أفاد تقرير دولى نشرت نتائجه أمس الثلاثاء أن تعظيم كفاءة استخدام الطاقة والاستثمارات في المدن الصديقة للبيئة من بين عشرة اجراءات يمكن ان تساعد في ابطاء معدلات ارتفاع حرارة الأرض على مستوى العالم مع زيادة النمو الاقتصادي.
وقال التقرير إن تحقيق هذه الاجراءات كاملة قد يحقق خفض الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري بنسبة تتراوح بين 59 و96 في المئة بحلول عام 2030، وذلك للابقاء على درجة حرارة العالم دون الحد الاقصى الذي حددته الامم المتحدة وهو درجتان مئويتان فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعية.
وقال فيليبي كالديرون، الرئيس السابق للمكسيك الذي يرأس اللجنة العالمية الخاصة بشأن الاقتصاد والمناخ، متحدثا عن الاجراءات العشرة «حددنا بعضا من أبرز الفرص الواعدة.» وأضاف في معرض حديثه عن التقرير الذي تولى وضعه رؤساء حكومات وعدد من كبار رجال الاعمال وخبراء الاقتصاد وغيرهم «أكثر الاجراءات التي تدر ارباحا .. كفاءة الطاقة».
وحث التقرير مجموعة العشرين، التي تضم أكبر الهياكل الاقتصادية في العالم، على وضع معايير عالية لكفاءة استخدام الطاقة عالميا في قطاعات مثل الأنارة والمركبات والمباني. واشار إلى ان وضع قيود على الفائض من الطاقة قد يؤدي إلى زيادة الانتاج الاقتصادي العالمي إلى نحو 18 تريليون دولار بحلول عام 2035.
وقال التقرير ان استتثمارات المدن في وسائل النقل العام الصديقة للبيئة، واستخدام المواد العازلة في البناء، وتحسين ادارة المخلفات، قد يسهم في خفض الانبعاثات الغازية وتلوث الجو، مع تحقيق وفورات تصل إلى 16.6 تريليون دولار بحلول عام 2050 .
وقالت اللجنة العام الماضي ان السعي لمكافحة تغير المناخ، ولا سيما التحول من الوقود الحفري (الفحم والنفط والغاز) إلى الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، قد يؤدي إلى زيادة النمو الاقتصادي وليس العكس كما تخشى حكومات كثيرة.
وبخلاف كفاءة الطاقة والمدن الصديقة للبيئة أوصى التقرير بمزيد من التركيز على الغابات، والاستثمار في الطاقة النظيفة، وتسعير الكربون، والبنية التحتية، والابتكار في مجال خفض الكربون، ووضع ضوابط على الانبعاثات الغازية الناجمة عن السفن والطائرات، مع تقييد انطلاق الكلوروفلوروكربونات وهي اقوى الانبعاثات الغازية.
ودعا التقرير إلى تكثيف الجهود الحكومية قبل قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ التي تعقد في باريس في ديسمبر/كانون الاول المقبل، التي ستسعى للتوصل إلى اتفاق عالمي لخفض الانبعاثات.