كتبت صحيفة “السفير” ان العماد ميشال عون انتقل الى خطته الأخيرة في معركته الأخيرة، بعدما استنفد مخزون الخطط السابقة. عملياً هو يدرك تمام الإدراك أنّ الرئاسة محاصرة بنيران الاشتباك الإقليمي الذي يحول دون التقدم خطوة الى الأمام، ما يؤدي الى سجنها في قمقم الفيتوات المتبادلة. وبالتالي إنّ اللعب على وتر المتغيرات الاقليمية قد يتطلب وقتاً طويلاً من دون أن تكون النتائج مضمونة.
لهذا قرر الرجل تغيير قواعد اللعبة، لا بل الانقضاض عليها، ليقذف كرة الإرباك التي وضعها خصومه أمام مرماه، الى ملعب الآخرين. بالنتيجة هو يعلن من غير أن يقول أنّ المسار الدستوري للاستحقاق الرئاسي لم يعد مجدياً وليس بإمكانه أن يفي بالغرض، لا بل استهلك صلاحيته ولا بدّ من وصفة جديدة.. ومن الأفضل أن تكون انقلابية.
هكذا طرح العودة الى صناديق النيابة لاجراء انتخابات بعد إقرار قانون انتخابي يعيد المقاعد المقضومة الى أصحابها، على أن نبحث في مرحلة لاحقة بالرئاسة.
إذاً، من اعتقد أنّ الجنرال قد بلغ أعلى سقوفه حين وضع «الرنجر» في رجليه ليعود الى ساحة المعركة في الشارع، فهو لا يعرفه أبداً. إنها بداية “المشوار” كما أبلغ مناصريه الذي احتشدوا بعد الظهر في حديقة الفيلا الخلفية، وهو مشوار طويل.. لم تكن خطوة الأمس الا أولى “دعساته”.
من جهتها، كتبت صحيفة “اللواء” أن 9 تموز 2015: يوم تاريخي لم يسبق لحكومة أن واجهته منذ قرابة عشرين سنة ولكن بأي معنى؟
1- أ ثبتت الأكثرية الوزارية أنها أكثر تمسكاً بحكومة «المصلحة الوطنية»، أكثر من أي وقت مضى.
2- أكدت الاتصالات السياسية والاقتصادية والروحية المسيحية التي تلقاها الرئيس تمام سلام بعد جلسة مجلس الوزراء، خياراتها بتأييد موقفه من الحفاظ على فعالية مجلس الوزراء وإدارته الحكيمة للمرحلة الدقيقة التي يمر بها البلد.
3- وفي المعلومات أن إيحاء الوزير العوني جبران باسيل بأن فريقه نجح في أخذ ما يريد كان بمثابة ادّعاء فارغ، لأنه لا يتوافق مع واقع ما حدث في الجلسة، إذ أن المعلومات التي حصلت عليها «اللواء» تؤكد أن الرئيس سلام أبلغ الوزراء في مستهل الجلسة أنه لن يكون هناك جلسة الخميس المقبل، بسبب وقفة العيد التي تصادف الخميس 16 الجاري، على أن يستأنف المجلس جلساته في الخميس الذي يلي.
4- سجّل يوم 9 تموز «سقوطاً أخلاقياً» للأداء السياسي للفريق العوني، سواء على طاولة مجلس الوزراء، حيث بلغ الأمر بالوزير وائل أبو فاعور حدّ المطالبة بإخراج الوزير باسيل من الجلسة، بعدما وصفه بـ«قلّة الأدب»، أو في الشارع عندما بلغ الأمر بالشبان العونيين الإصرار على التحرّش بجنود وضباط الجيش اللبناني والاعتداء على بعض عناصره، الأمر الذي أدى إلى إصابة 7 عسكريين بجروح مختلفة، واستخدام الشدّة مع العسكريين، على حدّ تعبير البيان الذي صدر عن مديرية التوجيه في الجيش اللبناني.
5- أما السقوط السياسي لـ«التيار الوطني الحر» فتمثّل بقول النائب ميشال عون في مؤتمر صحفي عقده في الرابية، سبقه دعوة أنصاره إلى الخروج من وسط بيروت والعودة من حيث جاؤوا، بأنه «لن يوفّر أحداً في أي موقع عندما يستمر بالدعوة للنزول إلى المجلس وانتخاب رئيس للجمهورية».
وعبّر هذا السقوط المريع عن نفسه عندما أطاح بأي أمل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل إجراء الانتخابات النيابية.
ولم يوفّر حلفاءه عندما قال: «أنا بكفّي وبوفّي بمفردي».
وفي كلام غمز فيه من قناة الجيش وصف عون المتظاهرين بأنهم الجيش الحقيقي الذي «لم ولن يمدّ يده على الجيش اللبناني»، واصفاً البيان الصادر عن مديرية التوجيه بـ«البيان الكاذب» والذي «ليس إلا لتبرير الزعرنات التي ارتكبت وهذا له أيضاً حساباته».