IMLebanon

اتفقت مجموعة بريكس على تعزيز الجهود لاجتثاث الفقر وعدم المساواة والبطالة

BRICS-UFA-Russia-2015-Putin
اتفقت دول مجموعة “بريكس” الخميس 9 يوليو/تموز على المساهمة في النمو المستدام واجتثاث الفقر والبطالة في العالم، ومواجهة جميع أشكال الحمائية والقيود المخفية في التجارة.

ودعا البيان الختامي للقمة السابعة لقادة دول “بريكس” التي عقدت في مدينة أوفا الروسية، دعا الدول الأخرى لمواجهة جميع أشكال الحمائية التجارية والقيود المخفية في التجارة، وتأمين الدعم لعمل منظمة التجارة العالمية وغيرها من المؤسسات.

وجاء في البيان أن “بريكس” تنوي تعميق التعاون بهدف إنشاء ظروف لتوسيع وتنويع مشاركة دول “بريكس” في التجارة العالمية.

وأضاف البيان: “اتفقنا على تعزيز الجهود المشتركة لإيجاد رد على التحديات التي تظهر، وتوفير السلام والأمن والمساهمة في النمو المستدام واجتثاث الفقر وعدم المساواة والبطالة لصالح شعوبنا والمجتمع الدولي. لقد أكدنا النية في التوصل إلى رفع دور بلداننا في القضايا الدولية”.

وتستضيف مدينة أوفا عاصمة جمهورية بشكورتوستان الروسية، خلال الفترة من 8 إلى 10 يوليو/تموز الجاري قمتين دوليتين لمجموعة “بريكس” ومنظمة شنغهاي للتعاون، علما أن روسيا تترأس هاتين المنظمتين هذا العام.

وعقد قادة دول “بريكس” (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا) جلسة موسعة عرضوا خلالها مقترحات لتطوير العلاقة بين دول المجموعة، وتناولوا فيها أهم التحديات الاقتصادية التي تواجههم.

واقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على دول المجموعة إطلاق آلية مشتركة في إطار مجموعة “بريكس” لدراسة مشاكل المنافسة التجارية ومكافحة الاحتكار المنظم.

وأعرب بوتين عن أمل بلاده بأن يتم وضع خريطة طريق للمشاريع الاستثمارية بين دول المجموعة قبل نهاية العام الحالي، وكشف بوتين عن أن خريطة الطريق هذه تضم نحو 50 مشروعا استثماريا بينها اقتراح بإنشاء رابطة للطاقة، وإنشاء مركز دولي لدراسة الطاقة.

هذا وجرى في ختام القمة توقيع عدد من الوثائق المشتركة واعتماد استراتيجية للشراكة الاقتصادية بين دول المجموعة حتى عام 2020، وتهدف الاستراتيجية إلى تحسين القدرة التنافسية لاقتصادات “بريكس” في أسواق العالم، وتعزيز العلاقات في مجال الطاقة، والتكنولوجيا الفائقة، والزراعة والعلوم والتعليم.

كما اتفقت دول “بريكس” على البدء في عام 2016 في دول المجموعة بتنفيذ أول المشاريع التي ستمول من قبل بنك “بريكس”، واقترحت الهند أن يكون أول مشروع يجري تمويله من قبل بنك “بريكس” في مجال الطاقة المتجددة، لما تلعبه من دور في المحافظة على المناخ والبيئة، ولما تحمله هذه المسألة من أهمية في المرحلة المقبلة.

وكان الرئيس بوتين قد افتتح صباح اليوم جلسة العمل الأولى لقادة دول مجموعة “بريكس” (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا).

وقال بوتين إن قادة “بريكس” سيناقشون اليوم مجموعة كاملة من قضايا التعاون المشترك التي تجمع دول المجموعة، وسيتخذون قرارات هامة جديدة تهدف إلى تعزيز مصداقية منظمة “بريكس”، وتنعكس كذلك على العمليات السياسية والاقتصادية العالمية.

وأكد بوتين أن روسيا تعلق أهمية كبيرة على نجاح هذه القمة، لتكون نتائجها فعالة ومثمرة لصالح تطوير اقتصادات “بريكس” وتعود بالنفع على مواطنيها.

