قال مزارعون في أجود الأراضي الزراعية الأسترالية امس الخميس انهم يستعدون لخوض معركة ضد منجم مكشوف للفحم مملوك للصين جرى إنشاؤه بموافقة من الحكومة الأسترالية . وقال المزارع أندرو بيرسهاوس، وهو يقود آلة حصاد في أرضه التي تبلغ مساحتها أربعة آلاف هكتار، بعد يوم واحد من إعلان الحكومة بشكل غير متوقع أنها منحت المشروع الضوء الأخضر لبدء التنفيذ “سينشب نزاع خطير”. وأضاف “نقاوم ذلك بشكل عقلاني منذ تسعة أعوام، ونجري أبحاثا حول مدى تأثير منجم الفحم على الزراعة، ولكن الآن ليس لدينا ما نخسره. سوف تكون مثل المعركة التي جرت في تسمانيا لوقف إنشاء سد فرانكلين”.
وقال أيضا “سوف ندعو من يعنيهم الأمر في جميع أنحاء أستراليا ليأتوا ويساعدوا في عرقلة إنشاء المنجم، وبذل كل مجهود من أجل وقف المشروع″.
وأوضح بيرسهاوس أن أسرته تمارس حرفة الزراعة في المنطقة منذ 80 عاما، وقال “الآن لدي ثلاث حدود (من أرضي) مشتركة مع (مشروع) الحكومة الشيوعية الصينية”.
وأعلنت الحكومة الأسترالية أمس الأول انها سوف تسمح للشركة المملوكة للحكومة الصينية “شينهوا” بفتح منجم مكشوف للفحم بقيمة مليار دولار يحمل اسم “ووترمارك” في منطقة ليفربول بلينس، وهي أكثر الأراضي الزراعية خصوبة في استراليا وتبعد 390 كيلومترا شمال غربي سيدني .
وترغب “شينهوا” في استخراج 10 ملايين طن من الفحم من المنجم سنويا على مدار 30 عاما مقبلة .
وأدى القرار إلى انقسام في الحكومة ، حيث قال وزير الزراعة بارنابي جويس، والعضو البرلماني أيضا عن المنطقة، أن القرار “مثير للسخرية” وأن “العالم جن جنونه”.
أما وزير البيئة غريغ هانت الذي وافق على المنجم فقال ان شروطا واسعة النطاق فرضت لمنع تلوث المياه الجوفية وأي تأثير على الزراعة. ومن المقرر فتح جلسات محاكمة للنظر في القضية الشهر المقبل، حيث يدفع خبراء البيئة بأن المنجم سوف يؤثر سلبا على دببة الكوالا المحلية ويدمر 771 هكتارا من البيئة الطبيعية للجرابيات المهددة بالانقراض.