يعترف مصدر مسؤول في قوى 14 آذار أن المنتصر الأكبر في لبنان بعد التظاهرة العونية أمام السراي الحكومية هو سمير جعجع و”القوات اللبنانية” من دون منازع. ويشرح أسباب الانتصار بالآتي:
– أولا: ربح سمير جعجع “استطلاع الرأي” المسيحي بمجرد أن تابع الرأي العام فشل التجمّع البرتقالي بشكل غير مسبوق وأمام عدسات الكاميرا، ولم تنفع الحيل الإخراجية أو استماتة بعض الاعلاميين في تكبير حجم الحشد. ففي المقابل يدرك الجميع قدرات جعجع وحزبه على الحشد والتنظيم بشكل لا يرقى إليه أي شك.
– ثانيا: أجهز ميشال عون بشكل كامل على أي فرصة له للوصول إلى الرئاسة، ولو كانت شبه معدومة قبل تظاهرة السراي، إنما تأكد للشارع والقيادة السنيين أن عون لا يمكن الائتمان له في أي موقع مسؤولية وعلى أي مستوى كان.
– ثالثا: برهن جعجع أنه يشكل عصب الشارع الـ14 آذاري، وأنه من المستحيل على قوى 14 آذار أن تحقق أي انتصار من دون قيادة “القوات اللبنانية” للتحرك.
– رابعا: تمكن جعجع من إرسال رسالة واضحة إلى تيار “المستقبل” مفادها أن أي محاولة للتفرد في الخيارات السياسية على أي مستوى كانت ستنعكس على التيار الأزرق بشكل كامل، وأن خيارات الانفتاح السابق على عون أوصلتهم إلى الحائط المسدود، وخصوصا أن لجعجع القدرات على المناورة وخلق بدائل متعددة.
– خامسا: بات على الرئيس سعد الحريري القيام بـ”فعل ندامة” سياسي من خلال إعادة التواصل والتنسيق مع معراب قبل القيام بأي خطوة سياسية أو اتخاذ أي قرار. وهذه الخطوة تعيد نسج أواصر 14 آذار كما يجب.
– سادسا: تمكن جعجع من إرسال رسالة واضحة إلى الحلفاء في الخارج، وتحديدا المملكة العربية السعودية، ومفادها أن “القوات اللبنانية” هي القوة الوحيدة المنظمة والقادرة في 14 آذار على قيادة أي معركة سياسية أو شعبية في مواجهة قوى 8 آذار.
ويختم المصدر بالتأكيد على أنه بات من الضروري ترتيب لقاءات 14 آذارية في أسرع وقت ممكن سواء كان اجتماعا ثنائيا بين الحريري وجعجع وسواء على مستوى موسع لقيادات التحالف السيادي لإعادة ترتيب الأوراق للمرحلة المقبلة والتي تتسم بخطورة قصوى.