 19 وجهة للناقلة تزيد مسافتها عن 4 آلاف ميل وهي تقع في كل من استراليا والولايات المتحدة وتعد رحلة دبي – لوس انجلوس هي الاطول وتبلغ 7233 ميلا أي نحو 16 ساعة طيران .
لكن كلارك أكد في أكثر من مرة ان الشركة ما زالت تنتظر المزيد من التوضيحات المتعلقة بمدى فاعلية كل طائرة ضمن الاجواء الحارة التي تعمل فيها شركة طيران الامارات من مركزها التشغيلي بدبي ومدى قدرة هذه الطائرات على تحقيق الفاعلية والكفاءة التي ترغب فيها.
وبعد قيام طيران الامارات بإلغاء طلبيتها من طائرات ايرباص 900-350 البالغة 70 طائرة تجري طيران الامارات دراسة وعمليات مقارنة بين كلا الطرازين لاختيار ما يناسب احتياجاتها الفنية حيث ابدى كلارك قلقه من ان بيئة دبي التشغيلية الحارة قد تمنع الطائرة من نقل حمولة كافية في مهمات دقيقة .
ووصف كلارك طائرة 10-787 بأنها ممتازة في وضعها الحالي لكنه ما زال قلقا حيال استجابة بوينغ للملاحظات التي ابدتها طيران الامارات وقال هناك ممانعة من بوينغ وبمجرد انك تريد المزيد من الدفع فإنك تحتاج الى مزيد من التغييرات في المروحة ويتبع ذلك تغييرات في كثير من الاشياء .
وعن الطائرة ايه 350 قال « إنها تتمتع بتلك الامكانات لكن هل تتمتع بكفاءة استهلاك الوقود كما هي الحال في 10-787 ؟ الارجح لا . الطائرة ايه 350 وزنها اكبر من طائرة بوينغ ولديها قوة دفع اكبر واستهلاك اكبر للوقود وهي مصــــممة للطيران ضمن مدى ابعد مما تريده طيران الامارات» . لدينا ملاحـــــظات علــى دورات المحرك في طائرة 787 وكيف ستعمل في دبي حيث البيئة الحارة والحمولة الكبيرة .
وأشار إلى ان قرار طيران الامارات قد يتأثر ايضا بالتوسعات الجارية حاليا في مطار آل مكتوم والمطارات الاخرى المحيطة فالسوق الهندي مثلا حيث ترغب طيران الامارات في مزيد من الرحلات ما زال مقيدا من حيث أعداد الرحلات .
دفع
ويقول كلارك ان طائرة 10-787 ب 310 مقاعد ستكون ثقيلة بمحركاتها الحالية جنرال الكتريك وهي تحتاج الى مزيد من قوة الدفع موضحا ان الطائرة تحتاج الى محرك اكبر من الحالي
واشار ان طائرة ايه 350 فهي الطائرة التي تدرسها طيران الامارات بجدية حاليا فهي توفر قوة دفع اقوى من منافستها بوينغ 787 .
وتدافع كل شركة عن مواصفات طائراتها سعيا منها لإقناع طيران الامارات بشراء منتجها وضمان الفوز بالصفقة المقبلة.
ويقول مارتي بينتروت رئيس مبيعات بوينغ في الشرق الاوسط ان طائرة 10-787 توفر قوى دفع كافية حتى في الاجواء الحارة حيث تحتاج الطائرة الى قوة اكبر للإقلاع بسبب الحرارة العالية . واضاف ان الطائرة بمواصفاتها اليوم ملائمة تماما لأجواء دبي الحارة وتتمتع بمواصفات عالية من حيث الكفاءة واستهلاك الوقود .
و من جهته يقول كريستوفر بكلي نائب الرئيس التنفيذي لشركة ايرباص في اوروبا وافريقيا وآسيا سنكون محبطين إذا لم نتمكن من إقناعهم بها .
وكانت طيران الامارات قد بدأت عملية التقييم منذ العام الماضي حين كشف تيم كلارك خلال مؤتمر « روتس » الذي عقد في شيكاغو العام الماضي ان الناقلة ستبدأ في العام 2015 اعادة تقييم كلتا الطائرتين وهما ايرباص 350 والبوينغ 787 لكن بشرط الحصول على تفاصيل اكثر عن اداء وفاعلية كل طائرة في الخدمة .
