Site icon IMLebanon

الصناعة اللبنانية أمام تجربة التأقلم مع شروط أميركية جديدة للتصدير

 

 

 

مواصفات جديدة في معايير السلامة الغذائية المطلوبة للتصدير الى الولايات المتحدة تدخل حيز التنفيذ مطلع الشهر المقبل. ما هي هذه التعديلات؟ وما مدى جهوزية الصناعة اللبنانية وقدرتها على الالتزام بهذه المعايير؟

هدفت ورشة العمل التي أقيمت أمس في وزارة الصناعة لمناقشة سبل تطبيق معايير السلامة الغذائية المطلوبة للتصدير إلى الولايات المتحدة الأميركية بحسب القانون الاميركي الجديد Food Safety Modernization Act FSMA الذي يدخل حيّز التنفيذ في شهر آب المقبل.

وشدد المدير العام لوزارة الصناعة داني جدعون الذي افتتح الورشة على ضرورة اشراك المعنيين بالمعلومات المفيدة، وبتبادل الخبرات، تمهيداً لتعزيز قدرات الصناعيين التصديرية الى سوق الولايات المتحدة، وتفادياً لأي عوائق أو مستجدّات يمكن تفاديها بمجرد حسن تطبيق المراسيم التطبيقية لمعايير السلامة الغذائية الواردة في القانون الجديد.

إثر اللقاء، أوضح نائب رئيس جمعية الصناعيين جورج نصراوي لـ«الجمهورية»، ان الاميركيين أضافوا على شروط سلامة الغذاء لديهم ما يعرف بـ«FSMA» وهو برنامج متشدد في سلامة الغذاء سيطبق على كل دول العالم وليس فقط لبنان. ولفت الى ان ما يميز هذا البرنامج الجديد التشدد الزائد في الفحوصات والمراقبة على البضاعة.

وأكد نصراوي أن العمل بالقانون الجديد يبدأ في شهر آب المقبل، انما الجانب الاميركي أعطى فترة سماح للمصانع حتى تتمكن من البدء بتطبيق هذه المعايير، وهي تتراوح بالنسبة الى المعامل الكبيرة ما بين سنة الى السنتين، أما فترة سماح المعامل الصغيرة فيمكن ان تمتد الى نحو ثلاث سنوات.

وأوضح أن الفحوصات المطلوبة اليوم هي فحوصات FDA وكل الصناعيين يعرفونها انما الجديد تشدد أكثر في الفحوصات المخبرية خصوصاً فحص «السلمونيللا» وكل الفحوصات التي تقيس نسبة البكتيريا التي تظهر في المنتجات. كذلك في برنامج «FSMA» الجديد يحق للاميركيين زيارة المعامل اللبنانية المصنعة بهدف التشدد في مراقبة المنتج.

وعن مدى استعداد الصناعيين اللبنانيين للالتزام في هذه الشروط، قال: الصناعيون اللبنانيون الذين يصدّرون الى أميركا عادة يعرفون هذه الشروط، أما بالنسبة الى الصناعيين الجدد الذين يريدون البدء بالتصدير الى أميركا فإن جمعية الصناعيين والزملاء الصناعيين مستعدون لتقديم العون اللازم.

وعما اذا كانت هذه المواصفات ستزيد من الكلفة على الصناعي، قال: يفترض الا تزيد كلفة التشدد في المراقبة، باستثناء عند المعامل الصغيرة التي ستتكبد تكاليف اضافية لتحسين شروط ومواصفات المصنع كي يصبح في جهوزية تمكنه من التصدير الى اميركا.

ورداً على سؤال، اشار نصراوي الى أن الصناعات الغذائية هي الاكثر تصديراً الى أميركا لا سيما منها الطحينة الحلاوة المعلبات على أنواعها خصوصاً الحمص بالطحينة والباذنجان المتبل الكبيس على أنواعه الزيت والزيتون، الشرابات من ماء الزهر وماء الورد الى المكسرات والبهارات والبن. ولفت الى أن صادراتنا من الغذاء الى العالم ككل بلغت عام 2013 نحو 284 مليون دولار، وتضاعف هذا الرقم عام 2014، بحيث صدرنا بما قيمته 529 مليون دولار.

التشدد في المواصفات

وفي مقارنة بين المواصفات الاوروبية والاميركية قال نصراوي: المواصفات الاميركية والاوروبية متشابهة تقريباً وبالتشدد نفسه، انما هناك اختلاف في المصطلحات المستعملة.

اما عن المواصفات للدخول الى السوق الخليجي، فقال: ان العالم العربي ككل يتبع نظام «ساسو» التي تعتمده السعودية وهو شبيه بنظام «FDA».

وعما اذا كان ادخال البضائع الى لبنان هو الاسهل من حيث المواصفات والمعايير الموضوعة، قال: ان ادخال البضائع المستوردة الى لبنان يخضع لشروط ومعايير عالية ايضاً، انما المشكلة ان لبنان وقّع على اتفاقيات تجارية مع بعض الدول من دون ان يُعاد النظر بمتطلباتنا تجاه التصدير الى هذه الدول، اي اننا نسهل تصدير هذه الدول الى لبنان في المقابل يشدد الطرف الاخر على دخول منتجاتنا الى بلدانهم. إزاء ذلك، نطالب الدولة التشدد في هذا الاطار وإعادة النظر في الاتفاقات التجارية الموقعة مع مختلف البلدان كي نتمكن من المحافظة على قطاعاتنا الانتاجية.

وكان شارك في الورشة ممثلون عن وزارات الصناعة والزراعة والصحة العامة والاقتصاد والتجارة ومؤسسة المقاييس والمواصفات ومعهد البحوث الصناعية ومصلحة الأبحاث العلمية الزراعية والمجلس الوطني للبحوث العلمية واتحاد الغرف وجمعية الصناعيين اللبنانيين.