في حزيران الماضي، أصدرت وزارة المال القرار رقم 551/1 من أجل «تحديد أسعار مبيع أصناف سيدرز بلاس». وأشارت المادة الأولى من القرار إلى أن سعر صندوق الدخان «تسليم رؤساء البيع» من وزن 10 كلغ ومن مختلف أنواع «سيدرز بلاس» يحدّد بنحو 215 دولاراً أميركياً، وذلك بما فيه كل الرسوم وقبل احتساب ضريبة القيمة المضافة.
وحدّدت المادة الثانية طريقة احتساب أصناف «سيدرز بلاس» المبيعة للعموم بأن تضاف ضريبة القيمة المضافة إلى الـ215 دولاراً، ثم تضاف إليها عمولات رؤساء البيع وعمولات بائعي المفرق، وتحوّل إلى الليرة اللبنانية من خلال استعمال سعر صرف الدولار الرائج، وذلك على النحو الآتي: 215 دولاراً * 1507.5 = 324112.5 ليرة لبنانية / 0.933 (نسبة ربح رئيس البيع وبائعي المفرق) ليصبح سعر صندوق الدخان 347387.45 ليرة. وبما أن كل صندوق دخان يحتوي على 500 علبة، فإن سعر كل علبة يصبح 695 ليرة تضاف إليها ضريبة القيمة المضافة بنسبة 10%، أي ما يعادل 69.5 ليرة فيصبح سعر المبيع للعموم 764.5 ليرات.
غير أن صعوبة استيفاء هذا المبلغ وعدم تعاطي الناس بالعملات النقدية الصغيرة من فئة 50 ليرة و100 ليرة، سيرفعان سعر العلبة الواحدة من أصناف سيدرز بلاس إلى 1000 ليرة، وسيكون فرق السعر من نصيب بائع المفرّق من أجل تشجيعه على عرض الأصناف المنتجة محلياً بدلاً من الاصناف المهرّبة وبدلاً من الأصناف الأجنبية المنافسة.
وتقول مصادر تجارية مطلعة على سوق الدخان إن إدارة حصر التبغ والتنباك «ريجي» التي أطلقت أصناف «سيدرز بلاس» أخيراً، بعد توسيع مصنعها وزيادة خطوط إنتاجها، ستمدّ السوق بنحو 5 آلاف صندوق من هذه الأصناف، وإنها ستعمد لاحقاً إلى إمداد السوق بكميات منتظمة أكثر مبنية على أساس دراسة السوق وحاجاته الفعلية، وذلك بعد معرفة حجم المبيعات من الشحنة الأولى.
وكانت «ريجي» قد وسّعت إنتاجها المحلي من صناعة الدخان بعد توافر ظروف محلية وإقليمية لتطوير إنتاجها، إذ إن الطلب على السجائر المحلية الرخيصة الثمن بات أكبر، فيما تقلّصت عمليات التهريب من سوريا إلى لبنان، ولا سيما تهريب السجائر الرخيصة الثمن التي تباع للمستهلكين من ذوي الدخل المنخفض، فاندفعت «ريجي» إلى استثمار نحو 17 مليون دولار في مصنعها القديم وتطويره وتحديث خطوط الإنتاج ضمن خطّة تستهدف زيادة إيراداتها بنحو 40 مليون دولار سنوياً.
خطّة «ريجي» تتضمن أربع مراحل تستهدف في نهايتها زيادة قدراتها الإنتاجية إلى 420 ألف صندوق دخان سنوياً، أي بمعدّل 1166 صندوقاً يومياً، وهو ما يمثّل 40% من مجمل استهلاك الدخان في لبنان، فضلاً عن التصنيع لشركات أجنبية. وقد شملت أعمال التطوير في المرحلة الأولى تأهيل خطوط إنتاج سجائر 100 ملم مغلفة بعلبة من الورق، أي تلك التي تشبه سيجارة «سيدرز»، بطاقة إنتاجية تبلغ 12 ألف سيجارة في الدقيقة، فيما تضمنت المرحلة الثانية تأهيل خطوط إنتاج سجائر مغلّفة بعلبة من الكرتون وبزوايا مدوّرة من قياس 85 ملم بطاقة 12 ألف سيجارة في الدقيقة. ثم أنجزت المرحلة الثالثة التي تشمل «سلسلة خطوط فرم الدخان». ولا تزال هناك المرحلة الرابعة التي تشمل استقدام آلات جديدة وحديثة لإنتاج سجائر رفيعة.