نجلة حمود
لم يعد خافياً على أحد أن موضوع تجهيز مطار الرئيس رينيه معوض في القليعات وتشغيله تحول الى مادة موسمية تطرح عندما تدعو الحاجة، فيتم إلقاء الضوء على وضع المطار وأهميته عند كل حدث مفصلي أو استحقاق أمني. وقد بات واضحاً أن موضوع افتتاح المطار ووضعه في الخدمة ليكون مطاراً رديفاً لمطار رفيق الحريري الدولي والاستفادة منه على أكثر من صعيد وتحديداً على صعيد نقل الركاب، ينتظر قراراً سياسياً بحتاً لم يحن بعد الوقت المناسب لاتخاذه.
إذ وعلى الرغم من إدراج حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تشغيل المطار ضمن بنود البيان الوزاري، الا أن أي شيء لم ينفذ لا في حكومة الرئيس ميقاتي ولا في الحكومة الحالية.
ولا شك في ان الاستخدام التجاري للمطار ما زال يشكل محط آمال وتطلعات أبناء الشمال عموماً والعكاريين خصوصاً في تحقيق الإنماء المتوازن.
كما أنه بات أكثر من ضرورة في ظل أزمة التصدير البري والبحري التي يعاني منها لبنان عقب إغلاق المعابر الحدودية بسبب التوترات الأمنية في بلاد العبور. وفي الوقت الذي تنهمك فيه الحكومة بإيجاد بدائل عن النقل البري وكيفية دعم النقل البحري، حيث يتركز البحث على آلية تنفيذ قرار مجلس الوزراء دعم الصادرات الزراعية اللبنانية بواسطة النقل البحري. ترتفع أصوات الجمعيات والتعاونيات الزراعية والمزارعين والمصدرين في عكار، للمطالبة بافتتاح مطار القليعات والاستفادة منه في الشحن التجاري، ما من شأنه أن يشكل حلاً لمئات المزارعين وتصريف آلاف الأطنان من المزروعات والمنتجات الحيوانية.
ويسأل رئيس «نقابة مزارعي الخضار في الشمال وعكار» خضر الميدا: «لمذا لا يتم افتتاح المطار واستخدامه للشحن التجاري؟ وكيف يمكن للحكومة إهمال مرفق حيوي في حين تقوم باعتماد خطط بديلة من شأنها تكبيد الدولة آلاف الدولارات؟»، لافتاً الانتباه الى «أهمية المطار لكونه يقع في منطقة زراعية وصناعية بامتياز».
ويعد مشروع افتتاح المطار الحلم والمطلب الأول للعكاريين، كونه كفيل بضخ الدم في شرايين المنطقة المحرومة من أي مشاريع إنمائية وخدماتية، حيث إن تشغيل المطار وإنشاء منطقة اقتصادية حرة، تستضيف صناعات خفيفة أو مؤسسات مصرفية واقتصادية، سيؤدي الى جذب الاستثمارات والنشاطات التجارية والصناعية والخدماتية والسياحية الى المنطقة، فضلاً عن تأمين الآلاف من فرص العمل.
وللغاية جددت «اللجان الموحّدة لإعادة تشغيل مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض»، في القليعات دعوتها القوى السياسية السعي الجاد لافتتاح المطار، نظراً لأهمية هذا المرفق الحيوي.
وتحدث جمال الخضر عن «الجرح الاقتصادي النازف في عكار والشمال اللذين يعانيان الاهمال والحرمان، والأنكى قصور السياسيين عن متابعة المشاريع»، لافتاً إلى «أننا نخسر ثلاثين الف فرصة عمل جراء عدم تشغيل المطار».
وأكد عضو لجنة المتابعة حامد زكريا، «أننا كنا نعتقد ان العراقيل تقنية، ليتبين لنا بعد زيارة عدد من المسؤولين أن الأسباب سياسية فقرار التشغيل سياسي، ولم يترجم كأمر واقع على مدار الحكومات المتعاقبة».
وأضاف: «نتوجّه من خلال هذا اللقاء بصرخة للمسؤولين لافتتاح المطار أقله للشحن الجوي وخاصة للمنتوجات الزراعية، ما يمكننا من أن ننهض بالتنمية لمنطقتنا التي تعاني جموداً اقتصادياً بسبب الأوضاع العامة وتراجع التصدير الزراعي».
وأكد زكريا «أننا بصدد القيام بتحركات على صعيد السرايا الحكومية، بهدف إيصال صوتنا لجميع القوى السياسية، ومطالبتنا اياهم بترك السياسة جانباً والاهتمام بالتمنية».
ولفت عضو مجلس نقابة المحامين في الشمال المحامي عمر المراد «أنه لا يمكننا أن نرى مشروعاً حيوياً كالقليعات متوقف والدولة تدفع من جيوب المواطنين لتؤمن التصدير بحراً وتصرف مبالغ طائلة للشحن».
وفي الوقت الذي تبقى فيه الدراسات التنموية المتعلقة بمطار القليعات حبراً على ورق بانتظار تحديد الخيارات وإيجاد التمويل اللازم للاقتراحات المتداولة، يستقبل المطار ما بين الحين والآخر وفوداً عسكرية أجنبية تستطلع أوضاعه وموقعه الاستراتيجي القريب من الحدود السورية.