حنان حمدان
“كفى نفايات” عنوان المؤتمر الصحافي الذي ستعقده “الحملة الأهلية لإقفال مطمر الناعمة” بعد غدٍ الجمعة عند السادسة مساءً، وسيتم خلاله توجيه الدعوة إلى قيام تحرك شعبي جديد عند مدخل المطمر لإقفاله نهائياً في الموعد المحدد لذلك في 17 تموز الجاري. وللغاية، فعَّلت الحملة تحركاتها عبر وسائل التواصل الإجتماعي لحشد أكبر عدد ممكن من المشاركين.
الإعلان عن هذا التحرك، جاء قبل تسعة أيام من الموعد المحدد لإقفال مطمر الناعمة – عين درافيل، في وقت تشير الوقائع إلى أن التمديد للمطمر سيطرح قريباً، لاسيما إذا ما نال الملف بعضاً من التوافق السياسي حوله. فحتى الآن لم يتم البت في البدائل التي طرحت سابقاً، كتصدير النفايات إلى الخارج، والطمر في مناطق نائية في لبنان.
حتى اللحظة، “أجوبة الأحزاب السياسية لا تزال رمادية، والتواصل مع المسؤولين لم ينتج عنه أي موقف محدد”، وفق عضو الحملة وليد الشعار في حديثه إلى “المدن”. هذا وقد نقلت وسائل إعلامية عن مصدر مسؤول في “الحزب التقدمي الإشتراكي” أن قرار التمديد للمطمر قائم لا محالة، وسيتم التمديد له لستة أشهر على الأقل. هذا ولم يعلن بعد عن أي موقف رسمي للجنة المتابعة لملف المطمر والتي تم تشكيلها في دارة النائب وليد جنبلاط في كليمنصو.
لقد برهنت تجارب سابقة، أن التحالفات السياسية يمكن لها أن تطيح بأية مواقف معارضة لها، والتمديد للمطمر إن أريد له أن يكون فسيكون أمراً واقعاً، حتى وإن اضطر الأمر إلى إستخدام القوى الأمنية في قمع المعتصمين. كما يمكن للمرجعيات السياسية أن تغيّر وتعدّل في موقف البلديات هناك، الذين ما زالوا ينتظرون إشارة المرجعيات السياسية في المنطقة لبناء موقف موحد، علماً أنّ اتحاد بلديات الغرب الأعلى- الشحار سيعقد لقاءً مع وزير البيئة، محمد المشنوق، صباح يوم الجمعة المقبل. ومن المتوقع أن يتم إقناع البلديات، بتمديد إضافي للمطمر، خصوصاً أن الحوافز المالية التي قدمت لها بموجب قانون رقم 280 الصادر بتاريخ 8 أيار 2014 بلغت 36.118 مليار ليرة بموجب المرسوم رقم 1302.
من ناحيته يجد الشعار أن “ملف النفايات تم إهماله أو لم يكن من ضمن أولويات الوزراء المعنيين في جلسات مجلس الوزراء التي عقدت خلال الأشهر الستة الماضية، بعد أن رفض مجلس الوزراء مناقشة هذه القضية رغم وضعها على جدول أعماله في أكثر من جلسة”، ويؤكد أن أهالي البلدات القريبة من المطمر “يرفضون أي صيغة تمديد لمطمر الموت، وهم مستعدون لبناء خيمة على باب المطمر لإقفاله بالقوة”، داعياً الأهالي إلى “الثبات على مواقفهم من دون الرضوخ للضغوط التي تمارسها الدولة”.
لكن إذا أصبح قرار التمديد لمطمر الناعمة واقعاً، فهل يمكن للمطمر أن يستوعب كمية نفايات إضافية؟، في هذه الحال، ستضطر الشركة متعهدة الطمر (أي سوكلين إذا ما تم تمديد العقد معها أيضاً في 17 تموز الجاري) إلى حفر مساحات جديدة تقع إلى جانب المطمر. “سوكلين” التي رفّضت دخول المناقصات “الوهمية والشكلية” التي جرت لإقناع اللبنانيين أنّ الشركات الأخرى لم تستطع إلتزام خدمة النفايات في لبنان، ولا حلول سوى بالتمديد لها، تنتظر قدوم موعد التمديد لفرض شروطها الجديدة كما تريد، وفق مطّلعين على الملف.
يُذكر، أنه تم تحديد موعد فض العروض المقدمة من شركات لبنانية وأجنبية، لتلزيم خدمة النفايات في لبنان بعدما أعيد إجراء المناقصات مجدداً، عند الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم الإثنين في 13 تموز الجاري، أي قبل خمسة أيام من موعد إقفال مطمر الناعمة – عين درافيل، وإنتهاء الفترة الممددة لعمل شركة “سوكلين”.