تقرير ليا قزي في “الأخبار”: حزب الوطنيين الأحرار يعيد “تجديد البيعة” يوم الأحد المُقبل لرئيسه دوري شمعون في انتخاباتٍ يحلو له أن يصفها بـ”الديمقراطية”، متأثرا بانتخابات المكتب السياسي لحزب الكتائب. لن يشهد البيت المركزي في السوديكو انتخابات المجلس السياسي، فقد درجت العادة أن ينتقل أحفاد المؤسس كميل شمعون الى صالة كنيسة القلبين الأقدسين في السيوفي “لأنه ببساطة المكان أوسع من المركز”، استنادا الى أمين الاعلام في الحزب اميل العليّة.
عند العاشرة من صباح الأحد سيجتمع 120 “نمراً” يؤلفون الهيئة الناخبة لـ”الأحرار”، وهم رؤساء الفروع الحزبية، اللجان الحزبية، رؤساء المنظمات التابعة للحزب، لجان الأمانات ولجان المفوضيات. ينوب هؤلاء، استنادا الى النظام الداخلي، عن القاعدة لانتخاب 10 أعضاء للمجلس السياسي كل أربع سنوات. المرشحون هم: الياس رزق، أنطوان أبو ملهم، نهاد شلحط، جان القاضي، جهاد عقل، سرمد بو شمعون، أنطوان كرباج، جان أبو زيد، ريمون مرهج، جورج نجم، أنطوان الأسمر، ارنست بعقليني، نمر شمعون، كميل دوري شمعون وجورج نعمان.
“المعركة بين المرشحين الـ15 ديمقراطية ولا أحد يتدخل للحسم، سنرى من سيستحوذ على أكبر نسبة من الأصوات. شيء جيّد أن يشهد المجلس معركة انتخابية”، يقول العليّة. يتغنى الرجل بالديمقراطية. يقول إن “التنافس موجود دائما داخل الحزب، ولكن في الانتخابات الماضية حصل توافق وانسحب الاعضاء بعضهم لبعض. هذه المرّة هناك نوع من التجديد وهو أمر ليس بغريب على حزب اعتاد ممارسة الديمقراطية”. يؤكد العلية أن “لا أحدَ من المرشحين لديه حظوظ أكثر من غيره، حتى في ما يخص كميل ابن دوري”.
ولكن، ماذا عن مركز الرئيس؟ “أجمع الحزبيون على أن شمعون بمثابة المؤسس لذلك لم يترشح أحد ضده، المعركة محصورة بالمجلس السياسي”. لا يجد العلية في الأمر أي استغراب، “فهذا ليس بالأمر الجديد على العمل الحزبي حتى لدى أعرق الأحزاب. طيف المؤسس يظل يُرافقنا فكم بالحري حين يكون الريّس دوري لا يزال موجودا”. يُبرر بأننا نعيش في مجتمع “يخلط بين الحزب والعائلة. أنا أتحدّى أن يكون قد قدّم أحد ترشيحه ورفضناه، ولكن لم يتقدم أحد”!.
يتحدث العليّة بكل ثقة وهو يقول إنه “في ظل مناخ التوريث السياسي دوري مميز في هذا الموضوع، من الطبيعي أن يتشبث به الناس”.
يبدأ بتعداد مزايا الرئيس الذي “لم يطمع يوما في العمل السياسي المباشر، ولكن اغتيال داني شمعون أدّى الى الالتفاف حول دوري. هناك ثوابت حافظ عليها… يا ريت ترشح أحد ضده”، اضافة الى أنه “لا يعمل من أجل توريث ابنه. لم يعمل مرة من أجل ايصاله الى أي مركز أسوة ببقية العائلات الحزبية في لبنان”، علما أن ابنه كميل ترشح الى الانتخابات النيابية عام 2005 في دائرة الشوف. يلعب العلية بين السطور: “كميل ترشح وليس دوري من رشحه”.
الا أنه لجناح المعارضة في الحزب رأيٌ آخر. يتهكم أحد مسؤولي “الأحرار” على الحديث عن الديمقراطية: “ايه… كتير”. يأسف لأن أغلبية المرشحين الى المجلس السياسي “ينتمون الى الفئة العمرية الكبيرة، فيما يحاول الحزب خلق حركة شبابية يمتاز بها، وقد توصلنا الى أن تنافس منظمتنا للشباب أكبر المنظمات في بقية الأحزاب”، ولكن المُشكلة كانت في أن “النظام الداخلي لا يسمح الا بترشح من مرّ على انتسابهم عشر سنوات وخمس سنوات لتسلّم مهمات حزبية. ومن المعروف أنه خلال السنوات الأخيرة كان الحزب شبه غائب عن الساحة السياسية”. العديد من المرشحين كانوا سابقا، هذا “ينسف الديمقراطية ان وُجدت. كل المقربين من دوري هم الذين سيربحون”.