أظهر تقرير لوزارة الخارجية الإماراتية أمس أن القروض والمساعدات والمشاريع الإمارتية امتدت إلى 137 دولة وأن قيمتها بلغت حتى نهاية العام الماضي نحو 400 مليون درهم (109 مليار دولار).
وأوضح التقرير، الذي صدر بمناسبة يوم زايد للعمل الإنساني، الذي يصادف ذكرى رحيل مؤسس الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 19 رمضان، أن تلك المساعدات تم تقديمها من خلال 43 جهة حكومية ومؤسسة إنسانية وخيرية.
وشهدت الذكرى هذا العام إطلاق المزيد من المبادرات الإنسانية والخيرية الحيوية والنوعية من خلال آلاف الفعاليات الحكومية والشعبية التي تنظمها المؤسسات العامة والخاصة والأهلية.
وأشار التقرير إلى أن القروض والمنح والمساعدات التي قدمتها الإمارات للمشاريع التنموية امتدت إلى معظم أنحاء العالم وأن قيمتها بلغت نحو 82 مليار دولار، إضافة إلى نحو 27 مليار دولار تم تقديمها عن طريق المنظمات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ليصل مجموعها إلى نحو 109 مليارات دولار.
وأكد التقرير السنوي الرسمي للمساعدات الخارجية لدولة الإمارات أن حجم المساعدات بلغ مستويات قياسية في عام 2013 عند نحو 5.9 مليار دولار، لتحتل المرتبة الأولى عالميا على صعيد منح المساعدات الإنمائية الرسمية.
وأكد الشيخ حمدان بن زايد رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أن حجم المساعدات الإغاثية التي قدمتها الإمارات في عام 2013 كان الأعلى عالميا مقارنة بحجم الناتج المحلي الإجمالي، وأنه نتيجة طبيعية لغرس زايد الخير الذي كرس حياته لخدمة البشرية.
وذكر التقرير أن دولة الإمارات قامت خلال السنوات الماضية بالعديد من المبادرات الإنسانية التي تخدم وتعزز قدرات الملايين من البشر من الشرائح المستهدفة في العديد من الدول والمناطق الجغرافية المعزولة والساحات الملتهبة من ضحايا الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة والعنف والحروب والجوع والفقر والمرض والعوز.
وأظهر التقرير أن المؤسسات الحكومية والإنسانية الإماراتية قدمت مئات ملايين الدولارات لمساعدة الشعوب العربية في اليمن وسوريا ومصر والعراق والأراضي الفلسطينية، وشملت تقديم ملايين الأطنان من المواد الغذائية والدواء والحاجات الأساسية، مثل خدمات التعلين والصحة. وتناول التقرير تفاصيل المشاريع الانسانية في المناطق المحرومة، مثل توفير المياه وتقديم اللقاحات الطبية لمئات ملايين الأطفال.
كما أطلقت عشرات المشاريع لكسوة ملايين الأطفال الفقراء في العالم وتوفر المأوى والتعليم والرعاية الصحية والنفسية والتغذية لليتامى المحتاجين من ضحايا الفقر والنزاعات المسلحة. وذكر مبادرة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد لتطعيم الأطفال الباكستانيين تحت شعار “الصحة للجميع” وشملت تقديم 86 مليون جرعة تطعيم للأطفال ضد شلل الأطفال.
وأشار التقرير إلى أن مساعدات الإمارات من خلال المؤسسات الدولية بلغت أكثر من 27 مليار دولار حتى الآن، بينها المساهمات الكبيرة التي أعلنها الشيخ محمد بن زايد في مشروع مؤسسة بيل ومليندا غيتس لإيصال اللقاحات الحيوية للأطفال في في البلدان الفقيرة. كما أطلق الشيخ محمد بن زايد مبادرة بتقديم 120 مليون دولار لدعم الجهود العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال بحلول عام 2018.
وخلال العامين الماضيين بلغت مساعدات الإمارات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) نحو 118 مليون دولار، إضافة إلى المساعدات المباشرة للفلسطينيين في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. كما قمت مئات ملايين الدولارات لتخفيف الأزمة الإنسانية في كل من سوريا واليمن.
ويعد صندوق أبوظبي للتنمية من أبرز مؤسسات العون التنموي على مستوى العالم، حيث لم تقتصر القروض على الدول العربية فحسب بل امتدت لتطال دولا إفريقية وآسيوية حيث وصل عدد البلدان المستفيدة من الصندوق إلى 69 بلدا وبلغت القيمة الإمالية لمساعداته نحو 17 مليار دولار من خلال 400 مشروعا. وسجلت مساعدات الإمارات قفزة كبيرة في عام 2013 اتحتل المرتبة الأولى عالميا، بعد أن كانت تحتل المرتبة 19 في عام 2012.
وتقدر لجنة المساعدات الإغاثية التابعة لمنظمة التعاون والتنمية حجم المساعدات الخارجية التي قدمتها الإمارات منذ قيامها في 2 ديسمبر 1971 بأكثر تقديرات التقرير الإماراتي، حيث تقول إنها بلغت حتى عام 2010 نحو 163 مليار دولار، في شكل مساعدات وقروض ومنح لا ترد، إضافة إلى تقديم نحو 20 مليار دولار أخرى منذ ذلك الحين.
وتشير البيانات إلى أن هيئة الهلال الأحمر قدمت خلال 30 عاما حتى نهاية عام 2013 نحو 2.2 مليار دولار في 100 دولة، فيما قدمت مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية منذ إنشائها عام 1992 أكثر من 125 مليون دولار في 96 دولة في قارات العالم.
بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها الإمارات للاجئين والنازحين في 71 دولة منذ عام 2009 وحتى منتصف العام الماضي أكثر من 708 ملايين دولار لضحايا الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة والحروب.
وتشير التقديرات إلى أن المشاريع الانسانية الإماراتية توصل التوسع منذ بداية العام الحالي. ويقول مراقبون إنها تعد من أكثر المساعدات فاعلية لأن الإمارات تشرف عليها مباشرة للتأكد من نجاحها في إحداث تغيير كبير في حياة المستفيدين منها على المدى البعيد.