IMLebanon

شركة هندسية فرنسية تقترح إقامة مدينة مستقبلية رأسية في الصحراء الكبرى

Desert
تقول شركة “أوكسو” الفرنسية للهندسة المعمارية ان المساحات الشاسعة القاحلة للصحراء يمكن أن تتبدل في غضون عشر سنوات.
اقترحت الشركة، التي مقرها باريس، إنشاء برج مستقبلي متعدد الاستخدامات في الصحراء الكبرى في شمال أفريقيا، وهي الأكبر في العالم.
ويعتمد تصميم البرج على مصادر متجددة للموارد والطاقة، مثل جمع مياه المطر والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية لجعله مدينة مُستدامة بالكامل في مبنى واحد.
والبرج من تصميم مهندس معماري فرنسي من أصل مغربي يُدعى منال رشدي. وستبلغ المساحة الإجمالية لطوابق البرج 780 ألف متر مربع.
والتصميم لا يزال محض خيال ولم يحصل بعد على تفويض بالتنفيذ. وقال رشدي إن دافعه هو التفكير في طرق جديدة لتحويل بيئات “معادية” مثل الصحراء إلى مناطق حضرية.
أضاف “حاولنا أن نفكر في مفهوم يُمكننا من إبتكار مدينة رأسية – ليس مبنى فقط – في الصحراء. إنها (الصحراء) مكان مُعاد تصعُب الحياة فيه لذلك صممنا هذا البرج ليشمل نوعا ما من الحماية.”
وما يزيد على 20 في المئة من مساحة أرض البرج مصممة كمكاتب بينما سيشغل فندق و600 وحدة سكنية 50 في المئة أخرى من إجمالي المساحة المتاحة. وأوضح مصمم البرج إن الهدف منه هو أن يضم مدينة كاملة.
وقال رشدي “الفكرة هي أن نقيم مدينة من خلال هذا البرج. مدينة تضم أشياء عدة. الفكرة هي إقامة مبنى يوفر مساحات لأغراض مختلفة، تشمل وحدات سكنية مجاورة لمكاتب بالطبع. هناك متحف ومركز للأرصاد الجوية في الصحراء، ومكتبات وصالات لممارسة الرياضة وأحواض سباحة. الفكرة هي عرض عدد كاف من البرامج التي يمكن أن تحقق اكتفاء ذاتيا، وألا يضطر المبنى للاعتماد على مبان أخرى أو يضطر أيضا لاقامة مبان أخرى.”
ويشمل التصميم إنشاء شئ كالخليج في البيئة الصحراوية القاسية وبداخله برج رئيسي مُغطى بنباتات تُستغل كحديقة عمودية.
وقال رشدي “النتيجة هي اننا ننشئ نظاما قابلا للحياة وبيئة خضراء داخل البرج الذي -بدونها- لا يمكن أن يُوجد في قلب الصحراء.”
يتضمن برج شركة “أوكسو” ظلالا وتهوية طبيعية للمساعدة في التحكم في درجة الحرارة. وترى تقنيات الطاقة الحرارية الأرضية المقترحة أن يُحقن ماء المطر المجمع في باطن الأرض حيث تحوله الحرارة المنبعثة من الأرض إلى بخار يُستخدم في توليد الطاقة.
وأوضح رشدي أن استخدام البرج لتقنيات مستدامة سيجعل المدينة الرأسية فعالة جدا، بما في ذلك استخدام بعض ماء المطر المُجمع في ري الحديقة العمودية على الرغم من الموقع الجاف المُقترح.
ووصف تصميمه بأنه “نظام بيئي”. وقال “عندما تقترب وتدخل -مثل هنا- يمكنك رؤية أحواض مياة ضخمة تنعش الجو والمكان، ثم تدخل في المساحة الداخلية وهي البرج الثاني، حيث يوجد متنزه عمودي كبير وغابة عمودية كبيرة نمت في داخل المبنى. عندئذ تدخل في مساحات من المقرر أن تكون مكاتب … محفوفة بنظام بيئي.”
وقال باحثون في دراسة نُشرت في عام 2011 إن الصحراء تتمدد جنوبا بمعدل 48 كيلومتر سنويا مُجبرة كل المجتمعات على النزوح والتوجه إلى أرض أخرى تقيم فيها مجتمعات أخرى.
وتبلغ درجة الحرارة في فصل الصيف في الصحراء الكبرى 45 درجة مئوية، وهي حاليا واحدة من أقل المناطق سكانا في العالم حيث يقطنها زهاء أربعة ملايين شخص فقط كثير منهم من البدو الرحل.
وتتصور الشركة الهندسية الفرنسية أن يبدأ العمل بالمشروع في عام 2025 ويستمر العمل به إقامته على مراحل تستغرق أكثر من 50 عاما.