وتناول بوتين خلال حديثه في الجلسة الوضع الاقتصادي في بلاده، مشيرا إلى أن روسيا تمكنت من الحفاظ على الثوابت الأساسية في الاقتصاد، رغم الصعوبات الخارجية والداخلية التي تواجهها.

وقال بوتين في اجتماع لقادة دول “بريكس” مع أعضاء مجلس أعمال المنظمة: “على الرغم من كل الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد العالمي والروسي أيضا، إلا أننا تمكنا من الحفاظ على أساسيات الاقتصاد الروسي، التي عززناها خلال السنوات الـ 10-15 الماضية”.

وأشار الرئيس في معرض حديثه إلى أن الحكومة الروسية تمكنت من الإبقاء على معدلات البطالة عند مستويات منخفضة بلغت 5.8%، كما حافظت على حجم احتياطاتها المالية وسعر صرف الروبل ضمن حدود مقبولة، وعلى الفائض في الميزان التجاري.

كما أعرب بوتين عن اهتمام بلاده بمسألة الانتقال إلى التعامل في الحسابات التجارية بين الدول أعضاء “بريكس” بالعملات الوطنية، قائلا: “علينا اتخاذ قرار حول توسيع استخدام عملاتنا الوطنية في التبادل الاقتصادي”.

مشيرا إلى أن روسيا أنشأت بالفعل مع بعض البلدان صناديق مالية خاصة، مثال ذلك الصين، حيث يقوم البنكان المركزيان في كلا البلدين بتبادل كمية مناسبة من الموارد، بالعملتين المحليتين الروبل واليوان، ودعا بوتين لاتباع هذا الأسلوب النقدي مع كل من الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا أيضا.

هذا وألقى زعماء دول كل من الصين والهند وجنوب إفريقيا والبرازيل كلمات خلال الجلسة الافتتاحية أيضا تناولت الملفات الاقتصادية التي تسعى دول المجموعة لبحثها على هامش القمة.

وأعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن أمله بأن يقوم أعضاء مجلس أعمال دول “بريكس” بتطوير التعاون والتنسيق مع الهيئات الحكومية وإخطارها على وجه السرعة بالمؤشرات السائدة في السوق.

تصريحات ومخاوف الرئيس الصيني جاءت على خلفية هبوط أسواق الأسهم في الصين الشهر الماضي بشكل حاد بلغ 30% منذ يونيو/حزيران الماضي.

وأعرب شي جين بينغ عن ارتياحه لمستوى تطور الشراكة التجارية الاقتصادية بين دول “بريكس”.

أما رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي فأعرب عن ثقته بأن التعاون داخل “بريكس” يساعد في التغلب على الأضرار التي لحقت بالاقتصاد العالمي نتيجة للعقوبات.

وقال مودي: “إن الوضع في الأسواق المالية غير مستقر والعقوبات التي يجري فرضها من قبل بلدان مختلفة تلحق ضررا بالاقتصاد العالمي، لهذا من المهم تعميق التعاون بين دول بريكس”.

ودعا مودي أيضا إلى تعزيز التعاون بين دول المجموعة وتنمية روح المبادرة والتعاون مع المناطق الرئيسية في العالم.

من جهته اقترح رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما على “بريكس” توحيد وتبسيط نظام منح تأشيرات الدخول لرجال الأعمال بين جميع دول المجموعة.

وأشار إلى أنه في عام 2014، وكجزء من الجهود الرامية إلى توطيد العلاقات بين مجتمعات الأعمال مع مختلف دول “بريكس” قامت جنوب أفريقيا بإنشاء وإطلاق نظام لمدة عشر سنوات، لمنح تأشيرات دخول متعددة السفرات لممثلي مجتمع الأعمال في دول “بريكس”.

رئيسة البرازيل ديلما روسيف التي ألقت كلمة أمام الجلسة الافتتاحية دعت إلى تقليص الضغوط والعوائق من قبل الهيئات الحكومية من أجل حفز تدفق الاستثمارات إلى دول المجموعة.

وقالت روسيف: “من أجل تشجيع الاستثمار، لا بد لنا من الحد من آليات التنظيم الحكومية، فنحن بحاجة إلى توفير أكبر قدر من الحرية للمؤسسات الصناعية الخاصة”.