طوني رزق
بقي اليورو صامداً فوق مستوى 1,10 دولار على رغم كلّ التوقعات والضغوط النزولية التي تعرّض لها من مختلف الجهات داخل أوروبا وخارجها وعلى رأسها التباطؤ الاقتصادي في منطقة اليورو والازمة المالية اليونانية الحادة وموضوع رفع أسعار الفائدة الاميركية مع التأكيد على الأثر القوي لسياسات التحفيز الاقتصادي التي اعتمدها البنك المركزي الاوروبي بعد طول تردّد وحَذَر. غير أنّ اليرو حافظ على حدٍّ أدنى من الصمود وبقي يشكل العملة الثانية المعتمَدة عالمياً في تكوين الاحتياطيات الوطنية في البنوك المركزية في مختلف أنحاء العالم وذلك مباشرة بعد الدولار الاميركي.
وما زال اليورو يتمتع بسعر يفوق سعر الدولار الاميركي بعشرة في المئة أقله. وتدور أسوأ التوقعات حول إمكانية تراجعه الى مستوى الدولار الواحد. وبذلك تكون أوروبا وفي مقدمتها ألمانيا تمكنت من الحفاظ على قوة اليورو الى حدٍّ ما وخصوصاً أنّ هذه المنطقة المعروفة بمنطقة اليورو مرت بأسوأ أيامها أخيراً.
ومع تمسّك ألمانيا باليورو عملة نهائية لاوروبا واستبعاد أيّ إمكانية لاعادة النظر في هذه العملة التي أُطلقت في العام 1999 إتّجه عددٌ من المحللين نحو تركيز القلق على اوروبا ذاتها وعلى مدى إمكانية صمود الاتحاد الاوروبي على خلفية الازمة في اليونان وإمكانية انتقال العدوى اليونانية الى دول اوروبية أخرى وخصوصاً دول الاطراف حيث إنّ إبداءَ ألمانيا تحديداً أخيراً انتقادات لاذعة لليونان أعطت إشارات للاسواق العالمية عن احتمال التخلّي عن اليونان كعضو في الاتحاد الاوروبي. ومن هنا نشأت المخاوف الجديدة من إمكانية تكرار ما سوف يحدث لليونان مع دول اوروبية أخرى ما يؤدّي الى زعزعة هذا الاتحاد الاوروبي نفسه.
حيث إنّ سقوط اليونان مالياً واستبعادها من الاتحاد الاوروبي له تداعياته وآثاره السلبية في اسواق المال وعلى اليورو وبالتالي على اقتصاديات الدول الضعيفة في هذا الاتحاد والتي لن يمكنها الصمود مطوَّلاً دون مساعدات وشروط قاسية من الدائنين وعلى رأسهم صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الاوروبي.
إتجاهات الاسواق المالية
بلغ حجم التداولات في بورصة بيروت الرسمية 74486 سهماً قيمتها 722710 دولارات وجرى تبادل 21 عملية بيع وشراء تناولت ستة اسهم تراجع منها ثلاثة واستقرّ سعر ثلاثة أخرى.
وانخفض سعر اسهم سوليدير الفئة (أ) بنسبة 0,08 في المئة الى 11,49 دولاراً والفئة (ب) بنسبة 0,17 في المئة الى 11,40 دولاراً وتراجع سعر اسهم بنك عودة فئة (GDR) 2,25 في المئة الى 6,06 دولارات. واستقرت اسهم بنك بلوم وبنك بيبلوس العادية على 9,75 دولارات و7,8 دولارات واسهم بيبلوس (2008) على 100 دولار.
وفي اسواق الصرف العالمية تراوحت اسعار اليورو حول مستوى 1,1095 دولار بارتفاع 0,11 في المئة كما زاد الجنيه الاسترليني 0,13 في المئة الى 1,5627 دولار وانخفض الدولار بنسبة 0,08 في المئة الى 122,94 يناً.
وانخفضت اسعار النفط الاميركي بنسبة 0,67 في المئة الى 56,55 دولاراً للبرميل كما تراجع سعر نفط برنت الخام بنسبة 0,72 في المئة الى 61,62 دولاراً للبرميل وجاء ذلك مع ارتفاع المخزونات النفطية الاميركية.
وارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0,35 في المئة الى 1167,60 دولاراً للاونصة كما زاد سعر الفضة بنسبة 0,44 في المئة الى 15,67 دولاراً للاونصة. وكانت بيانات الوظائف الاميركية شكلت ضغطاً على أسعار الذهب مع زيادة احتمالات رفع أسعار الفائدة الاميركية.
وفي بورصات الاسهم العالمية فتحت بورصة وول ستريت الاميركية على تراجع مع ترقب ما سوف يحدث في اليونان فانخفض مؤشر داو جونز بنسبة 0,16 في المئة الى 17730,11 نقطة وتراجع مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0,03 في المئة الى 2076,78 نقطة.
وارتفع مؤشر داكس الالماني بنسبة 0,03 في المئة الى 11102,50 نقطة وتراجع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0,41 في المئة الى 4815,84 نقطة وتراجع مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0,41 في المئة الى 6603,04 نقاط.
وفي آسيا ارتفع مؤشر نيكي الياباني بنسبة 0,08 في المئة الى 20535,79 نقطة لكنّ مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ تراجع بنسبة 0,83 في المئة الى 26064,11 نقطة وسجلت بورصة الصين تراجعاً قوياً مع انخفاض مؤشر شانغهاي 5,84 في المئة الى 3684,36 نقطة.