طلبية
وأشار إلى ان إلغاء طلبية ايه 1000-350 جاء بعد قيام شركة ايرباص بإجراء تغييرات هيكلية على الطائرة خلال السنوات الثلاث الماضية فهي طائرة مختلفة عن تلك التي طلبناها في السابق
وأضاف أخبرنا ايرباص اننا نريد عقدا جديدا بعدما شاهدنا التغييرات على الطائرة وهم لم يستجيبوا لذلك موضحا انه اكد للشركة استعداده لإعادة النظر مرة اخرى ومراجعة شروط العقد بالرغم من عزم بوينغ تصنيع طراز اكبر لدريم لاينر وهي 10-787 وهذا يعني اننا سنأخذ ذلك بعين الاعتبار.
وقال كلارك ان الطراز الاكبر من دريم لاينر وهو 10 لم يكن موجودا عندما وقعنا مع ايرباص على طلبية ايه 350 ووجودها اليوم يعني اننا نطلق منافسة لتقييم كلا الطرازين 1000-350 و 10 -787 وسنرى بعد ذلك الصفقة الافضل بالنسبة لنا ليس فقط من حيث الاسعار ولكن اقتصاديات التشغيل وعندها سنقرر متى وكم سنشتري .
وأوضح كلارك ان طائرة بوينغ 10-787 مداها اقصر لكنها اخف وزنا وهي فارغة من نظيرتها ايرباص 900-350 وهذه ميزة عند التقييم. ايرباص 350 مثلا بخزان وقـــود ممتلئ يمكنها ان تطير بدون توقف من الخليج الى نيويورك لكن طراز 10-787 ليس مصمما لذلك فهي مصممة لنقل نفس عدد الركاب ولكن لوجهات اقصر وهذا جيد لنا كما انها قد تكون اقل ثمنا لأنها اقل وزنا.
«ايه 350 » منظومة تكنولوجية متطورة
تمتاز الطائرة ايه 350 بمنظومة تكنولوجية عالية تتيح لها فاعلية كبيرة في استهلاك الوقــود إضافة إلى أعلى معايير السلامة .
ومنذ اعلان ايرباص عن هذه الطائرة حرصت الشركة المصنعة على ادخال احدث التطبيقات والمزايا الهندسية المحسّنة وإمكانية تحقيق تفاعل أكبر بين معدات قمرة القيادة والطيارين وتقليل أعبائهم وتحسين معايير السلامة والفعالية، إلى جانب المحافظة على المزايا التشغيلية المشتركة مع عائلة طائرات ايرباص.
وصممت قمرة القيادة بطائرة إيه 350 لتوفير التوازن الأفضل بين المزايا التشغيلية المشتركة لطائرات ايرباص وعملية دمج التقنيات الجديدة، وهما أمران أساسيان في فلسفة ايرباص في تصميم قمرة القيادة المثالية.
وتشمل قمرة القيادة أحدث التقنيات بينما تضمن في الوقت نفسه بقاء الطائرة ضمن عائلة طائرات إيرباص إيه 330 بمحافظتها على أحد أهم عناصر المزايا التشغيلية المشتركة وهي ميزة تقييم الطائرات ذات النوع الواحد .
وتتميز قمرة القيادة في إيه 350 الجديدة بعدد من المواصفات تشمل أدوات العرض التفاعلية المتوفرة في طائرة إيه 350 العملاقة. وتلعب شاشة العرض المتعددة الوظائف دورا أساسيا كأداة تحكم سهلة الاستخدام حيث يمكن للطيار الوصول إلى أدوات تنفيذ المهام من خلال قوائم ذات ترتيب حدسي بسيط، ما يسهّل عملية إدارة الرحلات الجوية بالنسبة للطيارين ويمنحهم مرونة أكبر.
