كتبت صحيفة “السفير”: أثار الافطار الرمضاني الذي دعا إليه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في “بترونيات” برعاية مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار، يوم غد الجمعة، جدلا واسعا في بعض الأوساط الاسلامية، وفي مقدمتها تيار “المستقبل” لجهة الاعتراض على تلبية الشعار لهذه الدعوة، واعتبار مشاركته في الافطار بمثابة إعطاء غطاء سني لكل المواقف التصعيدية للعماد ميشال عون.
وتشير المعلومات الى أن الشعار تلقى سلسلة إتصالات من شخصيات سياسية عديدة تدعوه الى عدم المشاركة في الافطار، لأن وجوده في ظل المواقف السياسية التي قد يطلقها باسيل، والتي لن تختلف في مضمونها عن تصريحات عمه العماد عون، يعني موافقته عليها وتغطيته لها.
وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر باسيل أن الافطار ما يزال قائما برعاية الشعار، علمت “السفير” أن مفتي طرابلس وبعد مشاورات أجراها مع بعض الاصدقاء والمقربين، يتجه الى الاعتذار عن المشاركة بالافطار، وأنه سيوجه رسالة خطية الى باسيل يعلل فيها اعتذاره ويؤكد أنه لا يستطيع أن يحتمل خطابا سياسيا سيكون محرجا له سياسيا ودينيا ووطنيا. وكان الشعار قد مهد لهذا الاعتذار، خلال كلمة ألقاها في الافطار السنوي الذي أقامه راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بوجودة في كرمسدة، وحذر فيها من الاندفاع إلى الشارع مشدداً على أن الحقوق تنال تحت قبة البرلمان، وفي المؤسسات، ومن خلال الدستور.
ويرى فريق من المعترضين على مشاركة الشعار في إفطار باسيل، أن “التيار الوطني الحر” يحاول التسلل الى الطائفة السنية عبر بعض شخصياتها وفي مقدمتها المفتي الشعار، لافتين الانتباه الى أن معظم المرجعيات السنية إما أنها تقف علنا ضد خطاب عون الاستفزازي وضد دعوته الى التحرك في الشارع، أو أنها لا توافق على تحركات من هذا النوع في ظل هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان.