Site icon IMLebanon

عون: لم أقل أنني أريد الفدرالية؟!

michel-aoun-111000

اكد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب ميشال عون ان اللبنانيين هم من سيمنعون الفيدرالية، عندما ينظرون إلى الدَّين الذي صار بالمليارات، والعجز بالموازنة، والمشاريع التي تُعرقل، “نحن لم نقل إننا نريد الفيدرالية، بل هم من يدفعوننا باتجاهها”.

واعتبر في حديث لصحيفة “الأخبار” ان هذه “مسؤولية كل طرف لا يتحرّك معنا للمطالبة بحقوقه. لقد قدّمنا للشعب اللبناني كتاباً عن الفساد المالي، فنام في أدراج النيابة العامة المالية. قدّمنا تقارير عن الأموال المهدورة والمسروقة في وزارة الاتصالات في 2009، وكلّها محفوظة عند النيابة العامة المالية. تتعرقل كل مشاريعنا التي لها علاقة بأموال الناس، ولا أحد يعترض. هذه أموال الناس وعليهم هم أن يحافظوا عليها”.

وقال عون: نحن عبرنا عن موقف، ساهمنا في إيصال المعلومة، فهل استطاع أحد محاسبة موظّف متورّط أو إزاحته في وزارة الاتصالات مثلاً؟ لماذا؟ أين هو التفتيش المركزي؟ هل يعمل؟ لا. لماذا؟ علينا أن نرى ما إذا كان هذا الجهاز مشلولاً، حينها فلنحلّه، ويجب أن نحلّه لأن رئيس التفتيش المركزي ليس خاضعاً في عمله لأي جهة.

وأضاف: أنا أمثّل الموارنة ومجبر على الدفاع عن حقوقهم أولاً إذا لم يُصغِ إليهم أحد. منذ عشر سنوات، ونحن ندافع عن المصالح الوطنية. فور عودتي من الخارج، توجّهت إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وضعنا إكليلاً على ضريحه ولم نجد أحداً من عائلة الفقيد بانتظارنا. قدمنا خطاباً سليماً في ساحة الشهداء، ولم نتحدث بلغة طائفية، فوجدنا في وجهنا الحلف الرباعي في البداية، لا وحدة وطنية. عرضوا علينا بعض المكاسب النيابية ولم نقبلها. سرقوا منا تسمية 14 آذار وشعارات السيادة والحرية والاستقلال، فوجدنا أنفسنا خارج هذا الفريق، وقالوا إننا صرنا في فريق 8 آذار. انتهينا من الانتخابات وتألفت حكومة، وبدأ بعدها الحوار مع الرئيس سعد الحريري، لم نشارك بسبب وجود نزعة للسيطرة الكاملة. نحن نملك عقلية علمانية تريد أن يكون هناك حقوق للمواطن، لا حقوق للطوائف. وجدنا أنفسنا عاجزين أمام التكوين الحالي للمجتمع اللبناني والسياسة المتبعة. عندما طرح الرئيس نبيه برّي فكرة إلغاء الطائفية السياسية، أعلنّا صراحة أننا مع هذا الطرح، إلى جانب تربية وطنية تطبق في جميع المدارس، وأن يكون هناك مدارس منفصلة للتعليم الديني وممارسة الدين، مع برنامج تربوي يطبق على الجميع. نحن أول من وقّعنا على القانون الذي لم يطرح. قدّمنا أكثر الأفكار جرأةً حول إلغاء الطائفية السياسية، لكن الفكرة توقفت. نحن لسنا طائفيين ولا يُمكن أن نكون كذلك. لقد سقط إلى جانبنا شهداء من كل الطوائف. لا يُمكن أن نتخيّل في حال وفاة أي شخص في الهرمل أو عكار أو الجنوب أو أي منطقة لبنانية أخرى، ولا أتمكن من زيارة ضريحه. في المرة الأولى التي زرت فيها الجنوب، قصدت على الفور أضرحة شهداء قانا، هذه النقطة حسّاسة بالنسبة إلينا.

وقال رئيس “التيار الوطني الحر”: أنا أرفض تعييني بالطريقة التي كانت تحصل أثناء الوجود السوري. نحن مهددون بكل كلمة نقولها لأنها ستنعكس سلباً على اللبنانيين الموجودين في الخليج. اسمعوا خطابي اليوم تعلموا أنني لم أتراجع، وسأعلن موقفي الحقيقي.

وكشف ان الحديث مع الرئيس سعد الحريري تناول فقط موضوع التعيينات. هو الذي طرح الموضوع وسألنا رأينا بشأن التمديد للواء ابراهيم بصبوص. وقلت صراحة إننا ضد التمديد لأن هناك ضباطا كثرا كفوئين في قوى الأمن الداخلي. وهو اقترح عماد عثمان أو سمير شحادة. وسألته من تفضل، فقال إنه يفضل عماد عثمان. ثم قال لي: انت بدك تجبلي الموافقة من أصحابك. قال لي من تريد قائداً للجيش؟ قلت له: هناك فراغ في الجيش حالياً. انتم تحسبون التمديد غير الفراغ؟ التمديد يجري بورقة يمكن وزير الدفاع ان يسقطها بمثلها ساعة يشاء، ويرسل قائد الجيش إلى المنزل. التعيين بالأصالة في مجلس الوزراء يعطي الموقع حصانة المادة 65 من الدستور وقانون الدفاع. ثم قلتُ له: انت مين رأيك؟ ضحك. قلت له: قلي لي، انت تعرفه. قال لي: شامل؟ قلت له نعم، انت تعرفه من أيار 2008.

