يعدّ طبق الفتوش من أهمّ الأطباق الرمضانية التي يصعب على أهالي طرابلس الاستغناء عنه خلال شهر رمضان، فبالرغم من تعدد الأطباق المقدّمة على موائد الإفطار، يبقى الفتوش الطبق اليوميّ الأكثر تداولا بين الطرابلسيين الذين يعتبرونه من أولويات موائد إفطارهم.
واللافت في هذه السنة، عدم تداول قصة غلاء الأسعار وإعراض المواطنين عن شراء الخضار والمكونات المستخدمة لإعداد الفتوش بكثرة، فمقارنة بين السنوات الماضية وتحديدا السنة الماضية وبين السنة الحالية، يسجّل فرق واضح في الأسعار وإقبال للمواطنين على شراء مكونات الفتوش من أسواق المدينة، حيث تجنب الكثير من أهالي المدينة خلال السنوات الماضية اعداد الفتوش بشكل يوميّ بسبب ارتفاع الأسعار وانخفاض مداخيلهم، وهناك أشخاص آخرون لم يتمكنوا حتى من اعداده طول الشهر الكريم.
يشهد سوق الخضار في طرابلس حركة ناشطة، ويعود هذا الأمر إنخفاض سعر الخضار بسبب منع تصديرها الى سوريا نتيجة إقفال المعابر البرية التي يدفع فيها التجار رسوما منخفضة, مقارنة مع النقل البحري الذي يعجز عنه هؤلاء، ممّا يدفعهم الى بيع محاصيلهم سريعا بأقل كلفة ممكنة، لتجنب كسادها.
يؤكد أبو وائل (أحد البائعين في أسواق طرابلس القديمة) على “التغيير الكبير الذي طرأ على السوق هذه السنة، حيث كانت تباع باقة البقدونس في العام الماضي بـ 1000 ليرة لبنانية أمّا اليوم فهي بـ 500 ليرة فقط”.
ولم يقتصر انخفاض الأسعار على البقدونس فحسب، فالخس الذي كان يصل سعره الى 1500 و2000 ليرة, أصبح يباع اليوم بـ 500 ليرة فقط, والبقلة( من1000 ليرة إلى 500 ليرة), والبندورة(من 1000 ليرة إلى 500 ليرة) والخيار(من 1000 إلى 500 ليرة)، إضافة الى ثبات أسعار البصل والفجل والحامض.
أمّا عن أسعار دبس الرّمان وزيت الزيتون المستخدمان في الفتوش، فسعهرهما ثابت، ويشير أبو ركان (أحد البائعين في السوق) الى” أن السعر يعود الى نوعية وجودة الزيوت والدبس، فالدبس الأصلي يباع بـ 25 ألف أمّا الدبس الحامض أي المغشوش فيباع الكيلو بـ 8 آلاف ليرة، أما زيت الزيتون فيباع الليتر والنصف من قارورة الزيت بسعر 10 آلاف ليرة تقريبًا”.