«بوينغ 787 دريملاينر» عملاقة المدى الطويل
ستنقل طائرة 8-787 دريملاينر بين 210 و250 راكباً لمسافات تتراوح ما بين 14200 إلى 15200 كيلومتر بينما تستطيع 9-787 دريملاينر نقل ما بين 250 و290 راكبا لمسافات تتراوح بين 14800 إلى 15750 كيلومترا.
وبالإضافة إلى توفيرها خصائص الطائرات العملاقة في الطائرات المتوسطة الحجم كمثل المدى الطويل، ستمنح 787 شركات الطيران فعالية لا مثيل لها في استهلاك الوقود، الأمر الذي يمنحها أداء بيئياً ممتازاً.
وستستخدم الطائرة كمية وقود أقل بعشرين في المائة من الطائرات الحديثة ذات الحجم المماثل المستخدمة لنفس الأغراض. وهي ستطير بسرعات تماثل سرعات أسرع الطائرات ذات الهيكل العريض الحالية، أي بسرعة ماك 0.85. وستستفيد شركات الطيران أيضاً من سعة الشحن الأكبر في الطائرة لتعزز إيراداتها.
وسيلحظ الركاب التحسينات التي أدخلت على الطائرة الجديدة والتي من ضمنها الأجواء الداخلية للطائرة التي أصبحت أعلى رطوبة فضلاً عن التجهيزات الجديدة التي تعزز مستويات الراحة والعملية.
يرجع هذا الأداء غير العادي في المقام الأول إلى مجموعة من التقنيات الجديدة التي تعمل بوينغ وفريق التطوير العالمي على تطويرها.
وقد أعلنت بوينغ أن ما يصل إلى 50 في المائة من الهيكل الأساسي لطائرة 787، بما في ذلك جسم الطائرة وأجنحتها، سيصنع من مواد مركبة.
مساهمة
برنامج إيرباص 380
تعتبر طيران الإمارات، بطلبيتها المكونة من 140 طائرة إيرباص A380، أكبر مشتر لهذا الطراز العملاق من الطائرات، حيث تستأثر بأكثر من 40% من إجمالي الطلبيات المؤكدة عليها. وخلال عام 2013، سلمت إيرباص 13 طائرة A380 لطيران الإمارات، ما يعادل 50% من إجمالي عدد الطائرات من نفس الطراز التي تم تسليمها في ذلك العام.
وتقدر إيرباص أن طلبيات طيران الإمارات من الطائرة A380 تدعم 41 ألف فرصة عمل بصورة مباشرة وغير مباشرة في أوروبا.
وينقسم نحو 70% من فرص العمل هذه بالتساوي بين ألمانيا وفرنسا، في حين تستأثر المملكة المتحدة بنسبة 17%، والـ 5000 فرصة الباقية لإسبانيا. وتندرج فرص العمل هذه ضمن الفئة التي تتطلب مهارات عالية ولها تأثيرات عالية القيمة في سلسلة عملية الإنتاج، وبالتالي فإن تأثيراتها الاقتصادية الإيجابية كبيرة في الدول المصنعة.
صفقات
47 ملياراً قيمة طلبية طيران الإمارات من بوينغ
اشترت طيران الامارات من شركة بوينغ الأميركية 151 طائرة خلال الفترة من 2002-2-12 قيمتها 47 مليار دولار. وحتى اليوم هناك طلبية تقدر ب 73 طائرة من طراز بوينغ بقيمة 23 مليار دولار . اضافة الى الطلبية الجديدة من طراز 777 اكس والتي وقعتها الناقلة في العام 2013 .
تعد طيران الامارات اكبر ناقلة عاملة على الوجهات الأميركية الاماراتية وهي توفر يوميا اكثر من 3 آلاف مقعد الى 7 وجهات داخل الولايات المتحدة.
ويعد تصدير الطائرات التجارية اكبر قطاع حيث قدرت وزارة التجارة الأميركية مبيعات أميركا للامارات في العام الماضي ب 6.44 مليارات دولار ويضاف الى ذلك تصدير المحركات النفاثة للطائرات التجارية فالامارات مثلا التي تشغل 31 طائرة من طراز إيرباص 380 استوردت محركات من طراز جنرال إلكتريك لهذه الطائرات بما قيمته مليار دولار خلال الفترة من 2007-2012 .