هدّد عدد من نواب “حزب الله” قيادتهم بتقديم استقالتهم من الحزب، في حال لم تتراجع قيادتهم عن قرار إرسالها العناصر الى “المستنقع” السوري ليُقتلوا فيه بشكل غير مسبوق لم يشهده “حزب الله” طيلة فترة ثلاثين عاماً من الصراع مع إسرائيل.
اجتماع ضيّق عُقد في مطلع الاسبوع المنصرم ضم الى جانب أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله، كل من نواب الحزب محمد رعد، نواف الموسوي، حسن فضل الله، والوزير حسين الحاج حسن، والوزير السابق طراد حمادة المعني الأساس بملف أمن البقاع، وقد تخلل الاجتماع نقاشات تتعلق بالوضع السوري، وصلت في بعض جوانبها إلى حد الاعتراض على التدخل تحديدا من الوزير الحاج حسن والنائب الموسوي.
غضب أبناء البقاع!
المعلومات التي حصلت عليها orient net تؤكد أن الحاج حسن نقل الى المجتمعين غضب أبناء البقاع ورفضهم للحرب، في ظل ارتفاع عدد القتلى بشكل غير مسبوق، وعدم قدرتهم على تحمل التبعات الاقتصادية لهذه الحرب، وهم الذين كانوا يعيشون على موارد التجارة بينهم وبين أهالي القلمون والزبداني، ويعتبرون أنفسهم “جيران لهم” إضافة إلى تجارة المازوت المُهرب بين عدد من البلدان الحدودية، لكن في ظل الوضع الراهن وسط الحرب الدائرة، ومع طريقة اللامبالاة التي تعتمدها الدولة اللبنانية تجاه هذه البلدات وتراجع الخدمات فيها، بدأ هؤلاء يصرخون جوعا وحرماناً، وقد طالبوا مسؤولي “حزب الله” في البقاع سحب أبنائهم من على جبهات الموت في أقرب وقت وإلّأ فأنهم سيواجهون الحزب في قراهم بشتّى الطرق!
تهديد بالاستقالة!
وكشفت المعلومات أن النائب نواف الموسوي هدد بالإستقالة من الحزب في حال عدم إيجاد حل للنزف الحاصل لعناصر الحزب في سوريا، وقد قال بالحرف الواحد “يوميا يسقط لنا ما بين ثمانية وعشرة شهداء، فإلى متى يمكننا تحمّل هذا الوضع، فلم يعد يوجد بيت لا في البقاع ولا الجنوب ولا حتّى الضاحية الجنوب إلا وزار الموت اهله بشاب او أكثر، وأحيانا يُقتل الأب والإبن ضمن العائلة الواحدة”.
مطالبة بانسحاب تدريجي!
ونقلت المعلومات عجز نصرالله عن الرد بشكل مباشر على الاعتراضات داخل الاجتماع، لكنه وعد في المقابل التخفيف من تدخل الحزب بمعارك في كل المناطق السورية التي يتواجد فيها والاكتفاء بالسيطرة عليها، ولكن بعد الإنتهاء من معركة الزبداني، التي يبدو أن الامور فيها لم تجرِ كما كان يعتقد حزب الله. كما وعد نصرالله المجتمعين بحسب المعلومات بـ”مراجعة الإيراني ودعوتهم لتحمل أعباء عن عناصره من خلال إرسال المزيد من جنودهم إلى المناطق التي تتواجد فيها عناصره”.
وفي ظل احتدام النقاش والمطالبة بانسحاب تدريجي لعناصر حزب الله من بعض المناطق السورية التي تقع في العمق السوري، طالب طراد حمادة بزيادة رواتب مجموعاته الامنية تحت حجّة المعاناة والتكاليف التي تواجهها هذه العناصر للتبع اخبار الجماعات المُسلحة على حد وصفه، وهنا ثارت مجددا مشادة كلامية بين الموسوي والحاج حسن من جهة وبين حمادة من جهة اخرى على خلفية مطلبه هذا، وانتهى النقاش بتهديد صريح من الموسوي بوضع استقالته على مكتب نصرالله في حال بقيت كل الامور على حالها.