بدت مصادر بارزة في “تيار المستقبل” عبر “الراي” الكويتية حريصة على مقاربة الاندفاعة الحالية للعماد ميشال عون بـ “دراية”. ربما لا تريد “فتح النار” عليه تفادياً للمساهمة في تذخير معركته، وخصوصاً ان هذه المصادر عبّرت عن شكوك في إمكان نجاح زعيم “التيار الوطني الحر” في تجييش المسيحيين في المعركة الخطأ وفي مواجهة الجهة الخطأ، اي “تيار المستقبل” ورئيس الحكومة تمام سلام، او السنّة باللغة الدارجة.
وقالت هذه المصادر لصحيفة “الراي” إن المواقف الاخيرة لعون تعبّر عن “خطاب غريب لن ينجح عبره في التعمية على الحقائق، فمشكلة الجنرال ليست معنا وكان في إمكانه أن يكون الآن رئيساً سابقاً للجمهورية لو ارتضى أن يكون في العام 2005 في الموقع الوسط”، مشيرة الى أنه “عندما يقرّر عون الحفاظ على حقوق المسيحيين، عليه استرداد المديرية العامة للامن العام بإقناع حليفه حزب الله بإعادتها كموقع ماروني”.
ورغم تَوجُّس تلك المصادر من الخطوة غير المحسوبة في تلويح عون بالنزول الى الشارع او ربما وجود “قطبة مخفية” خلف هذا التصعيد غير المبرر، فإنها اعتبرت “أن الجنرال في تهديده للحكومة يظنّ أنه يُمْسِكنا من اليد التي توجعنا في لعبة ابتزازٍ مكشوفة”، لافتة الى أن “الحكومة حاجة للجميع، لنا ولسوانا، وتالياً لن يكون في الامكان دفعنا الى تقديم تنازلات لم نقدّمها اصلاً حين استُخدمت ضدنا أساليب اكثر شراسة كالاغتيالات مثلاً”.
وحرصت المصادر البارزة في “المستقبل” على القول مجدداً أنه “عندما طُرح علينا امكان تعيين صهر عون العميد شامل روكز قائداً للجيش، كان موقفنا واضحاً بأن أولى الاولويات هي لانتخاب رئيس للجمهورية، وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة، ومن ثم نناقش مسألة تعيين قائد للجيش، اضافة الى أن لا فيتو من قبلنا على العميد روكز المعروف بمناقبيته وكفاءته”، مؤكدة “اننا لا نملك خطابين، فنحن اهل الطائف والاعتدال والمناصفة والمؤسسات والاقتصاد المتعافي”.