ذهبنا إلى حزب الله الذي وافق على تعيين عثمان، وكذلك الأستاذ نبيه. أخبرته بما جرى بيني وبين الحريري، فقال لي (الرئيس بري) إنه تبلّغ من المستقبل نيته التمديد لبصبوص. ثم زرت النائب وليد جنبلاط وقال لي: أوكي، طالما أنتما متفقان. وكذلك تحدثنا مع الكتائب ووافقوا. القوات تحدّث معهم فريد مكاري الذي قال إنهم لا يمانعون. بعد ذلك اتصلت بالحريري، وكان في السعودية، وقلت له: جرى العقد. وافق الكل. صار في عنا إجماع. فقال لي: انا عائد الليلة إلى بيروت، وربما غداً، لكنه حتى اليوم لم يعد. قبل عيد الفصح كانت المهمة منجزة. ثم بدأت المراوغة. صاروا يقولون: خلوها لبعد الأعياد. راحت الاعياد، ووصلنا إلى أيار. فسألناهم أين صار اتفاقنا؟ هنا ظهرت النوايا. حدثت تغييرات في المنطقة، كسقوط جسر الشغور بيد المعارضة السورية، ثم اتى دخول داعش إلى تدمر ليزيد الطين بلة. وصاروا يقولون لي إن علينا ان ننتظر. ماذا يقصدون؟ إذا تغيّر الوضع في المنطقة يتغيّر وضع شامل روكز؟ هذا يدل على نوايا سيئة. أنا أتحدّث عن وقائع. حتى الحريري، لم أتحدّث ضده. أنا اوضح ما جرى معنا، لا أريد ان أزعجه، ولن أتحدّث كيف بدأنا محادثاتنا في روما وما جرى بعدها. واضاف: الحريري لا يلتزم، من لا يملك القرار لا يستطيع الالتزام.

واعتبر ان العلاقة مع تيار المستقبل اليوم سيئة. “لا يمكن التعاطي مع جهة لا تلتزم بتعهّداتها. نحن ذهبنا إلى روما لتقريب وجهات النظر، وفي أول مرحلة تراجعوا وخربوا الالتزامات.” المفتاح عندهم وليس عندي. إذا لم يكُن لديهم ما يقدّمونه بجدية، فعلامَ سنتفاهم معهم؟

ولفت عون: إذا لم ألقَ تجاوباً وطنياً، فكل الاحتمالات مطروحة. نحن في مرحلة الإنذارات وتهيئة جو معيّن. نحن حفّزنا شارعنا، وننتظر تحفيز الآخرين. فإما أن يكون الشعب قوة ضاغطة على ممثليه، وإما أن لا يتحرك أحد. حينها نقرر ما الذي سنفعله.

ولفت الى انه يقبل تقسيمات بين الدوائر الوسطى، والدائرة الواحدة، على أساس النسبية ليخوض الانتخابات النيابية.

وعن القانون المختلط بين النسبي والأكثري، علق عون: لا لا، “شو هالبندقة هيدي؟ كلها احتيال ليضلوا قارطين الأكثرية”.

وقال عون: ما يربطنا بالقوات اللبنانية هو سعينا إلى تحقيق السلام في لبنان وبناء هذا البلد، وهذا ظاهر في إعلان النوايا. لا شيء فيه يمس بالوحدة الوطنية ولا بالمقاومة. يهمنا الاستقرار بالدرجة الأولى، والسلام لا يبنى إلا بهدنة طويلة الأمد. علماً أنه بوجود اسرائيل لن يكون هناك سلام لا بهدنة ولا من دونها. ونحن ذهبنا إلى الرئيس الحريري للهدف ذاته.

أنا لا أسعى لاستقطاب الجمهور الذي تمثله أطراف مسيحية أخرى. ما يهمني اليوم هو الاستقرار. المسار السياسي لكل طرف فينا هو الذي يحدد الرابح في الانتخابات المقبلة. “وبعدنا بعاد عن الانتخابات”.

إذا أيد الشارع المسيحي القوات اللبنانية فأنا لا استطيع أن أمنعه. عندما ذهبت إلى سوريا اعترض عدد من النواب على قراري الذهاب قبل الانتخابات لأن ذلك سيؤثر في شعبيتي. فكان جوابي بأنني أمثل المسيحيين في مجلس النواب، ولن أعلن خطاباً معيناً وأتوجه إلى سوريا فيما بعد، فيرى جمهورنا فيما بعد أنني خنته. أنا سأذهب إلى سوريا وليسمع الجمهور خطابي ويقرر لاحقاً ما إذا كان يريد انتخابي، واذا لم يفعل فسأجلس في المنزل، مع أننا أعلنا عام 1989، وعندما كانت المدافع بيننا وبين السوريين، أننا مع إقامة أفضل العلاقات مع سوريا بعد خروجها من لبنان، وهذا دليل أننا لم نبدل خطابنا.

واكد انه ملتزم بموعد الانتخابات في التيار 20 أيلول. “ستكون البداية لأن علينا تجديد كل الكوادر”.