لم يكن خبر إعلان النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي تفكيره الإعتزال دولياً، سوى مؤشراً على الحال النفسية والمعنوية التي يمر بها اللاعب بعد خسارة منتخب بلاده المواجهة النهائية لبطولة “كوبا أميركا” أمام تشيلي بركلات الجزاء (1-4).
ويبدو أن ميسي غير قادر على تحمل الانتقادات التي وجهت إليه، واتهامه بالإخفاق في قيادة التانغو إلى منصات التتويج.
وعلى رغم تتويج ميسي بثلاثية تاريخية الموسم المنصرم مع فريقه برشلونة الإسباني، لكنه فشل مرة أخرى في التتويج بلقب كبير مع منتخب بلاده، إذ يعد هذا ثالث نهائي يخسره مع الأرجنتين بعد نهائي كوبا أميركا 2007 ونهائي كأس العالم في البرازيل 2014.
وفي حال قرر ميسي الإعتزال دولياً، فإنه ينسحب من منافسة الأسطورتين البرازيلي بيلية، والأرجنتيني مارادونا على عرش أفضل اللاعبين على مر التاريخ، على رغم أنه استطاع أن يقطع الشوط الأكبر باتجاه اعتلاء القمة، ويظل حصوله على لقب إحدى البطولات الكبرى العائق الأبرز أمامه من وجهة نظر النقاد.
ولم ينجح النجم الأرجنتيني في اقتناص الفرص السابقة مع منتخب بلاده، وبقيت أمامه فرصة واحدة، قبل أن ينتهي عمره الافتراضي مع التانغو، إذ بإمكانه حمل كأس العالم المقرر إقامتها في روسيا 2018، ليتم وضع اسمه إلى جوار الأسطورة دييغو مارادونا الذي قاد منتخب بلاده إلى لقبها العالمي الأخير في العام 1986 في مونديال المكسيك.
وكان تعاطف الاتحاد الأرجنتيني واضحاً مع اللاعب، إذ أكد رئيس الاتحاد لويس سيغورا أنه لا يتفهم الانتقادات الموجهة إلى ميسي، مشيراً إلى أنها في حال دفعت اللاعب إلى الاعتزال دولياً سيكون الوضع مؤسفاً.
وأضاف: “لا أتفهم من يشكك في ميسي، إنه ظلم بيّن. أتمنى ألا يسأم ميسي من الانتقادات، سيكون أمراً مؤسفاً إذا اعتزل اللعب دولياً”.
وقال سيغورا: “أنا متأكد أن عدم تتويج ميسي بأي لقب (مع المنتخب) يؤلمه بنفس القدر الذي تشعر به الجماهير، وهي أكثر من يعاني”.
من جانبه، قال ميسي على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” انه “لا يوجد ألم أكبر في كرة القدم من خسارة مباراة نهائية، لكني لا أريد أن يمر المزيد من الوقت من دون أن أوجه شكري لجميع من دعمنا دائماً وساندنا في الأوقات الصعبة”.
ورفض ميسي استلام جائزة أفضل لاعب في البطولة، لتسحبها اللجنة المنظمة، إذ بدا الحزن عليه واضحاً عقب خسارة فريقه بركلات الترجيح التي سجل هدف بلاده الوحيد فيها.