في ظل واقع جديد يعيشه اليونان، ويحاول مواطنوه التأقلم معه نتيجة الأزمة الاقتصادية الشديدة التي تعاني منها الدولة الأوروبية، تشكل مسألة غياب السيولة من أغلب أجهزة الصراف الآلي، معضلة حقيقية أمام السائحين المتجهين إلى الجزر اليونانية.
وقالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، إن عدداً كبيراً من السائحين، ممن أجروا حجوزات سابقة لقضاء الإجازة الصيفية باليونان، يواجهون العديد من التحديات، وعلى رأسها ضرورة أن يحملوا أموالهم نقداً للتعامل داخل الدولة، لأن بطاقات الائتمان أصبحت غير مقبولة تقريباً لدى بعض الأماكن، وحتى عدد من محطات الوقود والمطاعم.
وتابعت أن تحذيرات عديدة أطلقتها شركات سياحية لعملائها بضرورة حمل كمية كافية من النقود، وعدم الاعتماد على بطاقات الائتمان، كما نصح المستشار البريطاني لوزير الخزانة جورج أوزبورن، السياح البريطانيين ليأخذوا معهم كل النقود التي سوف تطلبها رحلتهم، بالإضافة إلى أموال إضافية لحالات الطوارئ.
وأضافت الصحيفة أنه في ظل هذه الدعوات، فإن توفير “الكاش” للسياح لا يعد التحدي الوحيد أمامهم، وإنما تأمينه ضد السرقة داخل اليونان هو تحدٍ أكبر. إذ تغلق البنوك اليونانية طوال الأسبوع، كما أصبح الحد الأقصى للسحب من أجهزة الصرافة الآلية 60 يورو لأهل البلد، ولا ينطبق على الأجانب. إلا أن التزايد الكبير على السحب من أجهزة الصرافة الآلية أدى إلى نفاد الأموال من بعضها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل توقعات بتزايد المظاهرات، فإن وسائل النقل ربما تتأثر سلباً، نتيجة إضرابات محتملة، ومع وجود أعداد من الحشود بالشوارع، فإن احتمالات التعرض للسرقة أعلى، ولذا، فإن المعضلة بين أن يحمل السائح أموالاً (كاش)، وأن يؤمنها في نفس الوقت، تثير مخاوف عديدة لدى مختلف السائحين من أصحاب الحجوزات المسبقة باليونان.
وتابعت الصحيفة البريطانية، أنه في ظل هذه الظروف، لا يستطيع السائح إلغاء حجزه، وذلك لأن شركات التأمين لا تقبل رد الأموال، إلا أنه على جانب آخر، فإن تركز أغلب الاحتجاجات والاضطرابات داخل أثينا العاصمة، فيما تعد الجزر هي المناطق السياحية شعبية، مثل كريت ورودس وكورفو، أمراً يعطي شكلاً من أشكال تخفيض المخاطر على السائحين.
وأضافت أنه بالنظر إلى الأسعار داخل الجزر، فإن وجبة لأربعة أفراد، شاملة المشروبات، تكلف نحو 50 يورو في جزيرة كريت، و66 يورو في جزيرة كورفو، فيما تقدر تكلفة الرحلات والتنزه في الجولات بين الجزر نحو 1200 يورو، خلال عطلة لمدة أسبوعين.