يعمد الإعلام الرسمي الأردني طوال الـ 48 ساعة الماضية التوسع في التحدث عن أنشطة عسكرية في الأراضي السورية المحاذية لحدوده بالتزامن مع تفقد مستشار العاهل الأردني العسكري رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول ركن مشعل الزبن لقوات الجيش على الحدود، وتزامنا ذلك أيضا مع الضغط الشعبي على الحكومة الأردنية ودعوتها للتوغل داخل الأراضي السورية بعد أن باتت منطقة الرمثا الأردنية في مرمى الصواريخ السورية يوميا. الحديث عن توسع الأنشطة العسكرية السورية على الحدود الأردنية يتزامن أيضا مع اجتماعات عسكرية بدأت أمس في مقر السفارة الأمريكية في عمان، وسبق ذلك تقديم كل الدعم اللوجستي لغرفة العمليات الدولية المشتركة في الأردن. المعلومات التي حصلت عليها «عكاظ» تؤكد أن الأردن سيستخدم القذائف الصاروخية التي تسقط يوميا على مدينة الرمثا الحدودية وتصيب مواطنيه وتعرضهم للخطر بعد سقوط قتيل وجرحى في الطلب من مجلس الأمن الموافقة على إقامة هذه المنطقة. ووفقا للمرجعيات السياسية الأردنية فإن ملفات متعددة أجبرت عمان على التفكير بالمنطقة العازلة، أولها حماية المدن والقرى المحاذية للحدود من أي تهديد، والسبب الثاني هو محاولة الحد من تدفق اللاجئين إلى الداخل الأردني وإنشاء مخيمات لهم داخل حدود دولتهم ضمن المنطقة العازلة، أما الثالث فهو مواصلة تدريب المعارضة السورية التي يفترض أنها ستقاتل “داعش”. عمان التي بدأت تحركات دبلوماسية لإنجاز قرار المنطقة العازلة تواجه محليا معارضة برلمانية لإقامة مثل هذه المنطقة، ويرى النائب ذو الخلفية العسكرية الواسعة محمد فلاح العبادي أن تأمين الحدود عبر منطقة عازلة أمر وارد، لكنه يتساءل ما هي خطورة ذلك على الأردن؟
حيث يعتبر العبادي أن سقوط القذائف الأخيرة على الرمثا ليس مبررا كافيا، فالقذائف تنطلق بشكل عشوائي وخاطئ وخارج السيطرة بعض الأحيان. ويقول النائب العبادي: القضية ليست بالسهولة التي يراها البعض، فالخروج إلى ما بعد الحدود الأردنية يعني الدخول الفعلي في الحرب وبدء التوسع.
ويرفع العبادي من خطورة المنطقة العازلة بسبب وجود مناطق مأهولة بالسكان في الجانب السوري من الحدود أي أنها ليست منطقة مفرغة من السكان.