ايلي قهوجي
استمرار اجواء التصعيد السياسي عشية انعقاد جلسة مجلس الوزراء اليوم، ظل يرخي بثقله على الاسواق المالية اللبنانية فيما لا تزال الاتصالات ناشطة لابقاء الوضع في البلاد تحت السيطرة بما يحول دون وقوعها في المحظور. وفي انتظار ما ستفضي اليه مساعي التهدئة التي تبذل على غير صعيد، ساد الحذر والترقب بورصة بيروت أمس ايضا كما تبين من مقاربة المتعاملين فيها للصكوك المدرجة على لوائحها والتي لم تجد العروض التي تناولت عددا منها من يشتريها الا باسعار متدنية باستثناء اسهم “بنك بيروت” التفضيلية – G التي ارتفعت من 25,35 الى 25,50 دولاراً وأسهم “سوليدير” فئة “ب” من 11,40 الى 11,56 دولاراً، فيما تراجعت أسهم “بنك عودة” التفضيلية – G من 100,50 الى 100,20 دولار وأسهم “هولسيم” من 15,20 الى 14,20 دولاراً واستقرت أسهم “بلوم بنك” المدرجة على 9,75 دولارات وأسهم “سوليدير” فئة “أ” على 11,59 دولاراً.
وأدى ذلك الى اقفال مؤشر “بلوم انفست” للأسهم اللبنانية بتراجع نسبته 0,1 في المئة على 1182,87 نقطة في سوق مترددة تبودل فيها 56333 صكاً قيمتها 846619 دولاراً، في مقابل 17504 صكوك قيمتها 320705 دولارات أول من أمس.
استأثرت معالجة ازمة الديون اليونانية أمس ايضا باهتمام المستثمرين في الخارج بعد ارجاء المفاوضات الحاسمة في شأنها الى الاحد المقبل في ظل تباين في المواقف حيالها بين فرنسا التي اقرضت أثينا نحو 65 مليار أورو من اصل 320 ملياراً مجموع الديون اليونانية، والمانيا والتي لا تتجاوز ديونها الـ23 ملياراً، مما يفسر تشدد برلين في مواقفها خلافا لباريس، وقت وعد رئيس الوزراء اليوناني مجموعة مقرضي بلاده ببذل قصارى الجهود للتوصل معهم الى اتفاق عليها بما يضع حداً لمخاطر خروجها من منطقة الاورو ويخفف الاعباء على الشعب اليوناني. الا ان تمسك المانيا ببعض الشروط القاسية ومراعاة فرنسا لاوضاع اليونان، حملا المستشار النمسوي على اقتراح الخطة “ب” على القمة الاوروبية المقررة الاحد اذا لم تتوصل أثينا الى اتفاق مع مقرضيها بحلول هذا الموعد من دون استبعاد خروجها من منطقة الاورو لانه يتعذر تمديد الوضع الحالي الى اكثر من هذا الموعد. في غضون ذلك، مددت عطلة المصارف والبورصة في اليونان حتى نهاية الاسبوع في انتظار مداخلة رئيس وزراء اليونان امام البرلمان الاوروبي أمس الذي قد يتضمن بعض الخطوط العريضة لخطته الاصلاحية ليصار التفاوض في شأنها مع المقرضين بالتزامن مع طلب أثينا الحصول على قرض طارىء من منطقة الاورو. لذا لم يكن مستغرباً امام تدافع الاحداث ان يفتقر الاورو الى اتجاه واضح ليقفل في نيويورك بـ1,1065 دولار في مقابل 1,1015 أول من أمس في تطور أوقع اسواق الاسهم في التباين على جانبي الاطلسي، فتحولت الاوروبية منها الى الارتفاع مع ظهور ميل الى تصيد الصفقات على عدد منها بالاسعار المتدنية فاقفلت بارتفاع راوح بين 2,64 في المئة في ميلانو و0,53 في المئة في أمستردام، خلافا للاميركية التي عانت انهيار الاسواق الصينية، فاقفلت بتراجع 261,49 نقطة على 17515,42 نقطة للداو جونز الصناعي و 87,70 نقطة على 4909,76 نقاط لناسداك.