Site icon IMLebanon

السيد الحسيني لـIMLebanon: إيران تسعى لمؤتمر تأسيسي في لبنان

mohamad-houssaine

 

 

“تسلّح الولي الفقيه منذ عهد الخميني بترسانة من الأسلحة الثقافية لغزو محيطه توازي اللجوء إلى أسلحة الإرهاب القاتلة. فقد دأب منذ عام 1979 برفع جملة شعارات نارية وحماسية للتلاعب بعواطف شرائح واسعة لدى العرب والمسلمين”..هكذا بدأ السيد محمد علي الحسيني حديثه لموقع IMLebanon بمناسبة ذكرى يوم القدس الذي يواظب نظام الولي الفقيه والأحزاب التي تدور في فلكه على اعتباره لحظة تاريخية يجب التوقف عندها.

وآزاء فقدان هذا اليوم لمعانيه من وجهة نظره التاريخية، أشار الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي السيد الحسيني قائلاً “لقد حوّل نظام الخميني ومن بعده الخامنئي قضية فلسطين والقدس الى ما يشبه سوق عکاظ أي فقط ساحة للشعارات والشعر والكلمات الفارغة، ترويجاً لنظامه بطريقة حماسية رافعاً شعار تحرير فلسطين ليس بوجه إسرائيل وأميرکا فحسب بل حتى بوجه أقطار الوطن العربي. إنّ إقامة مناسبة تسمى يوم القدس العالمي، شكلت ستاراً من أجل خداع الشعب الفلسطيني بشکل خاص والأمة العربية بشکل عام، ليتبيّن أن ماسموه بـ”جيش الـ20 مليون” هو وهم وخداع، فظلت هذه المناسبة مقصورة على العروض المسرحية العسكرية من طهران الى بيروت”.

وينبّه العلامة الحسيني إلى أنّ “التمعن والتدقيق ملياً في مواقف وتصريحات وشعارات قادة ومسؤولي نظام ولاية الفقيه بشأن القضية الفلسطينية، يدفعنا للعودة بالذاکرة الى الحرب الايرانية على العراق والتي أطلق فيها الخميني تصريحه الملفت للنظر بأنّ طريق القدس يمرّ عبر کربلاء العراقية.

بعد أكثر من عقدين من الزمن على ذلك، بات العراق في يد الأميركي ومن ثم الإيراني، وأحكم الولي الفقيه يده على طريق کربلاء التي صارت سالکة بالنسبة لهم، فلماذا لا يبادر نظام الملالي لتحرير القدس؟ الإجابة المثيرة للسخرية قد نجدها في ما يعتبر مرحلة جديدة من طريق القدس، تلك التي تمرّ عبر اليمن والبحرين، والتي من المرجح أن تريدها طهران أن تمرّ عبر الرياض. من هنا، نعتبر أنّ هذا الطريق بات مطاطياً يتم تحديده طبقاً للأوضاع والظروف والمصالح الايرانية البحتة، مع ملاحظة أن القدس ما زالت تحت الاحتلال ولم يتغير من حالها شيء، في حين أن نظام ولاية الفقيه منهمك بهندسة وبناء الطرق الاخطبوطية التي تتوجه الى کل مکان في العالم ماعدا القدس!”.

وتابع السيد الحسيني “لقد جاءت عملية “عاصفة الحزم” بقيادة السعودية لمواجهة المد العدواني لنظام ولاية الفقيه في اليمن، ولتحمل هذه العملية في ثناياها حقيقة أن الصبر العربي قد نفذ ولم يعد بوسع العرب أن يسکتوا عن المخطط الايراني المشبوه الذي يزعم أمراً ويقوم بأمر آخر مختلف عنه تماماً. الولي الفقيه يطلق هذه الايام تصريحات نارية ضد الولايات المتحدة الاميرکية ويضع خطوطاً حمراء، في وقت يرسل الخامنئي أکثر من 4000 آلاف من عناصر الحرس الثوري لدخول العراق بالتنسيق مع الأميركي، ويصرف الملايين من أموال الشعب الايراني الذي يعاني أغلبيته من الفقر والمجاعة من أجل فتح قنوات تلفزيونية في العراق تبث أفکاره المسمومة. الأمر نفسه يتكرر في سوريا ولبنان واليمن لجهة الدعم غير المحدود ما يدفعنا للتساؤل بعد کل هذا: أين صارت القدس؟ هل سيتم تحريرها بعد إعادة العلاقات مع الشيطان الاکبر والتي بشّر بها رفسنجاني خلال آخر مقابلة صاحفية معه؟ أم سيتم تحريرها بعد إعطاء ضمانات لإسرائيل بعدم التعرض لها مستقبلاً في مقابل إبرام الاتفاق النووي النهائي؟”.

على المستوى اللبناني، يحمّل السيد الحسيني مسؤولية التعطيل “في الانتخابات النيابية ورئاسة الجمهورية وشلل الدولة للوصاية الايرانية التي تعمل لعزل لبنان عن محيطه العربي والحاقه نهائياً بمحورها الذي يمرّ ببغداد ودمشق. لذا يبدو من مصلحة ايران أن تقوّض الإتفاقيات والتوافقات التي رعاها العرب مثل اتفاق الطائف بمظلته السعودية الى توافق الدوحة بغطائه القطري. وهم بذلك يسعون الى مؤتمر تأسيسي جديد يعمل له حزب الله بمعية حليفه العوني. لكننا كشيعة عرب مصرون على رفض ولاية الفقيه جملة وتفصيلاً مهما كانت مسمياتها، ونحن متمسكون في الآن عينه بوحدتنا اللبنانية المبنية على عدم طغيان فئة على أخرى”.