عكفَ “التيار الوطني الحر” على وضع اللمسات الأخيرة على خطة تحرّكِه على الأرض، وانعقدَت لهذه الغاية سِلسلةُ اجتماعات تنسيقية في كلّ المناطق، من الكورة شمالاً إلى جزّين جنوباً، إضافةً إلى الاجتماعات التي شهدَها المقرّ الرئيسي لـ”التيار” في سنتر ميرنا الشالوحي وفي الرابية.
وأكّدَت مصادر “التيار” لصحيفة “الجمهورية” أنّ تحرّكاته ستَشمل “أهدافاً معيّنة ومحدّدة بدقّة، ولها وقعٌ استراتيجي مؤلِم”، متحدّثةً عن “ضرَبات موجعة”.
وفيما وصلت مساء الخميس رسائل نصّية إلى الناشطين في “التيار” تدعو إلى التجَمّع في هيئات الأقضية من أجل التحرّك، كشفَت مصادر “التيار” لـ”الجمهورية” أنّ هذه التحرّكات ستنطلق ابتداءً مِن اليوم وعلى كلّ الأراضي اللبنانية. ونبَّهَت إلى “أنّ أيّ تحرّك سيَحدث هو بداية وليس النهاية”، مؤكّدةً “أنّنا لن نقبلَ بأن يُخرجَنا أحدٌ مِن المعادلة”.
وذكرت “الجمهورية” أنّ “التيار” سيتحرّك اليوم في مواكب سيّارة ستجوب الأقضية المسيحيّة بغيةَ شَدّ العصب والتحضير للتحرّك الأساسي الخميس بعد جلسةِ مجلس الوزراء، عِلماً أنّ الشكل النهائي للتحرّك لم يحسَم بعد في انتظار تحدّي الساعة صفر”.
ونفَت مصادر في “التيار” كلَّ “السيناريوهات التي تتحدّث عن قطعِ طرُق في الشمال وجبل لبنان، أو التحرّك بقاعاً”، لافتةً إلى أنّ “كلّ شيء وارد، لكن حتّى الجمهور العوني الذي سيتحرّك لم يَعرف بعد طبيعة الاعتراض الشعبي وشكله، والأمور متروكة للَحظتِها”.
وأكّدَت المصادر “أنّ حركة “التيار” ستكون سِلميّة وديموقراطية وتحت سقف القانون، مستبعدةً تنظيمَ تظاهرةٍ ضخمة في مكان واحد، لأنّ كلّ الاحتمالات مفتوحة وهناك مفاجآت”.
صحيفة “المستقبل” نقلت عن معلومات متقاطعة أنّ الحشد الشعبي العوني المرتقب في مواجهة الحكومة سينزل إلى الشارع غداً بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء، بعدما اكتملت التحضيرات لذلك على خط الرابية من خلال سلسلة لقاءات عقدها عون مع المسؤولين في “التيار الوطني الحر” وخلصت إلى تجييش المناصرين في مختلف المناطق للمشاركة في التحرك الموعود تحت عناوين قالت الصحيفة انها تحاكي العصبيات الطائفية وتم تعميمها سواءً في الخطابات والاجتماعات الحزبية أو عبر مناشير وملصقات برتقالية جرى توزيعها مناطقياً باسم التيار الوطني الحر وجاء فيها: من أجل استرجاع الحقوق، من أجل الحفاظ على الوجود والبقاء في أرضنا، ندعوكم إلى تلبية نداء دولة الرئيس العماد ميشال عون بالاستعداد للنزول إلى الشارع.
من جهتها، اشارت صحيفة “النهار” الى ان اجتماعاً لوزراء “تكتل الاصلاح والتغيير” و”حزب الله” سيعقد اليوم قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء غداً لتوحيد الموقف من الجلسة وجدول أعمالها وآلية عمل الحكومة.
كما عقد مسؤولو “التيار الوطني الحر” اجتماعاً مساء الثلاثاء في الرابية لعرض نتائج الاتصالات التي نشطت طوال النهار، وتم تقويم التحرك والتجاوب الذي يحصل في كل المناطق والقطاعات، ووضع تصور للتحركات التي ستجرى والتحضيرات، وباكورتها ستكون اليوم بعد الظهر في مواكب سيارة لمناصري التيار في المناطق. ويؤثر مسؤولو التيار ابقاء تحركاتهم طَي الكتمان لتكون عنصر مفاجأة للجميع، مع التشديد على سلميتها، وانتظار الضوء الأخضر من العماد عون للتحرك وفقاً لما تقتضيه الحاجة.
أما صحيفة “الجمهورية”، فذكرت أنّ “الجيش اتّخَذ قراراً واضحاً وحازماً، إذ سيَحمي التظاهرات إذا تمَّت بطريقة سِلمية وحضارية، لأنّ الجيش هو حامي الدستور والشعب الذي يَسمح للجميع بالتحرّك تحت سقف القانون، لكن من جهة ثانية لن يسمحَ بالاعتداء على أملاك المواطنين والمرافق العامّة وتعكير صفو الأمن وقطع الطرق على الناس، ولن يسمحَ بالصدام في الشارع بين المواطنين، وكذلك لن يسمحَ بالاقتراب من الخطوط والمناطق الحساسة لكي لا يتطوّر الموقف ويتّجه نحو صدامات قد تؤدّي إلى حرب أهليّة”.