ترجع مكانة ألمانيا كوجهة عالمية للرعاية الصحية إلى توليفتها الرائعة التي تجمع من خلالها بين العلوم والبحث العلمي والصناعة والطب العلاجي المتطور. فالكثير من عياداتها الشهيرة وأطبائها الكبار مؤهلون على أعلى مستوى للتعامل مع الضيوف من المرضى الأجانب والعناية بهم على أكمل وجه. كما تقدم ألمانيا العديد من الخدمات الطبية بأسعار معقولة خاصة عند مقارنتها مع البلدان التي تقدم خدمات طبية عالية الجودة. علاوة على ذلك تتميز ألمانيا أيضاً بظروف مناخية ومناظر طبيعية تساعد على استرجاع الصحة.
يتمتع النظام الصحي الألماني بسمعة طيبة في الخارج، حيث تمثل علامة “الطب في ألمانيا” الميزة الأساسية للجودة العالية في كافة أنحاء العالم من ناحية الكفاءة الطبية والابتكار التكنولوجي والبنية التحتية والخدمات الموجهة بالأساس إلى العناية الشخصية بالمرضى. ويولي الأطباء في ألمانيا مسألة العناية برفاه المرضى بالغ الأهمية، ويستعملون خبرتهم الطويلة ليوفروا للمرضى أساليب علاجية شاملة. ويعود نجاح هذا المنهج إلى جودة التشخيص والعلاج الطبي وإلى التقنيات الجراحية العصرية والتنسيق مع الأخصائيين من الاختصاصات الأخرى المعنية وإلى التكنولوجيا الحديثة والأدوية الجديدة وإلى تطور البحث العلمي، وفوق كل شيء إلى الاحترام الفائق الذي يوليه الأطباء الألمان للمرضى الأجانب ولعائلاتهم، لاسيما الاهتمام الفائق بالمرضى الصغار، بحيث يترافق العلاج الحديث مع أجواء تضمن لهم الراحة التامة. كما تتوفر مرافق وخدمات تتناسب مع متطلبات المرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويستفيد المرضى الدوليون من طرق العلاج الحديثة التي تقدمها شبكة متكاملة من المستشفيات والعيادات والمتخصصين في مختلف المجالات الطبية. ويتم تطوير الأساليب والتقنيات العلاجية بصورة مستمرة وذلك بالاعتماد على أحدث الأبحاث والدراسات، حيث أنه من المعروف عن البيئة الطبية في ألمانيا مواصلتها الدائمة للبحث العلمي. وتُتيح العيادات الألمانية خدمات مُصممة خصيصاً لتلبية احتياجات المرضى الدوليين، بما فيها الخدمات المخصصة للمرضى القادمين من منطقة الخليج العربي، والتي تراعي الجوانب الثقافية للمريض، وتجعل المرضى وأقربائهم يشعرون في ألمانيا وكأنهم في أوطانهم.
ويمكن القول إن هناك الكثير من المدن الألمانية التي تحولت إلى مراكز طبية تستقطب المرضى من جميع أنحاء العالم. فعلى سبيل المثال، سيجد المرء في العاصمة الألمانية برلين عروضاً ممتازة، بدءاً من المنتجعات الصحية وواحات الاستجمام وحتى أبرز المستشفيات الحديثة والمراكز الطبية المختصة العريقة. فهذه المدينة توفر لضيوفها توليفة متكاملة من الاختصاصات الطبية والخدمات الصحية بالإضافة إلى أجواء تساعد على استعادة الصحة. ويوجد في برلين أفضل الخبراء المتخصصين على مستوى جميع المجالات الطبية ومستشفيات ومصحات وعيادات ذات شهرة عالمية، مثل مركز أمراض القلب الألماني ومستشفى شاريتيه الجامعي، ومؤسسة فيفانتيس الطبية الدولية. ولدى الكثير من المستشفيات مراكز للخدمات دولية تنكب أساساً على تلبية احتياجات المرضى الأجانب، وذلك من خلال تقديم أعلى مستويات العلاج الطبي في ألمانيا. وبالإضافة إلى المؤهلات الطبية الرفيعة، توفر مدينة برلين خدمات مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات ومتطلبات المرضى الأجانب وتقدم لهم عروضاً فريدة تجمع بين التوجيه الصحي والاستجمام والمنتجعات الصحية وبرامج العناية بالجمال والعلاج التجميلي، وذلك دون نسيان روح المدينة الذي يساعد على الراحة والاسترخاء.
وتمثل هامبورغ أيضاً وجهة متميزة للرعاية الصحية. فهذه المدينة الجميلة المضيافة الواقعة في شمال ألمانيا، والتي تشتهر بمينائها، تقدم عرضاً رائعاً ليس فقط للباحثين عن الاسترخاء، بل أيضاً لكل من يرغب بإجراء تشخيص سريع ومختص وشامل أو من يبحث عن عناية طبية على أعلى مستوى علمي في العالم. ففي عاصمة نهر الإلبه هذه يجد الضيوف طيفاً من العروض الموثوقة.
واليوم، لدى هامبورغ، التي يبلغ عدد سكانها 1,8 مليون نسمة، حوالي 5 آلاف طبيب و20 ألف عامل في المجال الطبي فضلاً عن أكثر من 50 مستشفى معتمد في مجالات تخصص مختلفة. ويشمل ذلك مستشفيات دينية صغيرة كتلك التي تتمتع بسمعة جيدة جداً في مجال أمراض القلب والطب الباطني، والمراكز المتخصصة في علاج أمراض العظام والإصابات فضلاً عن مستشفى جامعي معروف عالمياً بأعلى مستويات الرعاية، يمكن أن يوفر كافة العلاجات بما في ذلك العمليات المعقدة والنادرة جداً. ففي هامبورغ يجد كل ما يعاني من مشكلة صحية المتخصص المناسب الذي يمكنه أن يقدم له رعاية طبية على مستوى عالمي.
ومن بين المعاني التي تعكسها عبارة “طب على أعلى مستوى” في هامبورغ هو التوصل إلى معارف ونتائج جديدة عبر الأبحاث في مجال الأدوية والتكنولوجيا الحيوية والتكنولوجيا الطبية وتوفيرها بأسرع ما يمكن وببساطة لخدمة المرضى. وفي نفس الوقت، فإن المرضى في ألمانيا وفي كافة أنحاء العالم يضعون دوماً ثقتهم في الجودة المعتمدة للعلاج الطبي في المستشفيات التي يختارونها. وبالتالي، يتم بانتظام نشر الإحصائيات المتعلقة بجودة المستشفيات الألمانية بما يضمن الشفافية والتوجه. ومن أشهر المستشفيات والعيادات والمراكز الطبية في هامبورغ نذكر: مركز الطب الوقائي، مستشفى آغابلسيون، مركز القلب الجامعي، مركز القلب والأوعية الدموية في مستشفى ألبرتينن، مستشفى هيليوس إيندو هامبورغ، مركز أورتو في مستشفى شون، مستشفى الحوادث، مستشفى هامبورغ-إبندورف الجامعي وغيرها.
كما تعتبر دوسلدورف وجهة سياحة علاجية معروفة، يأتي في مقدمة مستشفياتها ومراكز الطبية مستشفى دوسلدورف الجامعي الذي يمثل قمة التفوق الدولي في رعاية الأمراض والبحوث والتعليم. فهو يتألف من 34 عيادة وأكثر من 30 معهداً، كما يعمل فيه ما يقرب من 6000 موظف. وتشتمل تخصصاته على الأورام مع أمراض الدم وزرع الخلايا الجذعية، جراحة المخ والأعصاب، الأمراض العصبية وأمراض النساء والتوليد، الكبد، زرع الكلى، جراحة القلب وكذلك جراحة الأطفال وأمراض سرطان الأطفال.